الأربعاء، 13 أغسطس 2025

09:34 م

محمود البحيري.. رحيل أول ضفدع بشري عبر القناة في حرب أكتوبر

البطل محمود البحيري

البطل محمود البحيري

ودعت مصر واحدًا من أبطالها العِظام، البطل محمود البحيري، الذي شارك في حرب العبور في السادس من أكتوبر عام 73، كأول ضفدع بشري يعبر قناة السويس، إضافة لإسهاماته الثرية في تدمير ميناء إيلات وأسر جندي إسرائيلي.

محمد بحيري بطل حرب السادس من أكتوبر

قبل ساعات أعلنت عائلة البحيري وفاته، على أن يتم تلقي العزاء يوم الخميس الموافق 18 أغسطس في قاعة مناسبات عمر مكرم  بميدان التحرير بعد صلاة المغرب.

محمود البحيري

حظي البطل الراحل محمود السيد سليمان البحيري بمسيرة حافلة ومشرفة من الإنجازات، ولد في قرية برديس بمحافظة سوهاج، والتحق بالخدمة العسكرية عام 1965.

ورغم أن حرب 1967 انتهت بالهزيمة الساحقة، باعتبارها انتكاسة أمام العدو، إلا أن البحيري عبر عنها بمفهوم “الحرب العشوائية”، فرغم وقعها النفسي السيء على الجنود والشعب آنذاك، إلا أنها شكلت له أرض اختبار حقيقية للحرب والقتال،  كعملية “رأس العش” التي شارك فيها رفقة 30 جنديا مقاتلا، حاربوا ببسالة لينتصروا أخيرًا، انتصارًا شحذ عزيمة الجنود وأثرى من حماستهم لاسترداد الأرض المسلوبة.

وحدة الصاعقة البحرية

أما في السادس من أكتوبر عام 1973، فخاض البحيري واحدة من أكثر الملاحم العسكرية تميزاً في تاريخ مصر، ضمن صفوف وحدات الصاعقة البحرية، وخاصة في سرية الضفادع البشرية، وحصل على لقب “أول ضفدع بشري يعبر قناة السويس" .

البحيري وزملاؤه

تدمير ميناء إيلات ومعركة شدوان

وتمتد بطولات البحيري لمشاركته المثمرة في تدمير البارجة الإسرائيلية في ميناء إيلات، وكان آنذاك قد خضع لمعسكر تدريبي سري استمر لمدة تزيد عن الشهر، أسفر عن اختيار عدد من نخبة الجنود، انقسموا لمجموعتين، لتنفيذ مهمة دقيقة، فاختصت إحداهما في التنفيذ والأخرى اعتبرت بديلة لها، في ظل تكريم معنوي لشتى الجنود. 

الحاج محمود البحيري خلال تكريمه

وكان لمعركة شدوان وقع خاص في محطات البطولة، إذ دافعت سرية الصاعقة عن الجزيرة تحت قصف جوي عنيف ليومين متتاليين، في حين خسر المصريون 80 شهيدًا، كبدوا العدو حوالي 45 قتيلًا.

عزومة بمسقط رأسه

ومن بين الحكايات التي رويت وسط المواقف الأكثر زخمًا في الحرب، تطرق البحيري في أحد لقاءاته الإعلامية ليحكي عن موقف طريف واجهه كان له وقع طيب في نفسه، إذ تصادف أن يمر بقريته برديس أثناء العبور رفقة  كتيبته من البحر الأحمر إلى منطقة الأدبية، وكان ذلك في ساعة متأخرة من الليل، ليغلبه كرم الضيافة ويدعو قائده لتناول الشاي بمنزله، إلا أنه لقي حفاوة واسعة من أبناء قريته، ليصدم بردة فعلهم الاستثنائية بعد تقديمهم لواجب الضيافة لكتيبته كاملة رغم عددهم الكبير.

الحاج محمود البحيري

أسر جندي إسرائيلي وشائعة استشهاد

أما عن أعظم إنجازاته في الحرب، فأشار إلى أنه يفخر بأسر الجندي الإسرائيلي “ديفيد عازر”، بعد مراقبة دقيقة لأسبوعين، باغته مع اثنين من رفاقه وأجلوه أمام قائد الكتيبة، خلال حرب الاستنزاف والنفق الاتحادي العسير، تجسدت جرأته في عبور القناة مئات المرات، تأمينًا وزرعًا للألغام، وربطًا بين ضفتيها، مؤمِّنًا زملاءه خلف خطوط العدو.

الحاج محمود البحيري

فيما كُتب للبحيري أن يعيش رغم الأخبار المحزنة بشأن استشهاده، وصقلت تلك الشائعات تأخر إجازته ما جعل أقربائه يصدقون استشهاده، لكن والدته أبت الإذعان لحزنهم بسبب حدسها الداخلي، الذي أنبأها بسلامته، حتى التقى بأهله لأول مرة في شهر سبتمبر، لتحتفل به القرية والعائلة.

search