الثلاثاء، 12 أغسطس 2025

10:16 م

خطة احتلال غزة تشعل خلافًا بين نتنياهو والجيش.. ما مصدر الخوف؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تشهد إسرائيل خلافًا داخليًا حادًا بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية، وسط جدل متصاعد حول خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على مدينة غزة.

تعكس الأزمة، فجوة عميقة بين الأهداف السياسية للحكومة والاعتبارات العسكرية الميدانية، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

استجابة لضغط اليمين

بحسب الصحيفة، قدّم نتنياهو لقادة الجيش خطة تهدف إلى تنفيذ عملية سريعة وحاسمة للسيطرة على كامل أراضي غزة، استجابةً لمطالب قادة اليمين المتشدد داخل ائتلافه الحاكم، الذين يعتبرون الاحتلال الشامل حلاً نهائيًا لإنهاء وجود حركة حماس.

غير أن كبار الضباط في هيئة الأركان رفضوا الخطة، مؤكدين أن أي عملية من هذا النوع، في غياب استراتيجية واضحة لما بعد الحرب، قد تدفع إسرائيل إلى مواجهة طويلة الأمد شبيهة بتجربة اجتياح لبنان عام 1982.

القتال داخل بيئة حضرية معقدة

حذرت القيادات العسكرية من أن السيطرة على مدينة مكتظة بالسكان مثل غزة ستتطلب بقاء قوات كبيرة لمدد طويلة، مع ارتفاع كبير في احتمالات الخسائر البشرية بسبب القتال داخل بيئة حضرية معقدة، وأن مثل هذه العملية قد تثير اعتراضات من حلفاء إسرائيل الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية، خشية تفاقم الأزمة الإنسانية ودفع المجتمع الدولي لفرض قيود على الدعم العسكري. وفقًا لقناة "العربية".

صفقة مؤقتة وتأجيل المواجهة الكاملة

نتيجة هذا الجدل، تم التوصل إلى صيغة وسط تقضي بتوسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية على أجزاء من غزة بنسبة لا تتجاوز 10% في المرحلة الحالية، على أن يتم تقييم الموقف لاحقًا وفق المستجدات الميدانية، ورغم أن هذا القرار المؤقت يخفف من حدة المواجهة داخل دوائر صنع القرار، فإنه لم ينهِ الخلاف العميق بين المستويين السياسي والعسكري.

ستعتمد العملية المرتقبة على أقل من نصف القوات المطلوبة لاحتلال غزة بالكامل، مع بدء التحرك البري تدريجيًا بعد إجلاء نحو مليون من السكان بحلول سبتمبر المقبل، ويأتي ذلك بعد تراجع نتنياهو عن تصريحاته لقناة فوكس نيوز، التي أكد نيته استعادة السيطرة الكاملة على غزة، التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1967 و2005.

استياء اليمين المتطرف

هذا التراجع أثار استياء اليمين المتطرف في الحكومة، لكنه أظهر في الوقت نفسه قدرة قادة الجيش على فرض رؤيتهم الميدانية، في مواجهة رئيس وزراء دخل في خلافات مع المؤسسة العسكرية أكثر من أي رئيس وزراء سابق في إسرائيل. بحسب القناة

نمرود نوفيك، المستشار السابق لشمعون بيريز رئيس إسرائيل الأسبق، أوضح أن المؤسسة الأمنية أجبرت نتنياهو على تقليص نطاق الخطة، مضيفًا أن إصرار الحكومة على المضي في الاحتلال الشامل رغم معارضة الجيش كان سيشكل سابقة في تجاوز الإجماع العسكري.

الاحتكاك ليس جديدًا

الاحتكاك بين القيادة المدنية والعسكرية ليس جديدًا في إسرائيل، فقد سبق لرئيس جهاز الموساد ورئيس الأركان أن أوقفا خطة لشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني قبل أكثر من عشر سنوات، رغم دعم نتنياهو لها في حينه.

مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، فضّل عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن استمرار الحرب لفترات طويلة قد يضر بمكانة إسرائيل الدولية، ولفت إلى أن قلق القيادات العسكرية تصاعد بعد إعلان ألمانيا وقف تصدير بعض المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة، بما في ذلك محركات دبابات ميركافا والمركبات المدرعة، ووفق تقرير الصحيفة، قد يسعى الجيش إلى الحد من تنفيذ أوامر الحكومة المتطرفة إذا استمرت الضغوط السياسية والميدانية.

مخاوف عائلات الرهائن

من جهة أخرى، تتصاعد الاحتجاجات في الشارع والتهديدات من عائلات الأسرى، خشية أن تؤثر خطة احتلال غزة على الأسرى الإسرائيليين في القطاع.

في مشهد لافت، اقتحم محتجون، السبت، استوديوهات القناة 13 الإسرائيلية أثناء بث مباشر، وارتدوا قمصانًا كُتب عليها "مغادرة غزة"، ورفعوا شعارات مناهضة لخطة الحكومة، وحمّلوها مسؤولية قتل الأسرى والفلسطينيين والجنود، ورددوا أمام الكاميرات: "لا حياة طبيعية مع هذا الواقع". وأجبروا القناة على قطع البث المباشر.

search