الأربعاء، 13 أغسطس 2025

03:30 ص

بينها الجمرة الخبيثة والكوليرا.. تغير المناخ يحيي أمراضًا قديمة

التغيرات المناخية

التغيرات المناخية

تقى أيمن

A .A

تفتح التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري الباب لانتشار أمراض جديدة، فضلًا عن أخرى كانت موجودة في الماضى.

هل تغيير المناخ يجعلك مريضًا؟

في يناير 2020، بدأ الدكتور كاميلو مورا، الأستاذ في قسم الجغرافيا والبيئة بجامعة هاواي في مانوا، مشروعًا لدراسة كيف يمكن لتغير المناخ أن يُسبب لنا الأمراض، وفقًا لموقع “Science ABC”.

واهتم فريق الدراسة بمعرفة ما وراء كوفيد 19، وقال الدكتور مورا: "في بداية جائحة كوفيد، كان هناك اهتمام كبير بمعرفة ما إذا كان هذا المرض ناجمًا عن تغير المناخ أم لا، ولذلك قررنا التحقيق في هذا الأمر، وأدركنا منذ البداية أننا لن نحصل على ما يكفي من البيانات اللازمة للإجابة على هذا السؤال".

وأجرى كاميلو وفريقه أبحاثًا تكميلية على أكثر من 77 الف دراسة، بحثوا خلالها عن المخاطر المناخية الحساسة لغازات الاحتباس الحراري، وكيفية تفاعلها مع الأمراض التي تصيب البشر، وعندما نظروا في الفيضانات، لاحظوا ازديادًا في العديد من الأمراض المنقولة بالنواقل، ومن بين ناقلات الأمراض، كان البعوض الأكثر شيوعًا، ويشتهر بتكاثره في المياه الراكدة، كما لاحظوا ازدياد حالات داء شيكونغونيا عند تعرض المنطقة للفيضانات وهو مرض فيروسي ينتقل إلى البشر عن طريق البعوض.

تأثير المخاطر المناخية على الأمراض المعدية

ووجد فريق البحث دلائل تجريبية ارتبطت فيها المخاطر المناخية بمسببات الأمراض، وشمل ذلك مجموعة مكونة من 286 مرضًا فريدًا، وبلغت نسبة الأمراض التي تفاقمت بسبب المخاطر المناخية 58% من جميع الأمراض المعدية، التي تصيب البشرية حول العالم. 
 

كيف يجلب تغير المناخ الأمراض؟

من أبرز مؤشرات تغير المناخ، تغيرات جغرافية مختلفة الأنواع نتيجةً لاضطراب موائلها (المائل هو جزء من نظام بيئي يهيئ ظروف مواتية لتواجد أو عيش كائن ما بصورة طبيعية)، فحرائق الغابات والفيضانات والجفاف والعواصف تُزعزع موائل أنواع الحياة البرية المحلية، فتنتقل الحيوانات من مواطنها إلى مناطق أوسع بحثًا عن الطعام والمأوى، وفي بعض الأحيان، ينتهي بها المطاف وتأتي إلى المدن فتصبح نواقل أمراض.

وأدت حيوانات مثل الخفافيش والقرود والقوارض التي تعيش في المناطق المأهولة بالسكان إلى تفشي أمراض مثل الإيبولا ونيباه.

كما يمكن أن يؤدي ذوبان الجليد إلى إطلاق مسببات أمراض قديمة، مثل سلالة الجمرة الخبيثة التي ظهرت في روسيا بعد أن ذاب جسد حيوان كان محفوظًا في الجليد.

حيوان متجمد

المخاطر المناخية تجعل مسببات الأمراض أقوى

وأشار بحث مورا إلى أن موجات الحر المتزايدة ربما ساعدت بعض الفيروسات على تطوير مقاومتها للحرارة، ما يمنحها القدرة على التغلب على دفاع الجسم الأساسي ضد العدوى الفيروسية مثل الحمى.

أما في البحار، فإن ارتفاع درجات الحرارة مع الأمطار الغزيرة يقلل ملوحة المياه الساحلية، ما يخلق بيئة مثالية لبكتيريا ضمة الكوليرا “Vibrio vulnificus”، وهو ما يفسر انتشار داء الكوليرا في مناطق لم تُسجّل فيها إصابات من قبل.

search