
اللواء محمد حسين
البريكس وآثارها على التنمية العالمية
السادة الحضور..
أسعد الله صباحكم بكل خير
اسمحوا لي في بداية حديثي أن أتوجه بالشكر للسادة القائمين على تنظيم هذا المنتدى الثري وعلى حسن الاستقبال والضيافة.
كما أتقدم بالشكر للمكتب الإعلامي الإقليمي لوكالة أنباء شينخوا في الشرق الأوسط على تلك الدعوة الكريمة.
السادة الحضور..
منذ تأسيس تكتل البريكس من الدول الخمس الكبري (البرازيل، الصين، روسيا، الهند، جنوب إفريقيا) وانضمام مجموعة جديدة إليها من الدول عام 2024 (مصر، السعودية، الإمارات، إيران، إثيوبيا) هدفت إلى تعزيز التعاون الإقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء وتشجيع التنمية المستدامة الشاملة.
ويأتي عمل المجموعة من خلال عدة محاور:
أولها: تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجنوب – الجنوب حيث تسعى المجموعة إلى تعزيز كل سبل التعاون بين الدول الناشئة والنامية مما ساهم بشكل ملموس في تقوية الروابط الإقتصادية والمالية بين هذه الدول.
المحور الثاني: تنوع الإقتصاد العالمي، حيث تسعى البريكس إلي تعزيز دور الدول الناشئة في الإقتصاد العالمي مما يساهم في تقليل الإعتماد علي الدول المتقدمة وتشجيع التنمية المستدامة.
المحور الثالث: تعزيز الإستثمارات، حيث تعمل علي تعزيز الإستثمارات بين الدول الأعضاء مما يساهم في تحفيز النمو الإقتصادي والتنمية في هذه الدول.
المحور الرابع: دعم التنمية المستدامة، حيث تعمل البريكس علي دعم أهداف التنمية المستدامة مثل الحد من الفقر وتحسين الصحة وتعزيز التعاون وحماية البيئة وحماية الملكية الفكرية.
والمحور الأخير: تعزيز دور الدول الناشئة في صنع القرار العالمي مما يساهم في تعزيز تمثيل هذه الدول في المؤسسات الدولية التمثيل العادل والمنصف.
السادة الحضور
- إن لغة الأرقام لتكتل البريكس تعكس الدور الهام حيث يساهم التكتل بحوالي 36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (بناء علي تعادل القوة الشرائية) أي حوالي 58 مليون دولار، كما تساهم دول البريكس بحوالي 25% من التجارة العالمية حيث تمثل الصين وحدها جزءًا كبيرًا من تلك النسبة العالمية كونها ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
- كما تضم البريكس أكثر من 45% من سكان العالم مما يمنحها قوة سوقية ضخمة ومؤثرة علي التنمية العالمية أما بالنسبة للإحتياجات النقدية والذهبية هي تفوق 5 تريليونات دولار وبخاصة الصين والهند، كما تمتلك دول البريكس حصة كبيرة في إنتاج وتصدير النفط والغاز مما يعزز نفوذها في أسواق الطاقة العالمية حيث وصل مساهمات التكتل إلى حوالي 40% من الإنتاج العالمي.
إلا أن هناك مجموعة من التحديات تواجه التكتل أبرزها:
- سيطرة الدول الغربية علي المؤسسات المالية العالمية: فنجد في صندوق النقد الدولي أكثر من 40% من القوة التصويتية تسيطر عليها أمريكا وأوروبا في حين تبلغ القوة التصويتية لتكتل البريكس أقل من 15%، ونفس المشهد في البنك الدولي تتحكم الدول الغربية وأمريكا في توجهاته.
- بالإضافة إلي تحد ثاني متمثل في هيمنة الدولار الأمريكي علي النظام المالي العالمي، حيث يمثل الدولار الأمريكي حوالي 58% من الاحتياطي العالمي، كما يخضع نظام التحويلات العالمية SWIFT للنفوذ الغربي.
السادة الحضور..
تبذل دول البريكس الجهود الرامية لمواجهة تلك التحديات البارزة من خلال المؤسسات المالية البديلة التي أسستها البريكس ومنها بنك التنمية الجديد حيث تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج بدعم البنك ، كما دعا هذه المؤسسة متعددة الأطراف إلي المساهمة بشكل أفضل في نهوض دول الجنوب العالمي وذلك خلال زيارته لمقر البنك في شنغهاي في 29 أبريل الماضي.
بالإضافة إلي ترتيب إحتياطي الطوارئ لدعم الأعضاء وقت الأزمات مما يمثل بديلًا جزئيًا لصندوق النقد، بالإضافة إلى مقترح عملة موحدة أو نظام دفع بديل مما يساهم في تقليل الاعتماد علي الدولار ويعزز النفوذ الجيو اقتصادي للبريكس.
السادة الحضور..
تسعى رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان) إلي تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب ودول البريكس في ظل تصاعد الحواجز التجارية الأمريكية والإتجاهات الحمائية العالمية.
خلاصة:
تكتل البريكس تحول من تحالف ناشيء إلى قوة اقتصادية كبرى تنافس بشكل مباشر التكتلات الغربية مثل مجموع السبع ويتوقع أن يزداد تأثيره في النظام الإقتصادي العالمي خصوصًا مع التوسع الذي شهده عام 2024.

الأكثر قراءة
-
طليقة البلوجر علاء الساحر تنشر فيديو يوثق احتجازه لشاب
-
3 سيارات تلاحق 3 فتيات.. مطاردة على طريق الواحات تنتهي بكارثة
-
تحديد هوية المتهمين بمطاردة فتيات على طريق الواحات
-
من جرام لـ100.. سبائك ذهب في ماكينات ATM
-
السيو واللي جابوه
-
الإيجار القديم.. خطوات الحصول على الوحدات البديلة من الحكومة
-
"كان عايز يقتلني".. أول تعليق من ضحية حادث طريق الواحات
-
أول تعليق من والد الطالبة نزال إحدى ضحايا حادث طريق الواحات
أكثر الكلمات انتشاراً