الجمعة، 15 أغسطس 2025

07:35 ص

فتحي حسين
A A

البدل للصحفيين...شريان حياة في زمن الغلاء

في زمن تتعالى فيه صرخات الغلاء، وتثقل فيه كواهل الناس بأعباء لا تنتهي، يطل على الصحفيين بصيص أمل في زيادة البدل المخصص للتدريب والتكنولوجيا. قد يقول قائل إنها زيادة بسيطة، لكنها، في ميزان الحياة اليومية، تحمل قيمة تتجاوز أرقامها المحدودة؛ فهي تمنح الصحفي دفعة تساعده – ولو نسبيا – في مواجهة جموح الأسعار الجنوني الذي يطال كل سلعة وخدمة.

لكن بين الوعد والتنفيذ، تبقى المسافة محل تأمل. فالوعود كانت واضحة: زيادة بنسبة 30%، أي ما يعادل نحو 1100 جنيه، لكن ما وصل إلى جيوب الصحفيين في الواقع لم يتجاوز 14%، أي قرابة 600 جنيه فقط. 

ورغم التقدير لكل زيادة، فإن الأمل لا يزال معقودا على أن تتحقق الوعود كاملة، لأن مهنة البحث عن المتاعب لا تحتمل أنصاف الحلول، ولا تليق بها الوعود الناقصة.

فالصحافة، كما نعلم جميعا، لم تكن يومًا مهنة للراحة أو الترف، بل هي مهنة ساحتها الحقيقة، وثمن الوصول إليها باهظ، ليس فقط من الجهد والعمر، بل من الجيب أيضا. فالصحفي يدفع من ماله وراحته وصحته ليمنح القارئ المعلومة، ويضيء له الطريق، ويدافع عنه بإثارة القضايا التي تعبّر عن اهتماماته وتعكس آماله وأفكاره.

لهذا، فإن كلمة الشكر واجبة اليوم للقيادة السياسية التي استجابت – ولو جزئيًا – لصوت الصحفيين، وللنقيب الذي لم يتوقف عن بذل الجهد لزيادة دخل هذه المهنة السامية. فالزيادة، وإن كانت متواضعة، هي شهادة تقدير لدور لا ينقطع، ورسالة اعتراف بجهد رجال ونساء حملوا القلم سلاحا في معركة الوعي، ودافعوا عن الحقيقة كأنها وطنهم الأول.

إن الصحافة، في عمقها، ليست مهنة فردية أو مكسبا شخصيا، بل هي حصن من حصون الوطن. وحين نكتب، ونكشف، ونسلط الضوء، فإننا نحمي استقرار البلاد، ونحفظ أمنها، ونرفع راية مصر عالية في مواجهة التحديات التي تعصف بنا من الداخل والخارج.

إنها مصر التي نحب، مصر التي نستحق، ومصر التي سنظل نكتب من أجلها، ونحلم بها، ونحرسها بالكلمة الصادقة حتى آخر سطر في حياتنا!

search