الخميس، 14 أغسطس 2025

05:27 م

بعد زيارة لاريجاني.. نزع سلاح "حزب الله" بين إصرار لبناني وتحريض إيراني

علي لاريجاني

علي لاريجاني

إياد الشناوي

A .A

تأتي زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، علي لاريجاني، إلى لبنان، في ظل تصاعد الأزمة بين “حزب الله” والحكومة اللبنانية فيما يتعلق بنزع سلاح الحزب، فهل ستساهم زيارة لاريجاني في حلحلة الأزمة أم ستؤدي إلى المزيد من التصعيد.

زيارة لاريجاني للبنان

وغادر لاريجاني إلى العراق، الذي وصل إليه في أول زيارة رسمية له خارج البلاد بعد تسلّمه منصبه، ثم توجه إلى محطته الثانية لبنان، وفي أعقاب تصريحات أدلت بها الخارجية الإيرانية بشأن ملف الأزمة، رفضتها الإدارة اللبنانية واعتبرتها تدخلًا سافرًا بالشؤون الداخلية، بحسب وكالة "إرم".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن “من حق لبنان الدفاع عن نفسه ضد إسرائيل، وهذا لا يمكن أن يتم دون سلاح”، في إشارة إلى ملف نزع سلاح “حزب الله”.

وجاءت تصريحات الخارجية الإيرانية، بعدما استنكر وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، تصريحات أدلى بها علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث أعلن فيها معارضة طهران مساعي نزع سلاح “حزب الله”، وقال إن طهران لا تزال تدعم "المقاومة" في لبنان.

واعتبر وزير الخارجية اللبناني، تصريحات ولايتي، تدخلًا سافرًا في شؤون لبنان الداخلية وغير مقبولة بأي حال من الأحوال، حسب وصفه.

فيما أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن الجيش اللبناني وحده هو المرخص له بحمل السلاح، وهو المسؤول عن أمن جميع اللبنانيين "دون استثناء"، بعد أن صرح لاريجاني، خلال وصوله للبنان، بأن الإيرانيين سيواصلون إمداد "حزب الله" بالسلاح، بحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

إيران الداعم الأول لـ"حزب الله"

وأشارت صحيفة "مونت كارلو الدولية" إلى أن إيران هي المساهم الرئيسي في تأسيس “حزب الله”، حيث قدمت له دعمًا بالمال والسلاح على مدى عقود.

وشكّل “حزب الله” أبرز أركان ما يسمى بـ"محور المقاومة"، الذي تقوده طهران، ويضم مجموعات موالية لها من العراق واليمن.

كما وقّع لاريجاني في العراق، مذكرة تفاهم أمنية مشتركة تتعلق، وفق رئاسة الوزراء الإيرانية، "بالتنسيق الأمني للحدود المشتركة بين البلدين"، وذلك قبل مغادرته بغداد.

وقال لاريجاني، إن المقاومة جزءًا لا يتجزأ من نسيج شعوب المنطقة، ولذا تسعى إلى تحقيق مصالحها، معربًا عن اعتقاده بضرورة أن تٌوجّه كل الجهود نحو الحفاظ على هذه القدرة، بحسب التليفزيون الرسمي الإيراني.

معادلة سلبية 

وعلى صعيد متصل، وصف عضو تكتّل "الجمهورية القوية" اللبناني، النائب زياد الحواط، زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للبنان، بأنها "مهمّة تحريضيّة مكشوفة"، بحسب موقع " إيران إنترناشونال".

وشدّد الحواط، على أن ما يجري من تدخل إيراني سافر في ملف تسليم سلاح "حزب الله"، والتحريض على المعاندة والاحتفاظ بالسلاح، يتناقض مع الدستور والقوانين ومفاهيم قيام الدولة، ومع المصلحة اللبنانية والأعراف الدولية، لافتًا إلى أن إيران تحاول فقط المحافظة على مصالحها الدولية من خلال قنوات اتصال وحوار مفتوحة مع الولايات المتحدة.

كما وصف موقع "حزب الكتائب اللبنانية"، ملاقاة "حزب الله" للموفد الإيراني، بأنها "معادلة سلبية من شأنها زيادة التوتر السياسي العام وداخل الحكومة تحديدًا".

وأشار إلى استياء الحكومة اللبنانية من الوصاية، التي تريد طهران فرضها على لبنان، بتشجيع الحزب على التهديد المباشر بإسقاطها، وتكرار سردية رفض تسليم ولو "إبرة" من سلاحه.

كما لفت الموقع إلى أن وزراء “حزب الله” سيمضون في سياسة التهويل على الحكومة اللبنانية، حيث يحضرون الجلسات، معلنين أنهم لن يستقيلوا، ما يؤدي إلى تعطيل المفاوضات بشأن نزع السلاح.

وتعد مسالة نزع سلاح “حزب الله” أحد أبرز التهديدات لاستقرار وأمن لبنان، كما أن الأمر له أبعاد إقليمية خطيرة، حيث تهدد إسرائيل بتوجيه ضربات موجعة إلى الداخل اللبناني ما لم يسلم “حزب الله” سلاحه، باعتبار أن السلاح المتبقي لديه يمثل تهديدًا كبيرًا لأمنها.

كما تعتبر معظم القوى اللبنانية استمرار السلاح لدى "حزب الله" معوقًا كبيرًا للاستقرار والمصالح الوطنية اللبنانية، وتؤكد أن الجيش اللبناني وحده هو المسؤول بحمل السلاح.

search