الخميس، 14 أغسطس 2025

09:35 م

"إيحاءات صريحة".. قطر تنضم لقائمة محاربي لعبة "روبلوكس"

 لعبة «روبلوكس» الشهيرة

لعبة «روبلوكس» الشهيرة

A .A

قررت السلطات في قطر حظر لعبة “روبلوكس” الشهيرة استجابةً لمطالبات متزايدة من الأهالي وخبراء التربية، في خطوة تستهدف حماية الأطفال من المخاطر الرقمية.

ويأتي القرار بعد جدل واسع حول طبيعة المحتوى الذي تقدمه اللعبة، وما قد ينطوي عليه من تهديد للقيم والسلوكيات، إضافة إلى احتمالية تعرض الصغار للتحرش أو التنمر الإلكتروني.

لماذا حظرت قطر اللعبة

تسمح “روبلوكس” لمستخدميها بابتكار شخصيات افتراضية، وتصميم ألعاب، والتواصل مع لاعبين من مختلف أنحاء العالم، ما جعلها بيئة جذابة للأطفال، لكنها في المقابل فتحت الباب أمام تعرضهم لمحتوى غير ملائم، فضلًا عن الطابع الإدماني الذي قد يدفعهم لقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات.

ووفق دراسة أعدّها معهد الدوحة الدولي للأسرة، فإن الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية بين اليافعين في قطر يؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية والتعليمية والصحية، وقد يضعف الروابط الأسرية ويرفع معدلات العزلة والانطواء على المدى البعيد.

الحظر التركي

وتأتي هذه الخطوة في سياق توجه عالمي متباين، إذ حظرت تركيا اللعبة بالكامل لأسباب مشابهة، بينما اختارت أستراليا تشديد الضوابط الأمنية لتحسين بيئة اللعبة بدلًا من الحظر التام.

الحظر العماني

كما حظرت اللعبة سلطنة عمان منذ يونيو الماضي وذلك  لحماية النشء من المخاطر الرقمية المحتملة في داخل السلطنة.

الحظر الصيني

كما اتخذت الصين القرار ذاته وأوقفت المنصة لأسباب تتعلق بالرقابة على المحتوى الصادر من هذه اللعبة

تحقيق بريطاني صادم

في مايو الماضي، كشف تحقيق مشترك لصحيفة "الجارديان" وشركة الأبحاث المتخصصة في السلوك الرقمي "ريفيلينج ريالتي" عن مخاطر جدية يواجهها الأطفال على منصة الألعاب الشهيرة “روبلوكس”، رغم مظهرها الآمن وإجراءات الحماية التي تعلن عنها الشركة.

التقرير، الذي وصفه الباحثون بأنه "بالغ القلق"، أظهر أن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات تمكنوا من التواصل مع بالغين عبر المنصة دون وجود تحقق فعّال من العمر، وأن حسابات لطفلة في العاشرة دخلت بيئات افتراضية تحمل إيحاءات جنسية صريحة.

كما كشف التحقيق أن بعض المستخدمين البالغين نجحوا في طلب بيانات اتصال خاصة، مثل حسابات "سناب شات"، من أطفال في سن الخامسة، مستخدمين لغة مشفرة للتحايل على أنظمة المراقبة ومرشحات الدردشة المدمجة في اللعبة.

وتأتي هذه النتائج رغم طرح “روبلوكس” أدوات جديدة تمنح أولياء الأمور مزيدًا من التحكم في حسابات أطفالهم، لكن الباحثين أكدوا أن هذه الضوابط "محدودة الفعالية" ولا تمنع المخاطر بشكل كامل.

من جانبها، اعترفت الشركة بوجود "جهات فاعلة سيئة" على منصتها، وأقرت بأن التحقق من أعمار المستخدمين دون 13 عامًا يظل تحديًا على مستوى الصناعة، لكنها شددت على أن "الثقة والسلامة" تمثلان جوهر عملها، مؤكدة أنها أضافت أكثر من 40 تحسينًا في معايير الأمان خلال عام 2024، وتواصل التعاون مع الخبراء والحكومات لتعزيز الحماية.

search