الجمعة، 15 أغسطس 2025

08:05 م

الذهب بين الملاذ الآمن والسياسة.. ماذا بعد قمة ألاسكا؟

الذهب عالميًا

الذهب عالميًا

سجل الذهب بداية عام 2025 مستويات قياسية جديدة، مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية المستمرة والتضخم العالمي، حيث حافظ المعدن الأصفر على مكانته كملاذ آمن للمستثمرين وسط استمرار الحرب "الروسية–الأوكرانية".

ومع اقتراب انعقاد القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، أظهرت الأسواق العالمية حساسية متزايدة تجاه المؤشرات المتعلقة بمستقبل الصراع.

وانعكس ذلك على الذهب الذي تراجع خلال الأسبوع الماضي بنحو 1.5%، مع استمرار المستثمرين في متابعة أي مستجدات سياسية واقتصادية، وفقًا لتقرير "CNN".

ارتفاع الطلب العالمي على الذهب

أفاد مجلس الذهب العالمي بأن إجمالي الطلب العالمي على المعدن خلال الربع الثاني من 2025 ارتفع بنسبة 3% على أساس سنوي، ليصل إلى 1249 طنًا، فيما صعدت القيمة الإجمالية إلى 132 مليار دولار.

ويعزى هذا الارتفاع أساسًا إلى التدفقات القوية نحو الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب، في حين شهد استهلاك الحُلي تراجعًا نتيجة الأسعار القياسية.

وسجلت الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب في أمريكا الشمالية تدفقات إيجابية بلغت 73 طنًا، أي ما يعادل نحو 8 مليارات دولار، مما يؤكد استمرار دور المستثمرين المؤسساتيين في دعم الأسعار.

دعم البنوك المركزية للذهب

استمرت مشتريات البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب القياسية خلال الأشهر الماضية، وسط حالة من عدم اليقين في النظام المالي العالمي.

وأظهرت الأحداث الاقتصادية الأمريكية، خاصة المتعلقة بالرسوم الجمركية والسياسات المالية، قدرة الذهب على الاستجابة السريعة لتقلبات السوق.

وكان أبرز مثال على ذلك إعلان الرئيس الأمريكي ترامب استثناء الذهب من الرسوم الجمركية المرتفعة المؤقتة نهاية يوليو، ما خفف المخاوف التضخمية وهدّأ الأسواق.

تأثير التسوية السياسية المحتملة على الأسعار

في حال حدوث تسوية سياسية دائمة للحرب الروسية–الأوكرانية، قد تنخفض الضغوط الجيوسياسية على الذهب، ما قد يفتح المجال أمام تصحيح سعري أو استقرار عند مستويات أدنى، خاصة مع تحسن مؤشرات النمو العالمي وانخفاض توقعات الفائدة في الولايات المتحدة.

لكن استمرار بعض العقوبات أو المشكلات في سلاسل التوريد قد يبقي الذهب تحت ضغط، لا سيما مع تقلبات مرتبطة ببيانات التضخم والسياسة النقدية الأمريكية.

مستقبل أسعار الذهب

تتوقع "جيه بي مورجان" أن يصل متوسط سعر الأوقية إلى 3675 دولارًا بنهاية 2025، مع احتمال تجاوز 4000 دولار في النصف الأول من 2026، بينما توقعت "جولدمان ساكس" وبنوك كبرى تجاوز 4000 دولار إذا استمر الطلب على الملاذات الآمنة.

ويرى بعض المحللين أن الأسعار قد تهبط إلى 3000–3200 دولار خلال الربعين المقبلين في حال تراجع المخاطر الجيوسياسية.

ويُتداول الذهب حاليًا حول مستوى 3342 دولارًا للأونصة، مدعومًا بالطلب المؤسسي وصناديق التحوط، رغم الضغوط المرتبطة بالتحولات النقدية في الولايات المتحدة.

ويبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو استقرار الأسعار أفقيًا أو هبوط محدود، مع استمرار الذهب في الاحتفاظ بجاذبيته كملاذ آمن، إلا إذا طرأت تصعيدات اقتصادية أو جيوسياسية جديدة.

search