السبت، 16 أغسطس 2025

04:08 م

باكستان في "يوم القيامة".. السيول جرفت البيوت والبشر ونشرت الظلام

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

شهدت باكستان موجة مدمرة من الأمطار الموسمية والسيول الجارفة والانهيارات الأرضية، خلّفت أكثر من 222 قتيلًا وعشرات المفقودين، وسط إعلان حالة طوارئ صحية في عدة أقاليم.

شهدت المناطق الجبلية في باكستان كارثة طبيعية وُصفت بأنها "جحيم يوم القيامة"، بعدما تسببت أمطار موسمية غزيرة وعواصف رعدية وانهيارات أرضية في مقتل أكثر من 200 شخص خلال 24 ساعة فقط، وفق ما نقلته صحيفة "إكسبريس تريبون" نقلًا عن السلطات الباكستانية.

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

تصدّرت منطقة بونير قائمة الخسائر البشرية

وتحملت ولاية خيبر بختونخوا (K-P) العبء الأكبر من المأساة، حيث تصدّرت منطقة بونير قائمة الخسائر البشرية والمادية، إذ جرفت السيول القرى بأكملها وانهارت منازل في لحظات، لتفقد أسر عديدة جميع أفرادها.

وقال سكان محليون إن ما حدث أشبه بـ"يوم القيامة"، حيث روت شهادات مروّعة قصص انهيارات جبلية وسيول مفاجئة جرفت البيوت والبشر.

وسُجّل الولاية 210 قتلى بينهم رجال ونساء وأطفال، فيما أودت الفيضانات بحياة 12 شخصًا في إقليم جلجت بلتستان و9 في كشمير الباكستانية، وتحدثت تقارير رسمية عن دمار واسع في المنازل والطرق والمدارس والمحاصيل الزراعية.

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

تحطم مروحية للجيش الباكستاني

في منطقة بونير وحدها قُتل 91 شخصًا، بينما شهدت مدينة “باجور” مأساة إضافية حين تحطمت مروحية للجيش الباكستاني كانت تنقل مساعدات إغاثة، ما أسفر عن استشهاد خمسة عسكريين بينهم طياران. وأعلنت حكومة خيبر بختونخوا الحداد العام وتنكيس الأعلام.

الفيضانات ضربت أيضًا مناطق مانسهره وباتجرام وسوات، حيث انهارت منازل بالكامل وجرفت السيول مساجدًا وجسورًا وأدت إلى نفوق الماشية.

في الوقت نفسه، أغلقت الانهيارات الأرضية عدة مقاطع من طريق كاراكورام السريع، ما عزل شمال البلاد عن بقية المناطق.

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

إعلان الحداد العام

أعلنت حكومة خيبر بختونخوا المناطق الأكثر تضررًا، وبينها بونير وباجور ومانسهره وباتجرام، "مناطق منكوبة"، كما أعلنت حدادًا عامًا اليوم.

وعقد رئيس الوزراء شهباز شريف اجتماعًا طارئًا لمتابعة الوضع، ووجّه هيئة إدارة الكوارث الوطنية بتسخير كل الإمكانات لدعم جهود الإنقاذ، مؤكدًا أن الحكومة الفدرالية ستوفر خيامًا وأدوية ومواد غذائية بشكل عاجل، كما أمر بإجلاء العالقين من السكان والسائحين في المناطق المتضررة.

من جانبها، أعلنت قيادة الجيش الباكستاني إرسال وحدات إضافية، بينها فرق إنقاذ خاصة وكلاب مدرّبة على البحث، إضافة إلى مروحيات ومعدات هندسية لإصلاح الجسور المنهارة وتشييد معابر بديلة. كما تبرّع الجيش بيوم كامل من رواتب جنوده وحصص غذائية تصل إلى 600 طن لصالح المنكوبين.

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

جلجت تعيش في ظلام دامس

في جلجت بلتستان، لقي 12 شخصًا مصرعهم بينما لا يزال آخرون مفقودين، وتسببت السيول بانهيار 20 منزلًا وانقطاع الكهرباء عن مدينة جلجت بعد تضرر قناة المياه المغذية لمحطة نالتار للطاقة. كما جرفت الفيضانات جسرًا رئيسيًا في سكردو ما عزلها عن جلجت، بحسب صحيفة “باكستان توداي”.

دفن عائلات بأكملها في كشمير وباجور

أما في كشمير الباكستانية، فارتفع عدد القتلى إلى 9 أشخاص بينهم عائلة كاملة دفنتها انهيارات طينية في مظفر آباد، فيما تضررت عشرات المنازل والمحلات والجسور، وتم إجلاء مئات السياح من وادي نيلوم بعد أن حاصرتهم السيول.

في منطقة باجور القبلية على الحدود مع أفغانستان، تسببت عاصفة رعدية وانهيار أرضي في مقتل 21 شخصًا من بينهم أسر بأكملها، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.

المياة تجرف المنازل والطرق

في مانسهره وباتجرام، فقد لقي أكثر من 25 شخصًا مصرعهم بعدما جرفت السيول 10 منازل إلى مجرى النهر، وشهدت مناطق أخرى مثل شانجلا وبالاكوت وسوات مآسٍ مشابهة، حيث فُقدت عائلات بكاملها وتقطعت أوصال البنية التحتية.

وجرفت المياه بالولايتين الطرق الرئيسة، وتضررت عشرات الأبراج الكهربائية، فيما غمرت السيول مناطق لم تشهد فيضانات بهذا الحجم من قبل.

وبحسب بيانات الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، ارتفع إجمالي ضحايا الأمطار والسيول منذ 26 يونيو إلى 507 قتلى و768 جريحًا في أنحاء باكستان، مع توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة حتى 21 أغسطس الجاري.

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

المخاطر لم تنتهِ

وحذرت دائرة الأرصاد الجوية الباكستانية من استمرار هطول أمطار غزيرة اليوم السبت، قد تؤدي إلى مزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية في خيبر بختونخوا، جلجت بلتستان وكشمير.

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

كما ناشدت السلطات المواطنين تجنب الأنهار والجداول ومواقع الخطر، فيما تم تحذير السياح من التوجه إلى المناطق الشمالية خلال الأيام المقبلة.

آثار الدمار نتيجة الفيضانات في باكستان

وفيما تتواصل عمليات الإنقاذ والإغاثة وسط تضاؤل الأمل في العثور على ناجين، يبقى المشهد في المناطق المنكوبة مأساويًا، مع آلاف المشردين وعائلات مفجوعة بخسائر بشرية فادحة.

search