الإثنين، 18 أغسطس 2025

11:53 ص

232 شهيدا لم يشفعوا.. لماذا يتجاهل الغرب الانتهاكات ضد الصحفيين بغزة؟

مشيعون في جنازة الصحفي الفلسطيني محمد أبو حطب. (رويترز)

مشيعون في جنازة الصحفي الفلسطيني محمد أبو حطب. (رويترز)

منذ قرابة عامين، يتعرض الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة، لحملة استهداف متواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي، كان آخرها استشهاد ستة صحفيين، مساء الأحد الماضي، أثناء وجودهم داخل خيمة مخصصة للإعلاميين في مدينة غزة، بينهم مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف (28 عامًا)، الذي تحول خلال الأشهر الماضية إلى أحد أبرز وجوه التغطية الميدانية للحرب.

إهمال في الدفاع عن الصحفيين الفلسطينيين

"تمارس إسرائيل قتل الصحفيين الفلسطينيين دون أن تواجه أي محاسبة، ليس فقط بفضل الدعم العسكري والسياسي غير المحدود من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، بل أيضًا بسبب إهمال العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفيين الغربيين في الدفاع عن زملائهم الفلسطينيين.

في الوقت الذي لا تتردد فيه وسائل الإعلام الغربية في انتقاد الحكومات المعادية لواشنطن، والتضامن مع الصحفيين الذين يتعرضون للاعتقال أو التضييق في دول مثل روسيا أو الصين أو إيران، فإنها تلتزم صمتًا شبه تام عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، وفقًا لصحيفة "الجارديان".

يحمل المشيعون جثامين الصحفيين الفلسطينيين محمد صبح وسعيد الطويل اللذين قتلا عندما أصاب صاروخ إسرائيلي مبنى أثناء قيامهما بتغطية الأحداث (CNN)

استهداف ممنهج

بحسب منظمات حقوقية وإعلامية، قُتل منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 192 صحفيًا، بينهم 184 فلسطينيًا، وتشير لجنة حماية الصحفيين (CPJ) إلى أن ما لا يقل عن 26 منهم قُتلوا بعد استهدافهم بشكل مباشر بسبب عملهم الصحفي.

وفي تقرير آخر لجامعة براون الأمريكية، ارتفع العدد إلى 232 صحفيًا حتى نهاية مارس، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النزاعات، ويفوق حصيلة قتلى الإعلاميين في عدد من الحروب الكبرى مجتمعة.

تهديدات مباشرة

واجه أنس الشريف، قبل استشهاده، تهديدات مباشرة من الجيش الإسرائيلي منذ نوفمبر 2023، حيث تلقى اتصالات تطالبه بوقف عمله الإعلامي ومغادرة غزة، كما اتُّهم لاحقًا بالانتماء إلى فصائل فلسطينية مسلحة، وهي تهمة كررتها إسرائيل بحق عدد من الصحفيين الذين اغتيلوا لاحقًا، دون تقديم أدلة.

أنس الشريف

صمت غربي 

المنظمات الدولية شددت مرارًا على أن الصحفيين يتمتعون بالحماية نفسها الممنوحة للمدنيين بموجب القانون الدولي، وأن استهدافهم يُعد جريمة حرب، ومع ذلك، لم تحظَ الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين بالتغطية أو التضامن الواسع نفسه الذي رافق اعتقال أو استهداف صحفيين غربيين في دول مثل روسيا أو إيران.

ففي حين تبنّت كبريات الصحف الأمريكية حملات عالمية للإفراج عن مراسل وول ستريت جورنال إيفان جيرشكوفيتش، التزمت المؤسسات نفسها صمتًا ملحوظًا تجاه مقتل العشرات من الصحفيين في غزة. بحسب الصحيفة.

وتطالب وسائل إعلام غربية، إسرائيل بالسماح بدخول صحفيين أجانب إلى غزة لتوفير "تغطية محايدة"، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية طرحًا إشكاليًا يُهمّش الصحفيين الفلسطينيين الذين يقومون بالمهمة على الأرض ويدفعون حياتهم ثمنًا لذلك.

ويشير مراقبون، إلى أن كثيرًا من المراسلين الأجانب يعتمدون عمليًا على الصحفيين المحليين كمساعدين ومترجمين ومرافقين، ما يجعل تضحيات الفلسطينيين حجر الأساس لأي تغطية دولية.

search