السبت، 23 أغسطس 2025

01:16 ص

بعد 3 أسابيع من التراجع.. أسعار النفط تسجل أول مكاسبها الأسبوعية

النفط

النفط

استقرت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة، وسط حالة من عدم اليقين بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، في حين سجلت الأسعار مكاسب أسبوعية هي الأولى منذ ثلاثة أسابيع.

أسعار النفط اليوم

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 6 سنتات أو ما يعادل 0.09% لتغلق عند 67.73 دولارًا للبرميل، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 14 سنتًا أو ما نسبته 0.22% لتستقر عند 63.66 دولار للبرميل.

وسجل كلا العقدين مكاسب تجاوزت 1% في الجلسة السابقة، لينهي برنت الأسبوع على ارتفاع نسبته 2.9%، بينما صعد خام غرب تكساس بنسبة 1.4%.

وقال محلل السلع في بنك يو بي إس، جيوفاني ستاونوفو، إن الجميع ينتظر الخطوة التالية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مضيفًا: "على ما يبدو لن يحدث شيء في الأيام المقبلة".

الحرب الروسية الأوكرانية

وصرح ترامب بأنه سيراقب ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيتعاونان من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف.

وقال كبير المحللين في مجموعة Price Futures، فيل فلين، إن هناك حالة من عدم اليقين لا تزال قائمة بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن المفاوضات لا تسير بالسرعة التي تأملها الأسواق.

وشهد الأسبوع استمرار الحرب دون توقف، حيث شنت روسيا هجومًا جويًا قرب الحدود الأوكرانية مع الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، فيما أعلنت كييف أنها قصفت مصفاة نفط روسية ومحطة ضخ يونيشا، وهي جزء حيوي من خط أنابيب دروجبا الذي ينقل النفط الروسي إلى أوروبا.

ووفقًا لتقارير، قد تتوقف إمدادات النفط الروسية إلى كل من المجر وسلوفاكيا لمدة لا تقل عن خمسة أيام.

من جانبه، يسعى ترامب لترتيب قمة تجمع بين بوتين وزيلينسكي ضمن جهوده للوساطة من أجل إبرام صفقة سلام، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إنه لا توجد أجندة محددة لعقد قمة بين الرئيسين، متهمًا زيلينسكي بأنه "يرفض كل شيء".

وبحسب محللين في بنك ING، فإن "كلما بدا وقف إطلاق النار أقل احتمالًا، زاد خطر فرض عقوبات أمريكية أكثر صرامة على روسيا".

وفي موازاة ذلك، قدم مخططون عسكريون أمريكيون وأوروبيون خيارات إلى مستشاري الأمن القومي بعد أول اجتماع مباشر بين قادة الولايات المتحدة وروسيا منذ اندلاع الحرب.

كما أعلنت رئيسة وزراء إستونيا كريستن ميشال في مؤتمر صحفي مع نظيرها الفنلندي في تالين يوم الجمعة، استعداد بلادها للمشاركة في عملية حفظ سلام في أوكرانيا بإرسال كتيبة عسكرية.

وطالب بوتين أوكرانيا بالتخلي عن كامل إقليم دونباس الشرقي، والتراجع عن طموحات الانضمام إلى الناتو، وإبعاد القوات الغربية عن أراضيها، وفقًا لمصادر تحدثت إلى "رويترز". 

وفي المقابل، تعهد ترامب بـ"حماية أوكرانيا ضمن أي اتفاق ينهي الحرب"، بينما رفض زيلينسكي فكرة التنازل عن أي أرض أوكرانية معترف بها دوليًا.

المخزونات الأمريكية

وعلى الصعيد النفطي، تلقت الأسعار دعمًا إضافيًا من بيانات أظهرت تراجعًا أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية. 

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن المخزونات هبطت بمقدار 6 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره 1.8 مليون برميل فقط.

وفي الوقت نفسه، قالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية إن عدد منصات الحفر للنفط والغاز الطبيعي في أمريكا تراجع منصة واحدة إلى 538 منصة في الأسبوع المنتهي 22 أغسطس، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يوليو، وبذلك تكون الشركات قد قلّصت المنصات أربع مرات خلال الأسابيع الخمس الماضية.

الاقتصاد العالمي وضغوط الطلب

وعلى الجانب الآخر، أثرت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا على معنويات الأسواق، إذ أظهرت أن أكبر اقتصاد في أوروبا انكمش بنسبة 0.3% خلال الربع الثاني من العام، ما أثار المخاوف بشأن ضعف الطلب على الطاقة في المنطقة.

كما ترقب المستثمرون إشارات من المؤتمر الاقتصادي في جاكسون هول بولاية وايومنج حول السياسة النقدية الأمريكية، حيث ألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأمريكي الشهر القادم، لكنه لم يلتزم بذلك بشكل صريح.

وأكد باول، أن المخاطر المتزايدة التي تهدد سوق العمل، إلى جانب استمرار الضغوط التضخمية، تجعل موقف الفيدرالي بحاجة إلى مراجعة دقيقة.

ويُنظر إلى خفض أسعار الفائدة كعامل من شأنه تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط، الأمر الذي قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع خلال الفترة المقبلة.

search