الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025

06:00 ص

زلزال شرق أفغانستان.. خسائر بشرية هائلة ودمار واسع للقرى الجبلية

زلزال أفغانستان

زلزال أفغانستان

ضرب زلزال قوي شرق أفغانستان، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 800 شخص وإصابة أكثر من 3 آلاف في ولايتي كُنَر وننغرهار، وفق ما أكدته السلطات المحلية يوم الإثنين.

وبلغت قوة الزلزال 6 درجات على مقياس ريختر، ووقع عند الساعة 11:47 مساءً بالتوقيت المحلي، مركزه في مديرية كوز كُنَر بعمق يتراوح بين 8 و10 كيلومترات فقط، ما فاقم حجم الدمار. 

وأدت الهزات إلى انهيار مئات المنازل وانزلاقات أرضية دفنت قرى بأكملها، بحسب صحيفة أفغان تايمز.

شهادات مأساوية

في مستشفى كُنَر، يروي محمد أعظم من قرية مزار دارا أنه فقد ثلاث بنات وابنًا واحدًا إلى جانب اثنين من أقاربه، قائلاً: "لم يتبق لي شيء من عائلتي تقريبًا".

وفي مقطع مصوَّر نشرته مؤسسة "قمر"، ناشد رجل من مديرية نُرغل المساعدة بعدما فقد 17 فردًا من عائلته، بينهم زوجته وأطفاله الخمسة ووالداه، مؤكداً أن جثامينهم ما تزال تحت الأنقاض من دون أي دعم لإجلائها.

وأضاف: "لقد توفيت زوجتي وأولادي الخمسة ووالداي وعمي و17 فردًا من عائلتي، ولا يوجد حتى الآن من يدعمهم لنقلهم إلى مكان آمن". 

وأوضح أن فرق الإنقاذ لم تصل إلى المنطقة حتى الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت أفغانستان، أي بعد أكثر من 12 ساعة من وقوع الزلزال.

وفي قرية أندَرلاشَك بمديرية تشوكي، جرى حفر أكثر من 40 قبراً، فيما دُفن حتى الآن 22 شخصًا.

أب يدفن تحت الأنقاض لساعات بعد فقدان عائلته

نجا رجل من منطقة مازا دارا، نورجال بعد أن ظل محاصرًا تحت الأنقاض لساعات، لكن زوجته واثنين من أبنائه لقوا حتفهم.

قال صادق الله لوسائل الإعلام من مستشفى ننكرهار: "كنت نصف مدفون ولم أستطع الخروج. والدي مصاب وهو معي في المستشفى. علقنا لمدة ثلاث إلى أربع ساعات حتى وصل رجال الإنقاذ". ووصف لحظة الزلزال بأنها مرعبة: "شعرت وكأن الجبل بأكمله يهتز".

تدمير قرى كاملة

ذكرت وكالة أنباء بختر الحكومية أن قرى وادير، شوماش، مسعود، وأريت دمرت بالكامل في منطقة نورجال.

بالإضافة إلى ذلك، قالت إدارة مقاطعة ننكرهار إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب نحو 20 آخرين في منطقة دارا نور.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة العامة الدكتور شرفات زمان أن ثلاث قرى في مديرية نورجال دمرت بالكامل، فيما تعرضت قرى شولت وأريت وماماغول ووادير لأضرار جسيمة.

عمليات إنقاذ معقدة

أوضحت السلطات المحلية أن 610 من القتلى سُجلوا في ولاية كُنَر، فيما أُحصيت 12 وفاة في ننغرهار. وأشارت التقارير إلى أن القرى الجبلية النائية مثل نُرغل ومزار دارا كانت من بين الأكثر تضرراً، حيث سُويت بعض التجمعات السكنية بالأرض.

الهزات الارتدادية، التي بلغت قوة بعضها 5.2 درجات، زادت من حالة الذعر وعرقلت جهود الإنقاذ. وقد شعر السكان بالزلزال في العاصمة كابول وحتى عبر الحدود في إسلام آباد الباكستانية.

استجابة محلية ودولية

نشرت حكومة طالبان مروحيات ووحدات عسكرية وفرق طبية طارئة، وأكدت أن 40 رحلة جوية نُفذت حتى الآن لنقل نحو 420 من الجرحى والضحايا إلى مستشفيات المدن القريبة. 

لكن الانهيارات الأرضية التي أغلقت الطرق الجبلية أعاقت الوصول إلى القرى النائية، ما جعل الاعتماد على النقل الجوي أمرًا أساسيًا.

وانضمّت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الأفغاني إلى جهود الإغاثة عبر تقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة، إضافة إلى خيام وملاجئ مؤقتة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن تضامنه مع الشعب الأفغاني، فيما قدّم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعازيه وأكد استعداد بلاده لتقديم أي دعم إنساني ضروري.

مخاوف من تفاقم الكارثة

حذر ناشطون في مجال حقوق المرأة من أن الطبيعة المحافظة في إقليم كُنَر قد تؤخر حصول النساء على الرعاية الطبية اللازمة.

كما شددت السلطات على أن الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث في ظل انقطاع الاتصالات عن بعض المناطق.

ويعد هذا الزلزال الأعنف منذ كارثة يونيو 2022 في إقليم بَكتيكا، التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص، ويواجه الناجون اليوم تحديًا مزدوجًا يتمثل في غياب المأوى والحاجة الماسة إلى الغذاء والإمدادات الطبية.

search