الخميس، 04 سبتمبر 2025

10:09 م

صراع في إسرائيل بسبب صفقة الأسرى.. ماذا يحدث داخل المجلس الحربي؟

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي

كشفت مصادر وزارية إسرائيلية رفيعة المستوى عن معارضة شديدة من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، لخطة الاجتياح البري الكامل لمدينة غزة.

ووفق المصادر ذاتها فقد حذر زامير، من أن هذه الخطوة ستورط إسرائيل في "حكم عسكري" طويل الأمد وستعرض حياة الجنود والمحتجزين لخطر أكبر، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وبحسب ما نقلت المصادر لوسائل إعلام عبرية، فقد بذل زامير "كل ما في وسعه" خلال الأسابيع الماضية لإقناع مجلس الوزراء الحربي بالعدول عن خطة الاجتياح، التي تحمل الاسم الرمزي "عربات جدعون 2"، وعرض بدلًا منها استراتيجية بديلة.

صفقة المحتجزين.. نقطة خلاف أخرى

كما دار النقاش حول صفقة تبادل الأسرى، حيث تؤيد المؤسسة الأمنية، بما في ذلك رئيس الموساد ديدي برنيا، المضي قدمًا في "صفقة جزئية" تشمل إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء و18 جسدًا مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

من جانبه رأى رئيس الموساد أنه "يجب عدم تفويت الفرصة" لتحرير المحتجزين، في المقابل، عارض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصفقة بشدة، مبررًا ذلك بأن "الساعة السياسية" التي منحتها الولايات المتحدة لإسرائيل "ليست غير محدودة"، وأن الانسحاب من مناطق سيطر عليها الجيش خلال عملية "عربات جدعون" سيكون له "ثمن باهظ"، وقد يؤخر حسم المعركة في غزة لمدة تصل إلى ستة أشهر.

يأتي هذا الصراع بين المستويين العسكري والسياسي في وقت يستعد فيه الجيش الإسرائيلي لتنفيذ أوسع عملية استدعاء لقوات الاحتياط منذ بدء الحرب، تمهيدًا لعملية اجتياح مدينة غزة التي لا تزال معلقة رغم إقرارها قبل نحو شهر.

استراتيجية بديلة ومخاوف عسكرية

في اجتماعات مغلقة، قدم رئيس الأركان عرضًا مفصلًا أمام الوزراء، قارن فيه بين خطة الاجتياح البري الشامل التي يفضلها المستوى السياسي، وبين مقترحه القائم على فرض حصار محكم على مدينة غزة مع تنفيذ غارات واقتحامات مركزة.

ووفق زامير، فخطته "أفضل في كل المعايير"، حيث إنها تقلل المخاطر على حياة الجنود الإسرائيليين والمحتجزين، وتتطلب قوة بشرية أقل، مما يخفف العبء على قوات الاحتياط، وتحد من الأزمة الإنسانية في القطاع، وتحافظ على الشرعية الدولية لإسرائيل بدرجة أكبر.

ومع ذلك، قوبلت مقترحاته بالرفض من قبل غالبية الوزراء، الذين اعتبروا أن استراتيجيته لن تحقق "الحسم" المطلوب ضد حركة حماس، وأن تحذيراته "تبث الرعب" دون مبرر.

وتتركز مخاوف القيادة العسكرية في أن خطة الحكومة ستؤدي حتمًا إلى فراغ سلطوي في غزة بعد انهيار حماس، مما سيجبر الجيش الإسرائيلي على تولي إدارة شؤون السكان المدنيين، وهو ما حذر منه زامير صراحة قائلًا للوزراء: "أنتم تسيرون نحو حكم عسكري، خطتكم تقودنا إلى هناك، عليكم أن تفهموا معنى قراراتكم".

search