الأربعاء، 03 سبتمبر 2025

05:25 ص

بعد زلزالين.. لماذا تضرب أفغانستان هزات متكررة؟

زلزال أفغانستان

زلزال أفغانستان

تعد أفغانستان واحدة من أكثر الدول عرضة للهزات الأرضية في العالم، حيث تقع على تقاطع صفائح تكتونية نشطة، وتشير التقديرات إلى تسجيل مئات الهزات القوية منذ عام 1990، فيما تتركز المخاطر في شرق البلاد وشمالها، حيث تتسبب الانهيارات الأرضية في مضاعفة حجم الخسائر البشرية.

بينما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث بين الأنقاض عن ضحايا الزلزال الذي دمر قرى في ولايات ننكرهار وكونار ولجمان شرقي أفغانستان، وقع فجر الثلاثاء زلزال جديد بلغت قوته 5.5 درجات جنوب شرقي البلاد، على مسافة قريبة من مركز الزلزال السابق، ما أثار حالة من الذعر بين السكان. وفقًا لوكالة "رويترز". 

ولم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار جراء الهزة الثانية.

قرى تتحول إلى أنقاض

الزلزال الأول، الذي بلغت قوته ست درجات، حوّل قرى بأكملها إلى كتل من الركام، حيث انهارت المنازل الطينية والخشبية فوق ساكنيها، وامتلأت الطرق الضيقة بالغبار، وفق ما أظهرت صور جوية نشرتها وزارة الداخلية الأفغانية.

وأوضحت الصور حجم المأساة، إذ تسوت قرى بأكملها بالأرض، فيما لجأت أسر مشرّدة إلى خيام مؤقتة، تواصل البحث بين الحطام عن ناجين.

حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع

أسفر الزلزال عن مقتل أكثر من 1400 شخص وإصابة ما يزيد على 3000 آخرين، فيما حذّر مسؤولون أمميون من أن هذه الأرقام مرشحة للزيادة بشكل كبير، نظراً لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق الجبلية النائية التي ما زالت معزولة. بحسب الوكالة. 

وقد تم تحديد مركز الزلزال على بعد 27 كيلومتراً من جلال آباد وعلى عمق ثمانية كيلومترات فقط، وهو ما يفسّر حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة.

عمليات إنقاذ مستمرة

قال المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث محمد حمد إن عمليات الإنقاذ استمرت طوال الليل رغم التحديات الكبيرة، حيث أدت انزلاقات التربة إلى إغلاق طرق مؤدية إلى بعض البلدات المعزولة.

من جهته، أكد مدير وكالة إدارة الكوارث في ولاية كونار، إحسان الله إحسان، أن الأولوية الحالية هي إسعاف الجرحى وتوفير الخيام والوجبات الساخنة للناجين الذين باتوا بلا مأوى.

وفي بلدتي وادير ومزار دارة، يشارك عشرات السكان منذ أكثر من 36 ساعة في إزالة الأنقاض باستخدام أدوات بدائية مثل المجارف، وأحياناً الأيادي العارية، في محاولة للعثور على ناجين.

تحركات إغاثية 

استأنفت المروحيات العسكرية مهامها منذ ساعات الصباح الأولى لتقديم المساعدات وإجلاء الضحايا من المناطق المنكوبة.

كما أعلنت وكالات الأمم المتحدة تخصيص خمسة ملايين دولار من صندوق الاستجابة الطارئة لدعم جهود الإغاثة، في حين تعهّدت الحكومة البريطانية بتقديم مليون جنيه إسترليني لمساعدة الأسر المتضررة.

لماذا الزلازل مدمّرة في أفغانستان؟

موقع جغرافي محفوف بالمخاطر

تقع أفغانستان في واحدة من أكثر المناطق نشاطًا تكتونيًا في العالم، إذ تتموضع على حافة الصفيحة الأوراسية وتتأثر بحركة الصفيحة الهندية المتجهة شمالًا، إضافة إلى تأثير الصفيحة العربية جنوبًا، وهو ما يجعل البلاد عرضة لهزات متكررة.

مدى شيوع الزلازل في أفغانستان

تشير الإحصاءات إلى أن ما لا يقل عن 355 زلزالًا بقوة تفوق 5 درجات ضرب البلاد منذ عام 1990، حيث تودي الزلازل بحياة نحو 560 شخصًا سنويًا في المتوسط، وتتسبب في خسائر مادية تُقدّر بنحو 80 مليون دولار سنويًا.

المناطق الأكثر عرضة

تتركز المخاطر في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، خصوصًا الحدود مع أوزبكستان وطاجيكستان وباكستان، وتشمل أيضًا العاصمة كابول التي تسجّل أعلى معدلات للأضرار، بمتوسط تقديري يصل إلى 17 مليون دولار سنويًا.

وتتضاعف خطورة الزلازل في المناطق الجبلية بسبب احتمال حدوث انهيارات أرضية تزيد من حجم الخسائر البشرية والمادية.

أسوأ الزلازل في تاريخ أفغانستان

  • 1998: ضرب البلاد زلزالان خلال ثلاثة أشهر، أسفرا عن مقتل 2300 شخص في الأول و4700 شخص في الثاني.
  • 2015: هزة قوية بقوة 7.5 درجات أودت بحياة 399 شخصًا في أفغانستان وباكستان والهند.
  • 2022: زلزال بقوة 6 درجات أدى إلى وفاة نحو ألف شخص.
  • 2023: سلسلة زلازل في شهر واحد أسفرت عن مقتل نحو ألف شخص وتدمير قرى كاملة.
search