السبت، 06 سبتمبر 2025

09:31 ص

من "الدفاع" إلى "الحرب".. ماذا يريد ترامب من تغيير هوية "البنتاجون"؟

وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"

وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى "وزارة الحرب"، جدلًا واسعًا في الداخل الأمريكي وعلى الساحة الدولية، وسط ردود فعل متباينة من الحلفاء والخصوم، وفقًا لـ"سكاي نيوز".

وأعلن ترامب، أمس الجمعة، توقيعه أمرًا تنفيذيًا لاعتماد الاسم الجديد، مشيرًا خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، بحضور وزير "الحرب" الجديد بيت هيغسيث، إلى أن التسمية الحالية لم تعد تعكس الواقع العالمي، قائلًا: "الاسم الجديد أكثر ملاءمة لوضع العالم الراهن، ويرسل رسالة نصر إلى العالم."

خلفية تاريخية

ظلت تسمية "وزارة الحرب" معتمدة في الولايات المتحدة لأكثر من 150 عامًا، منذ عام 1789 بعد الاستقلال عن بريطانيا وحتى عام 1947 عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، حينما تم تقسيم الوزارة إلى وزارة الجيش ووزارة القوات الجوية. وفي عام 1949، تم استبدال اسمها بـ"وزارة الدفاع"، وهو الاسم المتداول حتى الآن.

ولا يملك ترامب صلاحية تغيير الاسم رسميًا دون موافقة الكونجرس، لكن الأمر التنفيذي الذي وقعه يتيح استخدام الاسم الجديد كصفة موازية للتسمية الرسمية.

الحروب الكبرى

ويحمّل ترامب قرارات التسمية السابقة مسؤولية بعض الإخفاقات العسكرية الأمريكية، رغم تأكيده أن الجيش الأمريكي "انتصر في جميع الحروب الكبرى التي خاضها".

من جانبه، قال وزير "الحرب" بيت هيغسيث، الذي كلفه ترامب بإحداث "تحول جذري" داخل الوزارة، إن القرار لا يقتصر على تغيير الاسم فقط، بل يهدف إلى "استعادة روح المحارب"، ونشر فيديو يظهر لوحة جديدة على باب مكتبه في البنتاغون تحمل لقب "وزير الحرب".

رسائل للداخل والخارج

يأتي هذا القرار ضمن استراتيجية ترامب خلال ولايته الثانية، لإبراز قوة الولايات المتحدة العسكرية والسياسية داخليًا وخارجيًا، في إطار شعاره السياسي الشهير "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا".

وفي هذا السياق، أمر ترامب بتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي لمواجهة ما وصفه بـ"عصابات المخدرات" بقيادة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حيث أسفر استهداف أمريكي لقارب تهريب عن مقتل 11 شخصًا مطلع الأسبوع الجاري.

كما سبق أن أمر ترامب، في يونيو الماضي، بشن ضربة عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، داخليًا، نشر الحرس الوطني في العاصمة واشنطن ومدينة لوس أنجلوس خلال الأشهر الأخيرة، في إطار ما وصفه بـ"حملة على الجريمة والهجرة غير النظامية".

لكن هذا القرار قد يتعارض مع حملة ترامب الرامية إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام، حيث يفاخر الرئيس الأمريكي بدوره في إنهاء عدة صراعات، والتي قال إنها قد تصل إلى سبعة نزاعات كبرى. أما الحزب الديمقراطي، فقد وصف الخطوة بأنها "لعبة سياسية باهظة التكاليف يمارسها الملياردير الجمهوري".

كلفة ضخمة للتنفيذ

حتى الآن، لم يعلن البيت الأبيض عن الكلفة الرسمية لتغيير اسم الوزارة، لكن وسائل إعلام أمريكية قدرتها بأكثر من مليار دولار.

وقال مسؤول في البنتاغون لوكالة "فرانس برس": "تقدير الكلفة سيتضح لاحقًا مع بدء تنفيذ توجيهات الرئيس ترامب، وسنقدم بيانًا رسميًا حين تتضح الصورة الكاملة."

وكان ترامب قد صرّح في نهاية أغسطس بنيته تنفيذ هذا القرار، موضحًا أن اسم "الدفاع" يوحي بالموقف الدفاعي، بينما ترغب إدارته في إبراز جانب القوة الهجومية بما يتوافق مع مكانة الولايات المتحدة كأكبر قوة عسكرية في العالم.

وأكد البيت الأبيض أن الهدف من هذه الخطوة هو "فرض السلام بالقوة"، وضمان "استعادة احترام العالم للولايات المتحدة مجددًا"، في رسالة واضحة إلى خصوم واشنطن وحلفائها على حد سواء.

search