الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025

02:24 م

الأرق يبدأ من الأمعاء.. علاقة غير متوقعة تكشفها أبحاث حديثة

الأرق-تعبيرية

الأرق-تعبيرية

تعد مشكلة الأرق من أبرز الصعوبات التي يواجهها الناس في العصر الحديث، حيث ارتبطت غالبًا بأسباب مثل الضغط النفسي والتوتر العقلي. 

لكن الأبحاث الحديثة قد كشفت مفاجأة غير متوقعة، حيث أشارت إلى أن الأمعاء قد تكون هي البوابة الرئيسية للأرق.

العلاقة بين الأرق والأمعاء

فريق من الباحثين في جامعة نانجينغ الصينية، بقيادة الباحثة شانغيون شي، حللوا عشرات الآلاف من البيانات الطبية لقرابة 386 ألف متطوع باستخدام تقنيات التحليل الوراثي المتقدم (Mendelian randomization). 

وكشفت النتائج عن وجود ارتباط مباشر بين الأمعاء والتغيرات المزاجية والأرق. 

تكررت ظهور 14 نوعًا من البكتيريا التي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالأرق، في حين ظهرت 8 أنواع أخرى أثبتت تأثيرًا وقائيًا. 

والأكثر إثارة هو أن الأرق نفسه يتسبب في تغيير توازن هذه البكتيريا، مما يعكس حلقة تفاعلية معقدة.

بكتريا معدية متعلقة بمشكلة الأرق

البكتيريا المعدية وأثرها على الأرق

من جهة أخرى، أوضحت دراسة نشرتها مجلة Springer العلمية في عام 2024، أن العلاقة بين النوم وميكروبيوم الأمعاء هي علاقة ثنائية الاتجاه. 

أي أن اضطرابات النوم يمكن أن تؤدي إلى تغيير في تركيبة البكتيريا المعوية، وهو ما يعزز فرضية أن الأرق قد يبدأ من الأمعاء وليس نتيجة لضغوط نفسية كما هو معتاد.

العلاج الغذائي للأرق

يتيح الفهم الجديد لهذه العلاقة بين الأمعاء والأرق آفاقًا جديدة لعلاج هذه المشكلة، من خلال التدخلات الغذائية. 

أظهرت بعض الأطعمة مثل الأطعمة المخمرة (الكفير، التمبه، مخلل الملفوف)، بالإضافة إلى الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة، قدرتها على تحسين صحة الميكروبيوم وبالتالي دعم النوم بشكل أفضل.

كما اقترحت بعض الدراسات، بحسب موقع Food & Wine، أفكارًا مبتكرة مثل استخدام البروبيوتيك أو زرع ميكروبيوم البراز كعلاجات مستقبلية للأرق، رغم أنه لم يتم بعد العمل عليها بشكل معملي.

إذن، ومع هذه الاكتشافات الجديدة، يبدو أن الحلول المستقبلية للأرق قد تكون أقرب مما نتخيل، وقد تأتي من داخل الأمعاء نفسها.

search