الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025

09:10 م

في عامه الـ40.. مودريتش الطفل النازح يلعب بـ"روح لا تشيخ"

لوكا مودريتش

لوكا مودريتش

A .A

في عالم كرة القدم قليلون هم من يتركون بصمة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، وتتحول قصتهم إلى حكاية ملهمة للأجيال، ويعد لوكا مودريتش أحد هؤلاء القلائل.

اليوم يحتفل الساحر الكرواتي بعيد ميلاده الأربعين، بعد رحلة بدأت وسط أهوال الحرب، ولم تتوقف إلا عند منصة المجد، حيث رفع الكؤوس الكبرى وتُوِّج كأفضل لاعب في العالم.

الطفولة وسط لهيب الحرب

في عام 1991 اجتاحت القوات الصربية مدينة جيسينيس، البلدة التي نشأ فيها الطفل لوكا مودريتش، الحرب سرقت منه طفولته، حين قُتل جده أمام عينيه بدم بارد في أبريل 1995، في حادثة وثّقتها الصحف الكرواتية آنذاك كواحدة من أبشع الجرائم. منذ تلك اللحظة، أصبح الطفل لاجئًا مع عائلته، يعيش في فنادق النازحين، ويحلم فقط بمكان آمن ينام فيه.

بداية جديدة وحلم يتشكل

رغم كل الصعوبات، ظل حلم الكرة حاضرًا في قلب مودريتش، ومع أول راتب حصل عليه من كرة القدم اشترى منزلًا جديدًا لعائلته، وبدأ يخطو أولى خطواته نحو الاحتراف.

في اختبارات الناشئين رفضه البعض لأنه “نحيف وضعيف”، لكنه لم يستسلم، والتحق في النهاية بفريق دينامو زغرب، وهناك كتب البداية الحقيقية لمسيرة استثنائية.

بزوغ نجم في الملاعب

من زغرب إلى ريال مدريد، حيث ارتدى القميص الأبيض وأصبح العقل المدبر في خط الوسط. لياقته العالية وروحه القتالية منحاه مكانة خاصة، ليس فقط بين جماهير الميرنجي، بل لدى كل عشاق اللعبة.

قاد منتخب كرواتيا إلى نهائي كأس العالم 2018، ونال الكرة الذهبية بعد بطولة تاريخية، ثم عاد في مونديال قطر 2022 ليظفر بالكرة البرونزية.

أسطورة لا تشيخ

اليوم، ورغم بلوغه الأربعين، لا يزال لوكا مودريتش يركض ويقاتل وكأنه في بداية مسيرته، زملاؤه يؤكدون أن “لوكا لا يلعب بعمره… بل بروحه التي لا تشيخ”.

وفي ليلة احتفاله بعيد ميلاده، وصفته الصحف الكرواتية بأنه “عيد أسطورة”، بينما أكد رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، أن “مودريتش سيبقى خالدًا في قلوب المدريديستا وكل عشاق كرة القدم”.

أرقام وألقاب تروي الحكاية

    •    140 مباراة دولية بقميص كرواتيا
    •    57 مساهمة تهديفية مع المنتخب
    •    جائزة الكرة الذهبية 2018
    •    الكرة البرونزية 2022

أما مع ريال مدريد، فقد حقق إنجازات خيالية:

    •    6 ألقاب دوري أبطال أوروبا
    •    6 كأس العالم للأندية
    •    5 كأس السوبر الأوروبي
    •    4 ألقاب دوري إسباني
    •    2 كأس الملك
    •    5 كأس السوبر الإسباني

ختام المسيرة أم بداية فصل جديد؟

بعد سنوات من المجد في مدريد، يواصل مودريتش كتابة فصول جديدة بقميص ميلان الإيطالي. وبينما يحتفل اليوم بعيد ميلاده الأربعين، يظل الطفل الذي نجا من ويلات الحرب هو نفسه الرجل الذي أبهر العالم بقدميه.

search