الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

11:34 م

عميد مسجد باريس يستنكر الاعتداءات على الجوامع: الكراهية بلغت خطا أحمر

المسجد الكبير بباريس

المسجد الكبير بباريس

أصدر عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيظ، بيانًا شديد اللهجة عقب سلسلة الاعتداءات التي استهدفت تسعة مساجد في العاصمة الفرنسية وضواحيها، حيث عُثر على رؤوس خنازير أمام مداخلها، في حادثة أثارت صدمة واسعة.

وقال حفيظ في بيانه: “لقد وصلنا إلى درك من الانحطاط، الكراهية تجاوزت خطا رمزيا حين تطال أماكن العبادة، إنها لا تستهدف المؤمنين فحسب، بل تضرب إمكانية العيش المشترك على أرض واحدة”، حسبما أوردت وكالة رويترز.

وأكد أن ردود الفعل الطبيعية أمام ما وصفه بـ"المشهد غير المحتمل" هي الغضب والدموع والصمت الجريح، لكنه شدد على أن المسؤولية الدينية تتطلب ما هو أبعد من التنديد، داعيًا إلى التفكير العميق في جذور الأزمة.

أزمة أعمق من مجرد اعتداء

واعتبر عميد المسجد أن ما جرى يكشف أزمة مجتمعية متجذرة، مشيرًا إلى أن "العالم المشترك قد تصدّع".

واستشهد بمفكرين مثل حنة آرندت، سيمون فايل، محمد أركون، والأديب نجيب محفوظ، للتأكيد على أن المشكلة لا تنحصر في السياسة أو المؤسسات، بل في قدرة المجتمع الفرنسي على إعادة بناء الثقة والانفتاح.

وقال: "حين يتوقف المجتمع عن تخيل بدائل جديدة، فإنه يحوّل عاداته إلى قضبان وذاكرته إلى سجن".

دعوة إلى الحوار وتجديد الأمل

ووجه حفيظ نداءً إلى الفرنسيين للابتعاد عن دوامة الاتهامات والتركيز على إحياء الحوار، مضيفًا: "الديمقراطية مثل البيت القديم، لا تبقى واقفة إلا إذا قبل سكانها أن يضيفوا إليها حجارة ويشعلوا فيها مصابيح".

وتابع: "ربما نحن في مرحلة انتقالية، لكن يمكن لهذا الشعب وطبقته السياسية أن يلتقيا مجددًا، كمسافرين ضلا الطريق، ليكتشفا أنهما كانا يسيران نحو الفجر ذاته".

ماكرون يتدخل.. تضامن كامل وإجراءات مرتقبة

في تطور لافت، أعلن مسجد باريس الكبير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل مباشرة بالشيخ شمس الدين حفيظ ليعبر عن تضامنه مع مسلمي فرنسا.

وأكد ماكرون أن السلطات ستسخر جميع الوسائل لتعقب الجناة وتعزيز حماية أماكن العبادة، كاشفًا عن اجتماع استثنائي مرتقب للمنتدى الفرنسي للإسلام لبحث تداعيات الاعتداءات والإجراءات المقبلة.

من جانبها، فتحت الشرطة الفرنسية تحقيقًا موسعًا منذ يوم أمس، بعد العثور على رؤوس خنازير أمام عدد من المساجد في منطقة باريس، في انتظار نتائج تكشف هوية منفذي الاعتداءات ودوافعهم.

search