"صوفيا أور" تفضل السجن عن التجنيد في إسرائيل.. ما قصتها؟

صوفيا أور - كوبي وولف لصحيفة صنداي تايمز
أحمد سعد قاسم
في منزلها الواقع في الطابق الثامن من برج سكني في شمال إسرائيل، تملأ "صوفيا أور" حقيبة ظهرها بمقتنياتها الشخصية ولكن على عكس آلاف الشباب الإسرائيليين الذين استعدوا للانضمام إلى الجيش منذ 7 أكتوبر، فإن الحقيبة التي تحزمها "صوفيا" في بلدة برديس حنا-كركور مخصصة للسجن وليس للتجنيد، لتصبح أول امرأة منذ بداية حرب غزة يتم سجنها لرفضها الخدمة العسكرية بسبب معتقداتها السياسية.
وفق “التايمز” البريطانية فقد تلقت صوفيا تهديدات بالقتل والاغتصاب بعدما أعلنت رفضها للتجنيد، ووصفها أصدقاؤها بأنها "يهودية كارهة لذاتها" وخائنة على وسائل التواصل الاجتماعي، وساذجة وناكرة للجميل.

ليست وحدها
تعتبر الخدمة العسكرية في إسرائيل إجبارية منذ فترة طويلة ويعتقد أكثر من نصف الإسرائيليين أن استمرار الهجوم العسكري في غزة هو أفضل وسيلة لاستعادة الرهائن، وفقا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي ونشر في شهر يناير، وفي غضون الأسبوعين الأولين بعد 7 أكتوبر، تطوع 2000 إسرائيلي متشدد، سبق أن تم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية لأسباب دينية.
موقف صوفيا لم يكن منفردا بل أن هناك الكثير غيرها يعلن أنه يرفض التجنيد وفق شبكة Mesarvot أو “نحن نرفض” التي أنشأها الرافضين للعسكرية ويبلغ عددها حتى 400 عضو فقط، وينشط العديد منهم في اليسار الإسرائيلي، الذي يتمتع بتمثيل سياسي ضئيل للغاية في الكنيست.
صراع داخلي
وفق "التايمز" فإن أحد صديقات صوفيا السابقين والتي فضلت عدم ذكر اسمها بدأت خدمتها العسكرية بعد وقت قصير من 7 أكتوبر، وبالإضافة إلى خدمتها الإلزامية لمدة عامين، قامت بالتسجيل لمدة أربع سنوات إضافية في الجيش، لكنها ممزقة بين مشاعرها حول الصراع وحياتها المهنية، وقالت إن الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش يحصلون في كثير من الأحيان على رواتب أعلى من أولئك الذين لا يخدمون.
لكنها أيضًا لديها تحفظات بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي قُتل فيها أكثر من 29 ألف فلسطيني، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، وقالت الأمم المتحدة إن الأغلبية كانوا من النساء والأطفال، وتزعم إسرائيل أن أكثر من ثلث القتلى كانوا من مقاتلي حماس.

التأديب ثم السجن
يستدعى المجندين إلى قاعدة التجنيد في "تل هشومير" في "رمات غان" بتل أبيب، وفي حال رفض المتقدم للتجنيد، فسيتم تقديمه إلى جلسة تأديبية وغالبًا ما يتم إرساله إلى السجن، وبمجرد إطلاق سراحه، يُطلب منه الحضور مرة أخرى؛ وفي حال تكرر الرفض يتم الحكم عليه مرة أخرى، وتستمر هذه الدورة حتى تعلن وحدة التجنيد في الجيش"ميتاف"، في نهاية المطاف أن المواطن غير صالح للخدمة، وعندها يتم منحه إعفاء.
ومن غير المعروف عدد الرافضين كل عام، لكن يتراوح متوسط عقوبة الرافضين خلال زمن الحرب بين 90 و120 يومًا.
في الشهرين التاليين لبدء حرب غزة، تم تجنيد 60% من الرجال و40% من النساء الذين تلقوا التجنيد، وفقا للموقع الإخباري الإسرائيلي “والا نيوز”، وبالمقارنة، من بين 144 ألف شاب يبلغ من العمر 18 عامًا مؤهلين للخدمة في عام 2020، انضم 47% منهم، ولا ينشر جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل روتيني بيانات ديموجرافية كاملة حول التجنيد أو الإعفاءات.
ولا تؤمن صوفيا بالسجن والعواقب التي ستطال حياتها الهنية وتقول “الشيء الوحيد الذي يدفعني للقيام بذلك، حتى عندما أشعر بالخوف، هو معرفة أنني سأحب نفسي أكثر إذا التزمت بقيمي وإيماني القوي بالسلام”.

الأكثر قراءة
-
موعد مؤتمر إعلان نتيجة تنسيق المرحلة الأولى 2025
-
الأزهر يعلن حاجته لمعلمين بالحصة لعام 2026.. إليك الشروط
-
40 قرشًا في أسبوع.. هل يواصل الدولار رحلة الهبوط؟
-
حقيقة القبض على وفاء عامر في مطار القاهرة
-
"زواج البارت تايم".. ضرورة مجتمعية أم عقد باطل؟
-
الآلاف غاضبون.. دردشتك الخاصة مع Chat GPT تظهر في جوجل
-
بلاغ ضد سوزي الأردنية بتهمة ازدراء الأديان.. ماذا قالت عن النبي الكريم؟
-
رغم بلوغه المعاش.. "الأستاذ جلال" يعيد الحياة لمدرسته في الأقصر دون مقابل

أخبار ذات صلة
"الكل أو لا شيء".. اجتماع الساعتين يغير قواعد التفاوض الأمريكي بشأن غزة
03 أغسطس 2025 10:47 ص
62 شهيدًا في غزة بينهم 38 خلال انتظار المساعدات الإنسانية
03 أغسطس 2025 04:31 ص
القدس من بينها.. "حماس" تضع شروطًا نظير التخلي عن سلاحها
02 أغسطس 2025 06:42 م
لوس أنجلوس آخر اللجان غلقا في انتخابات الشيوخ.. اعرف السبب
02 أغسطس 2025 10:01 م
"إسرائيل هي من تجوعنا".. أهل غزة ينددون بمظاهرات تل أبيب ضد مصر
02 أغسطس 2025 09:33 م
نساء مصر يتصدرن مشهد انتخابات الشيوخ في بيروت
02 أغسطس 2025 09:00 م
نواب أمريكيون يصوتون لمنع تزويد إسرائيل بالأسلحة
02 أغسطس 2025 08:58 م
أذربيجان تبدأ ضخ الغاز لسوريا
02 أغسطس 2025 08:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً