السبت، 13 سبتمبر 2025

03:19 م

بعد العدوان على قطر.. جابر الجرمي: الصمت يفتح الباب لاستهداف دول أخرى

استهداف إسرائيل لمقر وفد حماس في الدوحة

استهداف إسرائيل لمقر وفد حماس في الدوحة

بعد العدوان الإسرائيلي الغادر على الدوحة، الذي استهدف مقار سكنية لأعضاء المكتب السياسي لحركة “حماس”، شهدت قطر موجة من التضامن العربي والدولي. 

توحدت المواقف إقليميًا وعالميًا لإدانة الهجوم على قطر، معتبرة إياه جريمة نكراء تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، خاصة أن قطر تضطلع بدور الوسيط في جهود التهدئة بين حماس وإسرائيل.

حالة التضامن غير المسبوق

 رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، جابر الحرمي، ثمّن حالة التضامن غير المسبوق الذي أبداه العالم العربي والإسلامي، قادة وشعوبًا، إضافة إلى دول العالم كافة مع دولة قطر.

واعتبر أن ما جرى يمثل جريمة نكراء وفق جميع الأعراف الدولية، خصوصًا أن قطر تتولى ملف الوساطة، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، بين الطرفين المتنازعين.

جابر الحرمي

ورأى الحرمي أن إقدام إسرائيل على استهداف الوسيط والطرف المفاوض يشكل سابقة خطيرة وغير مألوفة على المستوى السياسي والقانوني والأخلاقي عالميًا، مشددًا على أن الكيان الصهيوني لا يعترف بالقانون ولا يمتلك أخلاقًا.

كما رحب رئيس تحرير “الشرق” بالقادة العرب والمسلمين المشاركين في القمة المرتقبة بالدوحة يوم الإثنين والاجتماعات التحضيرية السابقة لها، مؤكدًا أن الشعوب العربية والإسلامية تتطلع إلى قمة تكون على مستوى التحديات والتهديدات التي تواجه الأمة، وعلى رأسها المشروع الإسرائيلي الذي يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحت مسمى "الشرق الأوسط الجديد" و"إسرائيل الكبرى".

جلسة مجلس الأمن

وأشار الحرمي إلى أن جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي انعقدت للنظر في الاعتداء الإسرائيلي على قطر شهدت تضامنًا مطلقًا مع الدوحة، إلى جانب إشادات واسعة بدورها الإيجابي في إرساء الأمن والسلام إقليميًا ودوليًا، كما لفت إلى أن حجم الإدانة للكيان الإسرائيلي كان غير مسبوق، إذ أجمع معظم أعضاء المجلس على إدانة إسرائيل بوضوح وانتقادها بشدة، ما تسبب في عزلة حقيقية للوفد الإسرائيلي.

وأكدت كلمات مندوبي الدول الكبرى، مثل الصين وروسيا، إدانة الاعتداء، حيث استنكر مندوب الصين الإحباط المتعمد للمفاوضات حول وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، بينما شدد مندوب روسيا على أن الهجوم لم يستهدف قطر فحسب، بل تقويض جهود الوسطاء، مشيراً إلى قرب السفارة الروسية من موقع القصف، كما أشاد بدور قطر في الوساطة، وطرح تساؤلا حول إمكانية استهداف إسرائيل لمعارضيها في عواصم أخرى.

الضربة الإسرائيلية على وفد حماس في الدوحة

من جهتها، أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة صدم العالم، محذرة من أنه قد يفتح فصلا جديدا وخطيرا في الصراع.

كما أبدت دول عدة تضامنها مع قطر، بينها مصر، الجزائر، الصومال، باكستان، فرنسا، بريطانيا، الكويت، الإمارات، والأردن.

مرحلة جديدة من محاسبة إسرائيل

وأشار الحرمي إلى أن الزخم الذي وفرته جلسة مجلس الأمن يشير إلى مرحلة جديدة من محاسبة إسرائيل، مؤكدًا أن المجتمع الدولي بات مقتنعاً بجرائمها وانتهاكاتها، وأنها لن تفلت من العقاب مهما طال الزمن، كما أوضح أن كل الدول أبدت تضامنها مع قطر بأعلى سقف، فيما رفعت من حدة الانتقادات ضد إسرائيل.

وأشاد المندوبون بدور قطر في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام على المستويين الإقليمي والدولي، داعين القمة العربية الإسلامية في الدوحة إلى البناء على هذا الموقف الدولي.

وطالب الحرمي بأن تترجم القمة المرتقبة هذا الزخم الدولي إلى خطوات عملية تتصدى لمشروع إسرائيل التوسعي، موضحا أن القمة من المتوقع أن تشهد أكبر حضور وتمثيل، كما شدد على ضرورة أن تكون مخرجاتها على مستوى المرحلة الفارقة التي تمر بها المنطقة بعد العدوان الإسرائيلي، الذي لم يستهدف قطر وحدها بل المنظومة الخليجية والنظام العربي والعالم الإسلامي.

وأضاف أن قطر، لم تتوان يوما عن نصرة القضايا العادلة وإغاثة الملهوفين في مناطق مختلفة من العالم، من لبنان وسوريا إلى الصومال وليبيا والمغرب والسودان، وصولاً إلى أفغانستان، حيث تعمل فرق قطرية للبحث والإنقاذ في مواجهة الكوارث.

دعوات لإجراءات عملية

وأكد الحرمي أن الشعوب العربية والإسلامية تريد قمة تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار إلى إجراءات عملية، بما في ذلك إنشاء شبكة إنذار مبكر للمخاطر الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، كما دعا إلى قرارات تنسجم مع تطلعات الشعوب في الوحدة والكرامة، وإجراءات تجبر إسرائيل على وقف العدوان وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

واختتم المقال بالتأكيد على أن الاستهداف الإسرائيلي لقطر يمثل رسالة واضحة للجميع، محذرًا من أن الصمت على هذه الجريمة قد يفتح الباب لاستهداف دول أخرى وربما أكبر من ذلك.

search