السبت، 13 سبتمبر 2025

10:57 م

قاتل شارلي كيرك الذي وشى به أبوه

شارلي كيرك

شارلي كيرك

"لقد أمسكنا به"، هكذا أعلنت السلطات المحليّة في ولاية يُوتا، بالأمس، عن طريق حاكم الولاية "سبنسر كُوكس"، الإمساك بالمشتبه به الرئيسي في حادث اغتيال الناشط اليميني المحافظ "شارلي كيرك". وقال كُوكس إنّ القاتل المحتمل يُدعى "تايلر روبنسون"، وهو شابّ يبلغ من العمر ٢٢ عامًا، نشأ في مدينة واشنطن في ولاية يُوتا. وقد ساعد أحد أفراد عائلته في القبض عليه.

فما هي قصة "تايلر"؟ وما هي دوافعه لارتكاب تلك الجريمة؟ ومن الذي وشى به من عائلته؟ وهل كانت تلك الوشاية طمعًا في المال؟

من هو هذا القاتل المحتمل؟

شاب هادئ، ومجتهد، ومتفوق، كما وصفته التقارير المنقولة عن محيطين بالعائلة، نشأ في عائلة مسيحية تنتمي إلى الكنيسة المُورمونيّة (وهي إحدى الطوائف المسيحية التي نشأت في القرن الـ19 في ولاية يُوتا، ويتبعها حوالي 60% من سكان الولاية نفسها).

كما تُعرَف هذه العائلة بانتمائها السياسي للحزب الجمهوري، وهو الحزب نفسه الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي "دونالد ترامب". 

وقد انتشرت إحدى الصور للجاني المحتمل على وسائل التواصل وهو يرتدي تيشيرت من دعاية حملة الرئيس ترامب الانتخابية، واتضح فيما بعد أنّها مُعدّلة وغير حقيقية.

عُرف عن الشاب التزامه وتفوّقه الدراسي حتى سن الثانوية، ولم تظهر له أية ميول سياسية – كما تقول التقارير – حتى ذلك الوقت. 

وفي عام 2021، وبفضل تفوقه الدراسي، حصل على منحة دراسية من جامعة ولاية يُوتا لمدة أربع سنوات بقيمة 32,000 دولار. 

وقد انتشر فيديو للشاب نفسه وهو يقرأ خطاب القبول بتلك المنحة، إلا أنّ الأخبار تؤكد انسحابه منها بعد ستة شهور فقط لأسباب غير معلومة.

وبعد ذلك، انخرط لمدة ثلاث سنوات في برنامج تدريب كهربائي في كلية تُدعى "كلية ديكسي التقنية". وكما قال السيد كُوكس، حاكم ولاية يُوتا، فقد لاحظ المقرّبون منه في الآونة الأخيرة انخراطًا واهتمامًا أكبر بالعملية السياسية دون الإفصاح عن ميوله.

والد "تايلر"، الجاني المحتمل، هو "مات روبنسون"، رجل يعمل في شركة إنشاءات عائلية صغيرة. وقد انتشرت بضعة أخبار أنّه شرطي متقاعد – بالتحديد نائب شريف مقاطعة واشنطن – إلا أنّ تلك الأخبار غير مؤكدة. 

أمّا الأم فهي "آمبر روبنسون"، تعمل كأخصائية اجتماعية. وللجاني المحتمل أخَوان أصغر منه، كما أظهرت صور العائلة المنشورة على وسائل التواصل.

كيف علّم الأب ابنه الرماية، ثم رماه في السجن؟

في صباح العاشر من سبتمبر، اعتلى القاتل سقف أحد المباني في "جامعة يُوتا فالي"، ليغتال – برصاصة واحدة بالغة الدقة والفتك – الناشط اليميني المحافظ "شارلي كيرك" في لقائه الجماهيري بطلاب الجامعة.

وتذكر التقارير أنّ الإصابة تمت بدقة بالغة من مسافة تقارب 131 مترًا، لتُصيب شارلي في رقبته. لذلك، انتشرت التكهنات في أعقاب الحادثة عن قنّاص محترف محتمل قد قام بتلك المهمة الصعبة والدقيقة قبل أن يلوذ بالفرار بنجاح.

وفور الإعلان عن "تايلر روبنسون" كجاني محتمل، ضجّت وسائل الإعلام بصور مختلفة لرحلات صيد عائلية تجمع تايلر ووالده "مات" وأخوته، وهم يستخدمون أنواعًا مختلفة من الأسلحة في الصيد. وقد عزت وسائل الإعلام الطريقة الاحترافية في قنص شارلي لشغف وولع "مات"، والد تايلر وأبنائه، باستخدام الأسلحة والتدرّب عليها من باب الترفيه والتعلّم والحماية تارة، والتسلية تارة أخرى.

ما هي رسائل القاتل لضحيته؟

“Notices bulges. OwO. What’s this?”

"هل تلاحظ البُروز؟ وجه تعبيري مندهش. ما هذا؟"، ذكر السيد كُوكس أنّ هذه هي الرسالة التي وُجدت مكتوبة على مظروف المقذوف الذي أصاب شارلي.

وقد أشارت التحليلات أنّها رسالة منتشرة في مجتمع الإنترنت والأنيمي الأمريكي، تحتوي في جزئها الأول على تلميح جنسي (يقصد البروز أو المؤخرة عند الرجال، والصدر عند السيدات). فيما يعني الجزء الأوسط "وجه مندهش"، والنهاية "ما هذا؟"، وكأنّها مفاجأة لشارلي.

“Hey fascist! Catch! ↑ → ↓↓↓”

"مرحبًا أيها الفاشي! التقط! ثم الأسهم"، هذه هي الرسالة الثانية على أحد مظاريف الرصاصات غير المستخدمة. وفيها ينعت الجاني شارلي بالفاشي، كما يضيف الأسهم في النهاية، وهو ما رجّحه البعض على أنّه محاكاة لأكواد الألعاب الإلكترونية، وكأنّ الجاني قام باختراق اللعبة.

“O Bella Ciao, Bella Ciao, Bella Ciao, Ciao, Ciao”

"بيلا تشاو"، أغنية المقاومة الإيطالية الشهيرة ضد الفاشية، كانت الرسالة التي يحملها المظروف الثاني غير المستخدم – بحسب كُوكس.

“If you read this, you are gay LMAO”

"إذا قرأت هذا فأنت مثليّ الجنس، هاهاها"، وتلك هي الرسالة الأخيرة على المظروف الثالث غير المستخدم، كما صرّح حاكم ولاية يُوتا.

هل وشى الأب "مات" بابنه "تايلر" من أجل المكافأة؟

صرّحت السلطات المحليّة عن ملابسات تحديد الجاني المحتمل والقبض عليه. حيث ذكرت أنّ أحد أفراد الأسرة – الذي ذكرت التقارير فيما بعد أنّه أبوه – استطاع أن يميز ابنه من الصور التي نشرتها المباحث الفيدرالية.

فيما رجّحت وسائل أخرى احتمالية أن يكون الفتى قد ألمح لوالده بارتكابه للجريمة. فقام الأب بالاتصال بشخص مقرّب من العائلة يعمل كقسّ، له علاقات جيدة بالسلطات في الولاية، والذي بدوره أبلغ الجهات المختصة التي قامت بالقبض على "تايلر" من أحضان أبيه.

وتواترت التكهنات على وسائل التواصل حول دوافع والد "تايلر" في الإبلاغ عنه وتسليمه للسلطات. فرجّح البعض من الجمهور أنّ ذلك كان طمعًا في المكافأة التي وضعتها السلطات مقابل الإدلاء بمعلومات عن الجاني، والتي بلغت مائة ألف دولار. فيما انتشرت التقارير عن أنّ الوازع الأخلاقي والوطني هما ما دفعا الرجل لتسليم ابنه وإنفاذ العدالة.

من هو الصديق أو الشريك المجهول؟

أوردت التقارير عن شاهد محتمل في الجريمة – مازالت هويته محمية بحسب القانون – وهو شريك "تايلر" في السكن. قام بالإبلاغ عن مجموعة من الرسائل أرسلها "تايلر" له مباشرة في أعقاب الحادث.

قال له فيها إنّه قام بإخفاء بندقية ملفوفة في منشفة تحت شجرة في الغابات المجاورة لجامعة يُوتا فالي، وطلب منه مساعدته في استرجاعها. مما أثار خوف هذا الشخص من التورط في جريمة محتملة، فقام بالإبلاغ عن الرسائل للمباحث الفيدرالية.

وتذكر التقارير أنّ تلك الرسائل ساعدت في العثور على سلاح الجريمة وربطه بـ "تايلر روبنسون" كمتهم رئيسي في القضية. فيما لم يثبت إلى الآن أي ضلوع لهذا الشخص المجهول كشريك في الجريمة من باب التخطيط أو التنفيذ.

ما هو مصير "تايلر"؟

إلى الآن، لم تُصدر أية جهات رسمية نتائج التحقيقات، أو أية اعترافات أو تصريحات للجاني المحتمل. فيما يظل الحكم عليه سلطة مطلقة لمحكمة الولاية. لذلك يبقى "تايلر" إلى الآن مجرد متهم وحيد في القضية، كما هو متاح من معلومات.

ولكن الجدير بالذكر أنّ ولاية يُوتا من الولايات الأمريكية التي تسمح بحكم الإعدام في حالات محددة. وهو ما أثار تكهّنات وتصريحات صدرت من مصادر مختلفة، منها الرئيس الأمريكي ذاته، عن احتمالية أن يواجه الجاني عقوبة الإعدام جراء جريمته.

search