توقفت عن علاج أمي.. الناقد عماد يسري يكشف أصعب قرار في حياته (خاص)

الناقد الفني عماد يسري ووالدته
في لحظة إنسانية صعبة، كشف الناقد الفني عماد يسري عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك عن أصعب قرار في حياته: التوقف عن استكمال علاج والدته التي أصيبت بمرض السرطان ووصلت لمرحلة متقدمة منه، كما أن التدوينة التي كتبها بصدق وألم هزّت مشاعر مئات المتابعين الذين غمروه بالدعوات.
يروي الناقد الفني عماد يسري في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر" تفاصيل القصة كاملة منذ بدايتها حتى اللحظة التي قرر فيها أن يصون كرامة والدته على حساب احتمالات الشفاء.
"أمي مبتحبش تشتكي"
قال عماد: “أمي طول عمرها مبتحبش تقول إنها تعبانة، مبتحبش تبين أي وجع، لأنها عارفة إني مش هسكت، فمبتحبش تقلقني، وبتخاف عليا.. البداية كانت تحديدًا لما الوجع زاد عندها فجأة من حوالي شهر ونص ابتدأت الآم شديدة تجيلها في بطنها، وأنا لما شفتها كدا ضغطت عليها تروح لدكتور، رغم إنها دايمًا تقول متضغطش عليا لما أكون تعبانة لأنها عارفة اي مش هسيبها".
وتابع: "أمي مش عايزة تروح عشان ما تزعجنيش وكمان عايزة توفر لأنها عارفة اني لازم اخدها عند احسن دكتور واجبلها احسن علاج".
"أنا عايش لأمي"
وأكمل: "أنا متجوزتش وعايش لأمي، صحيح أبويا عايش، ربنا يبارك فيه ويديله الصحة، بس ارتباطي بأمي مش عادي، فوق الخيال، هي أهم شيء في حياتي، مكانتها غير طبيعية عندي، مش مجرد أم.. دي كل حاجة.
بداية الشك.. أورام ظاهرة
وواصل: "لما الألم زاد ورضيت تروح لدكتور، طلب منها إشاعات وتحاليل، وقال إنه شايف أورام، وإن لازم ناخد عينات، ساعتها حسيت برعب، اتواصلت مع دكتور كمال عميرة، استشاري جراحة الأورام، اللي بثق فيه جدًا، قالي تعالوا، ورحنا له بكل الحاجات اللي عملناها، وطلب أشعة مقطعية بالصبغة".
5 ساعات لاجراء الأشعة
وتابع: "الأشعة دي المفروض متاخدش ربع ساعة، لكن أمي قعدت فيها خمس ساعات لأنها مش قادرة تكتم نفسها، فالأشعة بتطلع غلط، أختي كانت معاها طول الوقت تطمنها، تخيل إنك تشوف أمك مش قادرة تستحمل، وتقعد خمس ساعات في حاجة المفروض تبقى دقائق".
لحظة قرار العملية
وأضاف: "عملنا الأشعة يوم الخميس، والنتيجة ظهرت السبت بالليل، بعتها للدكتور يوم الأحد الصبح، وقال لازم تدخل العمليات فورًا، وقرر يعمل العملية في قصر العيني، عشان فيها كل الإمكانيات ولو حصلت مضاعفات نقدر نسيطر، دخلنا الصبح، والعملية كانت مقررة الساعة 4 العصر".
صينية مليانة بالأورام
وواصل: "قبل العملية الدكتور قالي إنها هتاخد من ساعتين لتلاتة، ولما دخلت أوضة العمليات مقدرتش أقف قدام الباب، بقيت ماشي زي المجنون في شارع قصر العيني أبص للسماء وأدعي، وفجأة جالي اتصال من الدكتور يقولي تعال، روحت له جري، لقيته بيقولي اطمن هي بإذن الله كويسة، وبيوريني صينية كبيرة جدًا ويقولي كل دا خرجناه من جوة، ساعتها وقفت مذهول، مش قادر أستوعب إن أمي كان جواها كل دا، وبياكلها من جوة".
وتابع: "قالولي لازم الورم يتحلل والمعمل موجود في المستشفى بدل ما تودي التحاليل برة، وبالفعل أخدوا العينات وساعتها كنا دخلنا في الليل".
انهيار مفاجئ بعد العملية
وأكمل: "بعد العملية، أمي دخلت غرفة الإفاقة وبعدين الأوضة العادية، وتاني يوم صحيت كويسة، لكن فجأة الساعة 3 العصر جسمها ثلج، قعدت تصرخ (قلبي، قلبي)، ومش قادرة تاخد نفسها، طاقم الدكاترة والتمريض جريوا عليها بالأجهزة، كان الضغط بينزل، وقالوا إنها اشتباه ذبحة صدرية ولازم تدخل الرعاية".
وأكمل: "المشكلة إنهم مش قادرين يدوها مذيبات عشان بطنها لسه مفتوحة، واكتشفنا بعدين إنها جالها جلطات في شرايين الرئة بعد العملية، ولولا إن الدكاترة اتحركوا بسرعة، كان ممكن الجلطات دي توصل للقلب ونخسرها".
مضاعفات لجلطة قديمة
وواصل: "شكيت إن فيه حاجة غلط، بعت الأشعة لدكتور القلب، جمال شعبان، قاللي غالبًا كان عندها جلطة في الرجل، ومع العمليات الكبيرة اللي زي دي الجلطة ممكن تتحرك من تحت لفوق، وبالفعل عملنالها أشعة على رجلها، واكتشفنا إن عندها جلطة في الرجل اليمين من 4 شهور، وأمي كالعادة مخبية علينا، ولا قالت إنها تعبانة، حتى الألم دا خبتُه ومحدش فينا كان يعرف".
دعم غير محدود من الأطباء
وأضاف: "أنا لازم أشكر دكتور محمد منصور، المستشار الإعلامي لجامعة القاهرة، مسابنيش لحظة، كان بيتواصل يوميًا معايا ومع إدارة قصر العيني، يتأكد مفيش تقصير، والحقيقة، مفيش أي تقصير حصل، كل الدكاترة كانوا واقفين جمبي، حتى زمايلي من أطباء في تخصصات تانية كانوا بيتابعوا حالة أمي، وقعدت حوالي 10 أيام في الرعاية لحد ما أطمنوا عليها إنها عدت مرحلة الخطر".
تركيب فلتر
وتابع: "في أخر يوم قبل الخروج شافها دكتور جراحة أوعية دموية وقالي فيه قرار لازم يتاخد.. هي معرضة في اي لحظ يحصلها نفس اللي حصل تاني، فلازم نركبلها فلتر زي ودا دعامة القلب هيساعد على عدم نقل الجلطة من الرجل لأي مكان تاني في الجسم، وفعلاً علمت العملية الساعة 10 بالليل والدكتور قالي ممكن تقف على رجليها، وتاني يوم بعد العملية قدرت تمشي على رجلها في الأوضة والطرقة بعد ما كانت مش قادرة تقف عليها".
خبر التحاليل لحظة الانهيار
وأكمل: "أنا فاكر اليوم دا كويس.. يوم الخروج، اكتشفت إن نتيجة التحليل ظهرت، وللأسف الورم طلع ورم سرطاني من النوع الشرس، أنا شخصيًا من النوع القوي، عمري ما انهرت في حياتي، لكن اليوم دا بكيت بشكل هستيري، فضلت أبعت النتيجة لكل دكتور أعرفه، داخل مصر وبرة مصر، وكلهم أكدوا إنه سرطان شرس، كنت بتمنى لو كان جالي أنا مش هي، إنما ربنا قدر، وأنا مسلم بقضاؤه.
"كرامة أمي قبل أي حاجة"
وتابع: "شوفت ناس كتير توفوا بالحالة دي، فقررت إني مش هخسرها ولا هشوف دمعة ليها، قررت إن مش هخليها تاخد كيماوي أو إشعاع، مش علشان العمر – الأعمار بيد الله – لكن علشان الكرامة، أمي طول عمرها ست طيبة، عمرها ما أظهرت وجعها، إزاي تستحمل عذاب الكيماوي والإشعاع؟ أنا مش قادر أشوفها مكسورة، مش هخليها تتذل ولا تعيش مهانة، تعيش مكرمة لآخر لحظة".
وواصل: "أمي طيبة طول عمرها وبتحب الخير فقرار إني مش هعالجها دا أصعب حاجة بالنسبالي، فقررت كدا مش عشان تعيش أو تتوفى، لكن عشان إني هبقى عاجز ومفيش قدامي غير المسكنات، ولو كان إنسان كنت هقف ضده بكل حياتي، لكن دي حاجة أنا مش شايفها ولا عارفها، دا قدر ربنا وعارف أنه بيزود في حسناتها".

"دعوات من كل مكان"
وواصل: "لما كتبت البوست اتفاجئت أن الموضوع اتنشر بشكل مش طبيعي، ولقيت كمية كبيرة من الناس بتتصل بيا، من مصر وبرة مصر، وفيهم ناس معرفهاش دخلتلي بتشجعني في القرار دا وبتقول ياريتنا كنا عملناه مع أهلينا".
وأكمل: "وناس عرضوا يساعدوا، فيهم من لندن وكندا والصين عرضوا يشوفولي مستشفيات هناك، وفنان صديقي في لندن عرض يسفرني على حسابه، حسيت إن ربنا بيحب أمي من كمية الدعوات اللي جات من ناس غريبة، ودا أعطاني طمأنينة، إن ربنا مش سايبها".
رسالة لوالدتي
"أنا بقول لأمي دايمًا: أنا فخور بيكي، كل نجاح وصلت له كان بدعواتك، كل لحظة فرح في حياتي أنتِي السبب فيها، وهفضل فخور بيكي كل لحظة من عمري".

الأكثر قراءة
-
"ضربه بشومة".. ضبط حارس عقار تعدى على كلب في المقطم
-
المتهمة في واقعة مصر القديمة: "باركتلها على الخطوبة من طليقي فشتمتني" (خاص)
-
غرق صغيرة داخل حوض "ماتور مياه" في الأقصر
-
عمرهما 5 سنوات.. ضبط مدرس خدش براءة صغيرتين بحضانة مدرسة دولية بأكتوبر
-
متى ظهور نتيجة تنسيق الدبلومات الفنية 2025؟ ترقبوا
-
ضحية طليقة خطيبها بمصر القديمة: وشي اتفتح نصين واتخيط بـ41 غرزة (خاص)
-
ستارة بيضاء وإضاءة كلاسيكية.. صور الفتيات في أحضان المشاهير بالـ AI تثير الجدل
-
بين التعليم والصحة.. خلاف الجهات يترك 200 طفل بالمنيا بين جدران آيلة للسقوط (صور)

أخبار ذات صلة
بعد وفاة ابنتها.. أول تعليق من والدة الطفلة الفلسطينية "جوري" (خاص)
15 سبتمبر 2025 05:54 م
موظف بـ"نايل لينين" يكشف تطورات جديدة في واقعة الرضيعة وأمها (خاص)
15 سبتمبر 2025 04:47 م
"المشردة المثقفة".. "ولاء" أنهكتها قسوة الحياة فقررت عشق الشارع
15 سبتمبر 2025 09:51 ص
ستارة بيضاء وإضاءة كلاسيكية.. صور الفتيات في أحضان المشاهير بالـ AI تثير الجدل
14 سبتمبر 2025 10:04 م
أمل أصابه الشلل.. "تالا" تُحلم بـ"البالطو الأبيض" فوق كرسي متحرك (فيديو)
14 سبتمبر 2025 03:53 م
فلسطينية ووالدها شهيد.. تفاصيل مصرع "جوري" بعد هجوم كلب داخل كمبوند
14 سبتمبر 2025 06:16 م
"إعادة الميلاد".. مشروع ثوري يحول سقوط الطائرات لهبوط آمن
13 سبتمبر 2025 11:24 م
"تعالوا اشتروا من عند جدو".. صغير يعيد الروح لمحل نظارات عمره 60 عاما
13 سبتمبر 2025 08:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً