الخميس، 18 سبتمبر 2025

12:33 م

بعد الغدر بقطر.. هل يمهد اتفاق الدفاع السعودي الباكستاني لـ ناتو إسلامي؟

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء الباكستاني

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء الباكستاني

شكلت الضربة الإسرائيلية لقطر نقطة تحول فارقة في معادلة الأمن الإقليمي، إذ أضعفت صورة الولايات المتحدة كضامن موثوق للحلفاء، وأثارت تساؤلات عميقة حول جدوى التعويل على المظلة الأمريكية في مسألة الأمن.

هل باكستان بديلًا عن أمريكا بعد غدر الدوحة؟

بحسب “سي إن إن”، الأمريكية، فقد دفعت خطوة الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الدول إلى إعادة النظر في خياراتها الاستراتيجية، والبحث عن مسارات بديلة تضمن لها الحد الأدنى من الاستقرار والحماية في بيئة إقليمية تتسم بالتحولات المتسارعة، فهل لجأت السعودية إلى باكستان بديلًا عن الولايات المتحدة، أم أنها مجرد اتفاقية لتعميق العلاقات بين البلدين؟.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، فإن توقيع اتفاقية دفاع مشترك، أمس، بين السعودية وباكستان المسلحة نوويًا، لتعزيز العلاقات الدفاعية، جاء في وقت تتزايد فيه مخاوف دول الخليج العربية بشأن موثوقية الولايات المتحدة كضامن أمني دائم لها، وقد زاد الهجوم الإسرائيلي على قطر الأسبوع الماضي من هذه المخاوف.

السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك لتعزيز التعاون الأمني
بن سلمان وشهباز يوقعون اتفاقية دفاع مشترك في الرياض- أرشيفية

اتفاق لترسيخ تعاون طويل الأمد بين البلدين

وبشأن توقيت الاتفاق، الذي جاء عقب الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، قال مسؤول سعودي كبير لوكالة “رويترز” البريطانية إن "هذا الاتفاق ثمرة سنوات من النقاشات، ليس استجابةً لدول أو أحداث محددة، بل هو ترسيخ لتعاون طويل الأمد وعميق بين بلدينا".

واعترف المسؤول السعودي الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بالحاجة إلى تحقيق التوازن في العلاقات مع الهند، منافس باكستان، وهي أيضًا قوة نووية.

مظلة نووية من باكستان النووية للسعودية

وعندما سُئل عما إذا كانت باكستان ستكون ملزمة بتزويد المملكة العربية السعودية بمظلة نووية بموجب الاتفاق، أكد المسؤول: "هذا اتفاق دفاعي شامل يشمل جميع الوسائل العسكرية".

وذكرت" سي إن إن" أن هذا الاتفاق قد يُحدث تغييرًا في الحسابات الاستراتيجية في منطقة “معقدة”، لا سيما في ظل الحرب على غزة، وبعد ضرب قطر مرتين في السنة ذاتها، فمرة كانت من قبل إيران على قاعدة “ العديد” خلال حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل، والأخيرة من قبل تل أبيب لاستهداف قيادات حماس بالدوحة. 

تأسيس “ناتو إسلامي”

من جهته، أكد وزير الدفاع الباكستاني، خواجه محمد آصف، أن العدوان الأخير للاحتلال الإسرائيلي على قطر لم يكن ليتم من دون ضوء أخضر مسبق من الولايات المتحدة، مشددًا على أن الوقت قد حان لتأسيس “ناتو إسلامي” لمواجهة التحديات المشتركة.

وقال آصف، في مقابلة مع قناة “جيو” الباكستانية، إن العدوان الإسرائيلي على الدوحة تم بموافقة مسبقة من واشنطن، مضيفًا أن على المسلمين أن يأخذوا مسألة النفاق على محمل الجد، وأن يميزوا بين الأصدقاء الحقيقيين وأعداء الأمة الذين يتخفّون في صورة الحلفاء.

وأشار وزير الدفاع الباكستاني إلى أن الرأي العام في الغرب يشهد تحولًا لافتًا، بل وحتى في الولايات المتحدة، حيث يتنامى السخط الشعبي ضد إسرائيل بشكل خطير.

وأضاف: "وجود قادة حركة حماس في قطر لم يكن ليحدث من دون موافقة أمريكية، والهجوم الإسرائيلي ضدهم جاء بنفس الرضا، وسنشهد قريبًا تداعيات ذلك".

اتفاق يهدف للحماية من أي أخطار خارجية

واستحضر آصف نماذج من التاريخ القريب، قائلًا إن زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن كان “نتاجًا أمريكيًا”، جلبته وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) من السودان، وإن ما شهدناه في سوريا من تغيير للنظام يشير أيضًا إلى رضا أمريكي، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على هذا البلد.

وبخصوص القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة، أوضح آصف أنه من المبكر الحكم على نتائجها، لكنه شدد على أن المسلمين بحاجة إلى ائتلاف عسكري شبيه بحلف شمال الأطلسي “الناتو” من أجل الدفاع المشترك، مؤكدًا أن هذا التحالف لن يكون موجهًا ضد دولة بعينها، بل هدفه حماية الأمة من الأخطار الخارجية.

توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين السعودية وباكستان

أظهر التلفزيون الرسمي الباكستاني، رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وهما يحتضنان بعضهما البعض بعد توقيع الاتفاقية، وكان من بين الحضور قائد الجيش الباكستاني، المشير عاصم منير، الذي يُعتبر الشخصية الأقوى في البلاد.

عاصم منير وبن سلمان وشهباز- أرشيفية

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني: "تهدف هذه الاتفاقية، التي تعكس الالتزام المشترك بين البلدين بتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين وتعزيز الردع المشترك ضد أي عدوان، وتنص الاتفاقية على أن أي عدوان على أي من البلدين يُعد عدوانًا عليهما".

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الباكستاني خلال عقدهما جلسة مباحثات رسمية في الرياض أمس (واس)
بن سلمان وشهباز شريف- أرشيفية 
search