السبت، 20 سبتمبر 2025

06:28 ص

مسؤولون أمريكيون: استعادة قاعدة باغرام يعني إعادة غزو أفغانستان

قاعدة باغرام

قاعدة باغرام

أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن رغبته في استعادة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان قد تعني في الواقع إعادة غزو البلاد، مؤكدين أن مثل هذه الخطوة ستتطلب وجوداً عسكرياً واسع النطاق وقوة بشرية كبيرة.

"مهمة ضخمة"

وأوضح المسؤولون، أن السيطرة مجددًا على القاعدة، التي انسحبت منها القوات الأمريكية عام 2021، ستحتاج إلى أكثر من 10 آلاف جندي، إضافة إلى نشر أنظمة دفاع جوي متطورة، مشيرين إلى أن أي عملية عسكرية بهذا الحجم ستكون مكلفة ومعقدة، ليس فقط للسيطرة على القاعدة، ولكن أيضًا لإعادة تأهيلها وتأمين الإمدادات إليها، خاصة وأنها ستشكل جيبًا أمريكيًا معزولًا في بلد غير ساحلي.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي قوله إنه لا يوجد تخطيط نشط حاليًا للاستيلاء على القاعدة، لكنه شدد على أن مثل هذا التحرك سيكون "مهمة ضخمة"، تتطلب إرسال عشرات الآلاف من الجنود لتأمين القاعدة والمناطق المحيطة بها، ومنع أي هجمات صاروخية محتملة تستهدف القوات الأمريكية داخلها. 

وأضاف المسؤول: "لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي".

قصف أمريكي لمواقع نووية إيرانية

وأشار خبراء عسكريون إلى أن تأمين القاعدة سيظل معقدًا للغاية حتى لو وافقت حركة طالبان، عبر المفاوضات، على عودة القوات الأمريكية إليها، حيث ستبقى القاعدة عرضة لتهديدات متعددة، بما في ذلك هجمات من تنظيم داعش، ومقاتلي تنظيم القاعدة، فضلاً عن مخاطر محتملة من إيران، التي سبق وأن استهدفت قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر بصواريخ متقدمة في يونيو الماضي عقب قصف أمريكي لمواقع نووية إيرانية.

وفي السياق نفسه، قلل مسؤول دفاعي أمريكي كبير سابق من أهمية استعادة قاعدة باغرام، حتى مع قرب موقعها من الصين، وهي النقطة التي يروج لها ترامب، قائلاً: "لا أعتقد أن هناك ميزة عسكرية محددة تجعلنا هناك... المخاطر تفوق المزايا".

وكان ترامب قد صرح، الخميس، خلال حديثه للصحفيين أثناء رحلة إلى لندن، بأن بلاده "ترغب في استعادة تلك القاعدة"، مشيراً إلى موقعها الاستراتيجي بقوله: "هي على بعد ساعة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية".

يذكر أن قاعدة باغرام الجوية كانت المركز الرئيسي للعمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان خلال الحرب التي استمرت لعقدين عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن، قبل أن يتم إخلاؤها مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في عام 2021.

search