السبت، 20 سبتمبر 2025

07:35 ص

إسبانيا تهدد بمقاطعة المونديال.. تاريخ الانسحابات من الهند "حافية القدمين" إلى رفض إسرائيل

كأس العالم

كأس العالم

هددت إسبانيا بمقاطعة كأس العالم 2026 في حال السماح لإسرائيل بالمشاركة، وبذلك قد ينضم منتخب “لا روخا” إلى قائمة الدول التي قاطعت المونديال.

التهديد الإسباني جاء مع تواصل الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وتصاعد العمليات العسكرية واستهداف المدنيين، ما أسفر عن سقوط ضحايا ودمار واسع في البنية التحتية، وسط إدانة دولية متزايدة ودعوات لوقف التصعيد فورًا.

وفي حال نفذت إسبانيا تهديدها، ستكون المرة الأولى منذ عقود التي تقاطع فيها دولة كأس العالم.

مزحة

تعود أبرز مقاطعات كأس العالم إلى أول فائز بالبطولة، منتخب أوروجواي، الذي توّج بالكأس في بلاده عام 1930، لكنه رفض الدفاع عن لقبه في البطولة التالية التي أُقيمت بإيطاليا عام 1934.

جاء هذا القرار احتجاجًا على قلة المنتخبات الأوروبية التي سافرت للمشاركة في بطولة 1930، بالتالي رفضت المشاركة في النسخة الأوروبية للبطولة في إيطاليا.

في السياق نفسه، رفضت إنجلترا بالإضافة إلى اسكتلندا وويلز وأيرلندا المشاركة أيضًا، مُصرّةً على أن بطولتها المحلية "أفضل بكثير" من أي بطولة ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). بل إن تشارلز ساتكليف، عضو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وصف البطولة بأنها "مزحة".

منافسة بين أوروبا وأمريكا الجنوبية

وأصرّت أوروجواي على مقاطعتها لبطولة 1938 التي أُقيمت مجددًا في أوروبا، وهذه المرة في فرنسا، وانضمت إليها الأرجنتين لأسباب مماثلة.

كان الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم يتوقع أن يكون هو المضيف، معتقدًا أن كأس العالم ستُقام بالتناوب بين أمريكا الجنوبية وأوروبا.

لذلك عندما اختيرت فرنسا، احتجّت الأرجنتين بشدة وانسحبت، ثم قدمت طلبًا للانضمام مجددًا، لكنها انسحبت مرة أخرى.

أسطورة حفاة الأقدام

نشأت أسطورة رياضية حول عدم مشاركة الهند في كأس العالم 1950، ذلك لأنهم انسحبوا من البطولة بسبب عدم سماح “فيفا” لهم باللعب حفاة القدمين.

بالفعل، لعبت الهند حافية القدمين أو بالجوارب فقط في أولمبياد لندن 1948، دون ارتداء الأحذية وقدمت أداءً جيدًا.

ووافقت اللجنة الأولمبية الدولية على لعب الهند حافية القدمين، لأنها كانت المرة الأولى التي تشارك فيها البلاد في حدث رياضي دولي منذ استقلالها عن بريطانيا.

في بطولة 1950 التي أقيمت في البرازيل، أتاح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مقعدًا واحدًا للتأهل لقارة آسيا، ودعا الهند للعب ضد إندونيسيا والفلبين وبورما لتحديد من سيتأهل، لكن المنتخبات الثلاثة الأخرى انسحبت، مما جعل الهند متأهلة تلقائيًا.

وانسحبت الهند لاحقًا، وكان “فيفا” قد قرر بالفعل منعها من اللعب “حفاة القدمين”، لكن في الواقع، كشفت تحقيقات أجرتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن الأسباب تعود ببساطة إلى عدم اعتقاد المسؤولين الهنود بأهمية البطولة، ولم تقترب الهند من التأهل للمونديال منذ ذلك الحين.

ومُنحت اسكتلندا أيضًا مكانًا في نهائيات عام 1950، لكنها رفضته.

الانسحاب مرارًا وتكرارًا

واجهت تصفيات كأس العالم 1958 العديد من المشاكل، كان الكثير منها يتعلق بمشاركة إسرائيل.

في ذلك الوقت، صُنفت إسرائيل كمنتخب آسيوي، وكانت ستخوض تصفيات ضد فرق من آسيا وأفريقيا.

لكن تركيا وإندونيسيا ومصر والسودان انسحبوا، رافضين اللعب ضد إسرائيل لأسباب سياسية، لذلك، حجزت إسرائيل مكانها في تصفيات آسيا وأفريقيا دون أن تلمس الكرة.

لكن قواعد الفيفا منعت أي فريق غير مضيف أو حامل للقب من التأهل دون خوض مباراة، لذلك اضطرت إسرائيل لخوض مباراة تأهيلية ضد أفضل فريق غير متأهل من أوروبا، وهو ويلز.

وخسر منتخب إسرائيل أمام ويلز، لتصل الأخيرة إلى نهائيات كأس العالم. وكانت هذه المرة الوحيدة في تاريخها.

قارة تقاطع البطولة

شهدت نسخة 1966 من كأس العالم رفض بعض المنتخبات المشاركة، لكنها كانت البطولة الوحيدة التي قاطعتها قارة بأكملها.

وفي يناير 1964، قرر فيفا أن البطولة ستكون من 16 فريقًا، منها 10 فرق من أوروبا (بما في ذلك إنجلترا المضيفة)، و4 فرق من أمريكا اللاتينية، وفريق واحد من منطقة أمريكا الوسطى.

بهذا، لم يتبقَّ سوى مقعد واحد للتنافس عليه بين 3 قارات: أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا.

ورأى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن هذا ظلم كبير، وفي أكتوبر 1964، انسحبت جميع الفرق الأفريقية الخمسة عشر من التصفيات.

Memo with Caf ultimatum to Fifa

المرمى الخالي واليساريين

على الرغم من عدم فوزهم بكأس العالم، إلا أن منتخب الاتحاد السوفيتي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كان قويًا للغاية، وكان حارس المرمى ليف ياشين، الذي اعتزل اللعب عام 1970، أحد أبرز اللاعبين على مر العصور.

لكن في خضم الحروب التي خاضها الاتحاد السوفيتي، فشل في التأهل إلى نهائيات 1974 في ألمانيا الغربية بعد رفضه مواجهة تشيلي في مباراة فاصلة بين قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية.

شهد العام السابق الانقلاب الذي أوصل الجنرال التشيلي بينوشيه إلى السلطة، وأعقبه إعدام سجناء يساريين في ملعب سانتياجو.

وطلب الاتحاد السوفيتي من الفيفا نقل المباراة إلى مكان آخر على الأقل، وعندما تعذر حل هذا الأمر، رفض الفريق اللعب أمام تشيلي.

مع ذلك، انطلقت المباراة، تبادل لاعبو تشيلي الكرة ببطء قبل أن يضعوها في المرمى الخالي، وعندها أطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا انتهاء المباراة.

حرب الفوكلاند

أجرت الحكومة البريطانية مناقشات مكثفة قبل انطلاق كأس العالم 1982 في إسبانيا، وسط مخاوف من احتمال مواجهة الفرق البريطانية (إنجلترا وويلز واسكتلندا) للأرجنتين خلال البطولة.

جاءت هذه المخاوف في أعقاب حرب الفوكلاند بين البلدين، حيث كان بعض أعضاء الحكومة البريطانية، بما في ذلك حزب المحافظين بقيادة مارجريت تاتشر، يخشون وقوع أعمال شغب إذا تأهلت أي من الدولتين لملاقاة الأخرى في البطولة.

وفي النهاية، انتهت حرب الفوكلاند مع انطلاق البطولة، وخرجت الفرق البريطانية الثلاثة والأرجنتين من المنافسات قبل أن تتاح لهم فرصة المواجهة.

search