الأربعاء، 05 نوفمبر 2025

12:28 م

من الملاعب إلى مقعد القيادة، مسيرة أسطورة الأهلي صالح سليم

صالح سليم

صالح سليم

في مثل هذا اليوم، 5 نوفمبر 1948، شهدت ملاعب الكرة المصرية ميلاد أسطورة جديدة في تاريخ النادي الأهلي، عندما قرر الراحل لبيب محمود، مدرب الفريق آنذاك، إشراك شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره يُدعى صالح محمد سليم في مباراة ودية أمام المصري البورسعيدي. وانتهت المباراة بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف، وسجل صالح سليم هدف الفوز بنفسه، لتبدأ حكاية "المايسترو" مع القلعة الحمراء.

صالح سليم 

وكانت أول مباراة رسمية له أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث من موسم 1948-1949، وفاز الأهلي بهدفين دون رد، ليعلن عن ميلاد موهبة استثنائية غيرت وجه النادي.

النشأة والبدايات داخل القلعة الحمراء

وُلد صالح محمد سليم في 30 سبتمبر 1930 بحي الدقي بمحافظة الجيزة، في عائلة عُرفت بحب الرياضة. ثم التحق بناشئي الأهلي عام 1944، وصعد سريعًا إلى الفريق الأول في العام ذاته، ولعب للأهلي حتى عام 1963 قبل أن يخوض تجربة احتراف قصيرة مع نادي جراتس النمساوي. ثم عاد ليستكمل مشواره مع الأهلي حتى اعتزاله النهائي عام 1967.

عرفه الجمهور بلقب "المايسترو" بفضل ذكائه التكتيكي وقدرته الفريدة على التحكم بإيقاع اللعب داخل الملعب.

إنجازات خالدة وبطولات لا تُنسى

حقق صالح سليم مع الأهلي 20 بطولة رسمية، منها 11 لقب دوري و8 بطولات كأس مصر، إضافة إلى كأس الجمهورية المتحدة.

ويُعد صاحب الرقم القياسي في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة، عندما أحرز 7 أهداف في مرمى الإسماعيلي موسم 1957-1958 في لقاء انتهى بفوز الأهلي 8-1.

وكانت مباراة الطيران عام 1966 آخر ظهور له كلاعب بالقميص الأحمر قبل أن يُعلن اعتزاله، تاركًا خلفه تاريخًا مليئًا بالإنجازات.

صالح سليم 

مشواره الدولي مع منتخب مصر

وانضم المايسترو إلى المنتخب الوطني عام 1950، وشارك في 24 مباراة دولية سجل خلالها 5 أهداف.

وقاد المنتخب للتتويج ببطولة كأس الأمم الأفريقية 1959 بالقاهرة، كما شارك في أولمبياد روما 1960، وكان آخر ظهور له دوليًا في بطولة الأمم الأفريقية 1962 بأديس أبابا.

واشتهر صالح سليم بروحه القيادية داخل الملعب، وكان نموذجًا للاعب المصري الذي يجمع بين الموهبة والانضباط.

من الملاعب إلى مقعد الإدارة

بعد الاعتزال، تولى صالح سليم منصب مدير الكرة بالنادي الأهلي عامي 1971 و1972، قبل أن يخوض انتخابات مجلس الإدارة ويُصبح رئيسًا للنادي عام 1980.

وقاد الأهلي لمرحلة جديدة من التطوير والبطولات حتى عام 1988، ثم عاد مرة أخرى للرئاسة عام 1990 بعد تراجع النتائج، ليستكمل مسيرة القيادة بثبات وحكمة.

صالح سليم 

حضور فني وإنساني خارج المستطيل الأخضر

لم يقتصر تألق المايسترو على الرياضة فقط، فقد خاض تجربة ناجحة في السينما، وشارك في أفلام شهيرة مثل "الشموع السوداء" و"السبع بنات" و"الباب المفتوح"، ليجمع بين قوة الشخصية الرياضية وجاذبية النجم السينمائي.

صالح سليم من فيلم الباب المفتوح 

النهاية الحزينة لرحلة الأسطورة

في عام 1998، بدأ صالح سليم رحلة صراع مؤلمة مع مرض السرطان الذي أصاب الكبد ثم المعدة، ورغم محاولاته المستمرة للعلاج، تدهورت حالته الصحية حتى وافته المنية في 6 مايو 2002 عن عمر ناهز 72 عامًا.

برحيله، فقدت الكرة المصرية والأهلي أحد أعظم رموزها، وبقي اسمه خالدًا في ذاكرة الجماهير كرمز للوفاء والانتماء والقيادة.

اقرأ أيضا:

"محلي ودولي"، لعنة إهدار ركلات الجزاء تواصل مطاردة زيزو

تابعونا على

search