السبت، 20 سبتمبر 2025

12:23 م

الشرع: استهداف إسرائيل لمبنى الرئاسة ووزارة الدفاع إعلان حرب

الرئيس السوري أحمد الشرع

الرئيس السوري أحمد الشرع

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى الرئاسة ووزارة الدفاع في دمشق يمثل إعلان حرب على سوريا، مشددًا على أن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل أمر حتمي، رغم الشكوك الكبيرة حول التزام تل أبيب ببنوده.

فخ مدبَّر

وأوضح الشرع، في حديثه عن المفاوضات الجارية عقب الهجوم الأخير على قطر:
"إذا كان السؤال هل أثق بإسرائيل؟ فالجواب: لا أثق بها"، مضيفًا أن سوريا "تعرف كيف تخوض الحرب، لكنها لم تعد ترغب فيها".

وكشف أن أحداث السويداء الأخيرة لم تكن عفوية، بل جاءت ضمن "فخ مدبَّر" تزامن مع اقتراب المفاوضات من نهايتها.

وأشار إلى أن المحادثات بوساطة أميركية بين دمشق وتل أبيب تقترب من اتفاق قد يُوقَّع خلال أيام، على غرار اتفاق فض الاشتباك عام 1974، مؤكدًا أن هذا الاتفاق "لا يعني بأي شكل تطبيع العلاقات أو انضمام سوريا إلى اتفاقات أبراهام".

منعطف جديد

ولفت الشرع إلى أن مشاركته المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكل سابقة تاريخية، إذ ستكون المرة الأولى منذ ستة عقود التي يحضر فيها رئيس سوري هذه الاجتماعات، معتبرًا ذلك "منعطفًا جديدًا يكرّس عودة سوريا إلى النظام الدولي، بعدما لم تعد تُصنّف دولة مصدّرة للمخدرات أو اللاجئين أو الإرهاب".

وأشار إلى أن 90% من تجارة المخدرات توقفت، وأن نحو مليون لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم، رغم أن عملية الإعمار لم تبدأ بعد.

ملف "قسد" والتهديد التركي

وفي ما يخص قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حذّر الشرع من أن فشل دمج هذه القوات في الجيش السوري قبل نهاية العام قد يدفع تركيا إلى التحرك عسكريًا.

وأكد أن بعض الأجنحة داخل "قسد" وحزب العمال الكردستاني تعرقل تنفيذ الاتفاقات، رافضًا مطالب "قسد" بشأن اللامركزية، موضحًا أن القانون السوري رقم 107 يمنح 90% من اللامركزية الإدارية، معتبراً هذه المطالب غطاءً لنزعة انفصالية.

واستعاد الشرع تفاصيل لقائه الأول مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، قائلاً:
"إذا جئت للمطالبة بحقوق الأكراد فلا داعي، فالأكراد مواطنون سوريون متساوون، وأنا أحرص على حقوقهم أكثر منك."

وأشار إلى أن اتفاق 10 مارس شكّل للمرة الأولى مسارًا مدعومًا من الولايات المتحدة وتركيا للحل، لكن بعض الأطراف داخل "قسد" وحزب العمال الكردستاني أفشلته، متجاهلةً دعوة عبد الله أوجلان لحل نفسها، ما جعلها تهدد الأمن القومي في كل من تركيا والعراق.

ولفت إلى أن أنقرة امتنعت سابقًا عن شن عمليات عسكرية ضد "قسد" استجابة لمطالب دمشق، لكنه حذّر من أن صبر تركيا قد ينفد مع نهاية العام إذا لم يتحقق الاندماج.

search