الأحد، 21 سبتمبر 2025

10:21 م

دعم الفيدرالي وضعف الدولار يرفعان أسعار الفضة عالميًا ومحليًا

الفضة

الفضة

أظهر تقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" للأبحاث أن أسعار الفضة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث صعدت في الأسواق المحلية بنسبة 1.9%، بينما ارتفعت عالميًا بنسبة 2.4% لتغلق عند أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2011. 

وجاء هذا الصعود مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي، وتعزز توقعات الأسواق باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، إلى جانب تزايد إقبال المستثمرين على الفضة مع استمرار صعود الذهب.

أسعار الفضة محليًا وعالميًا

على المستوى المحلي، ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 بنحو جنيه واحد ليغلق عند 55 جنيهًا، بعد أن بدأ الأسبوع عند 54 جنيهًا. 

أما عالميًا، فقد صعدت الأوقية من 42 دولارًا إلى 43 دولارًا، كما سجل جرام الفضة عيار 999 نحو 69 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 64 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة (عيار 925) عند 512 جنيهًا.

مكاسب منذ بداية العام

وأوضح التقرير أن الفضة ارتفعت محليًا منذ بداية العام بنسبة 34%، في حين قفزت عالميًا من 29 دولارًا إلى 43 دولارًا للأوقية، بزيادة 14 دولارًا تعادل 48.3%، وبذلك أصبحت الفضة من بين الأصول الأفضل أداءً في سوق المعادن النفيسة هذا العام.

ورغم ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.29% إلى 97.647، وهو ما يشكل عادةً عامل ضغط على السلع المقومة بالدولار، إلا أن الذهب والفضة واصلا الصعود، مدعومَين بقوة الزخم الشرائي.

دعم من سياسات الفيدرالي

وأكد التقرير أن الزخم الأخير للفضة مدفوع بشكل كبير بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، ووفقًا لأداة CME FedWatch، فإن المستثمرين يتوقعون بنسبة 91.1% خفضًا للفائدة في اجتماع أكتوبر، مع احتمالية 80.4% لخفض إضافي بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر، هذه التوجهات تشكل تحولًا في السياسة النقدية الأمريكية يدعم أسعار المعادن النفيسة، إذ تقلل الفائدة المنخفضة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بأصول غير مدرّة للعوائد كالذهب والفضة.

الطلب الصناعي والتدفقات الاستثمارية

لم يكن العامل النقدي وحده هو المحرك لارتفاع الفضة، إذ ساهم أيضًا ارتفاع الطلب الصناعي، خاصة من قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية، بجانب التدفقات الكبيرة إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة، كما أن تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميًا عزز من توجه المستثمرين نحو الفضة باعتبارها ملاذًا آمنًا.

المخاطر والتوقعات المستقبلية

رغم المكاسب القوية، يبقى السوق معرضًا لمخاطر عدة، من أبرزها تباطؤ الطلب الصناعي أو أي تحول مفاجئ من البنوك المركزية نحو تشديد السياسة النقدية، ومع ذلك، توقع بنك HSBC في تقرير حديث أن تظل النظرة المستقبلية للفضة إيجابية، مستندًا إلى صعود الذهب، وزيادة المخاطر الجيوسياسية، وقوة الطلب الصناعي، ورجّح أن تتجاوز الأسعار مستوى 45 دولارًا للأوقية قبل نهاية 2025 في حال تنفيذ الفيدرالي مزيدًا من خفض الفائدة.

محطات تاريخية لأسعار الفضة

وأشار التقرير إلى أن الفضة وصلت إلى مستوى 50 دولارًا للأوقية مرتين فقط في تاريخها الحديث:

- الأولى عام 1980 أثناء أزمة "إخوة هانت" في الولايات المتحدة، عندما حاول الأخوان نيلسون وويليام هانت احتكار السوق، لترتفع الأسعار بشكل قياسي قبل أن تنهار بتدخل السلطات.

- الثانية عام 2011 خلال الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون الأوروبية، حيث لجأ المستثمرون إلى الفضة كملاذ آمن، ليلامس السعر حاجز 50 دولارًا مجددًا قبل أن يتراجع مع تحسن مؤشرات الاقتصاد العالمي.

وتُظهر هاتان المحطتان أن وصول الفضة إلى مستوى 50 دولارًا غالبًا ما يرتبط بظروف استثنائية، سواء أزمات مالية أو موجات مضاربة حادة، ما يجعل هذا المستوى بمثابة "سقف نفسي" تترقبه الأسواق مع كل تفاقم للاضطرابات الاقتصادية.

search