الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

10:21 م

أكبر مكاسب منذ 8 سنوات، الجنيه الإسترليني ينتفض أمام الدولار

الجنيه الإسترليني أمام العملات العالمية

الجنيه الإسترليني أمام العملات العالمية

تراجع الجنيه الإسترليني بشكل طفيف أمام الدولار خلال تعاملات الأربعاء، إلا أنه يظل متجهًا لتسجيل أكبر مكاسب سنوية له منذ ثماني سنوات، بعدما انخفض إلى مستوى 1.3445 دولار، محققًا مكاسب سنوية بلغت نحو 7.5%، وهي الأعلى منذ عام 2017.

وواصل الإسترليني خسائره أمام اليورو خلال عام 2025، متراجعًا بأكثر من 5% ليصل إلى مستوى 87.24 بنسًا، مسجلًا أكبر انخفاض سنوي له مقابل العملة الأوروبية الموحدة منذ عام 2020.

وسجلت عملات اليورو والفرنك السويسري والكرونة النرويجية والسويدية مكاسب تراوحت بين 13% و19% أمام الدولار خلال العام، وذلك وفق “بلومبرج”.

ضغوط الإسترليني خلال 2025

ورغم الأداء القوي للإسترليني مقابل الدولار، فإن العملة البريطانية تعرضت لضغوط خلال النصف الثاني من العام بفعل مخاوف مالية وسياسية في المملكة المتحدة، من بينها القلق بشأن أوضاع المالية العامة وتباطؤ النمو الاقتصادي. 

وتترقب الأسواق مسار أداء الإسترليني خلال عام 2026، والذي من المتوقع أن يتأثر بقرارات بنك إنجلترا بشأن السياسة النقدية، بعد أن خفض البنك المركزي أسعار الفائدة أربع مرات خلال عام 2025، من بينها خفض في ديسمبر، وسط انقسام داخل لجنة السياسة النقدية حول وتيرة الخفض خلال الفترة المقبلة. 

وتشير تقديرات المتعاملين إلى احتمال خفض إضافي بنحو 40 نقطة أساس بنهاية العام المقبل.

وقال كيفن ثوزيت، عضو لجنة الاستثمار في “كارمينياك”، إن تباطؤ الاقتصاد وضعف سوق العمل وارتفاع عوائد السندات قد يتيح لبنك إنجلترا مجالًا أوسع لخفض أسعار الفائدة، بما يخفف الضغوط عن صناع السياسة النقدية على المدى القصير.

الجنيه الإسترليني 

ويعكس أداء الجنيه الإسترليني أمام الدولار قدرته على الصمود في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية، إلا أنه يظل حساسًا للتطورات المالية والنقدية داخل المملكة المتحدة، في ظل متابعة المستثمرين لمسار أسعار الفائدة وحركة الأسواق خلال الفترة المقبلة.

هل انتهى عصر الدولار ؟

أكد مبعوث الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، محمود محيي الدين، أن الدولار الأمريكي لا يزال العملة المهيمنة على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أنه يمثل نحو 60% من الاحتياطيات النقدية الأجنبية ويستمر في أداء دور عملة تسوية المديونية الدولية، رغم المنافسة المتزايدة من بدائل تقليدية وغير تقليدية.

وأوضح محيي الدين، في تصريحات لـ"بلومبرج"، أن الإجراءات الأخيرة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية أعادت النقاش حول مدى استمرار هيمنة الدولار، مؤكدًا أن هذه الهيمنة ترتبط بعوامل قانونية وسياسية واقتصادية، كما كان الحال سابقًا مع الجنيه الاسترليني.

وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الدولار تأتي من الداخل الأمريكي، مضيفًا أن قوته تنبع من العمق المالي والتطور الاقتصادي واحترام دولة القانون والسيولة العالية، وهي جميعها مجالات تخضع لمراجعة دقيقة في الوقت الحالي، خاصة مع منافسته للذهب والجنيه الاسترليني والعملات المشفرة.

أقرأ أيضًا:

هل انتهى عصر هيمنة الدولار؟، محمود محيي الدين يوضح

1500 ميجاوات، الكهرباء تنتهي من المرحلة الأولى للربط مع السعودية

اختبار القوة، كيف صمد الجنيه أمام "نزيف" السداد الخارجي للديون؟

search