الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

12:27 ص

مفاجأة في أول تعليق لصاحبة الاستغاثة بوزير التعليم.. ماذا قالت جميلة؟ (خاص)

السيدة جميلة

السيدة جميلة

أثار مقطع فيديو لسيدة تستغيث بوزير التعليم حالة من الجدل على مواقع التواصل، خلال الساعات الماضية.

السيدة التي تُدعى جميلة، طالبت خال الفيديو برفع الغياب عن أبنائها الطلاب، وهي تبكي بحرقة، وقالت إنها عاجزة عن توفير مصاريف انتقال أو طعام لأبنائها أثناء ذهابهم إلى المدرسة.

وتابعت: “أنا مش قادرة أعلمهم وأكلهم في نفس الوقت، مفيش فلوس للدروس ولا للباص، ومش عارفة أعمل إيه”.

زيادة المشاهدات

تباينت آراء المتابعين بعد مشاهدة الفيديو، فهناك من ذهب إلى أنها صوّرت المقطع بدافع زيادة عدد المشاهدات وأنها لا تعاني الفقر كما تدّعي، بينما رأى آخرون أنها تعاني بالفعل من ظروف معيشة صعبة نظرًا إلى بيتها المتواضع.

السيدة جميلة على صفحتها على “تيك توك”

"تليجراف مصر" حصلت على هاتف جميلة وتواصلنا معها لنعرف حقيقة كواليس الفيديو، وحين ردت علينا علمنا أنها في قسم الشرطة، فربما جرى استدعاؤها للغرض ذاته، وقالت: “ربنا كريم، أنا طالبة يترفع الغياب عن عيالي وإن شاء الله صوتي يوصل للوزير”، ما يعني أنها لا تزال متمسكة بوجهة نظرها التي طرحتها في الفيديو.

ثقافة الضحية على السوشيال ميديا

حاولنا إيجاد تفسير علمي لتلك الحالة التي قد يزعم فيها المرء شيئًا على غير الحقيقة، فقالت استشارية العلاج النفسي، الدكتورة إيمان عبدالله لـ"تليجراف مصر": “إن ما يسمى بـ(ثقافة الضحية) بات شائعًا على منصات التواصل الاجتماعي، فبعض الأشخاص يلجأ إلى تمثيل دور المظلوم، ليس فقط من أجل الحصول على الدعم، بل أيضًا لتحقيق إنجازات مادية وعاطفية سريعة”.

استشاري العلاج النفسي الدكتورة إيمان عبدالله

وأوضحت الدكتوره إيمان أن اللجوء المتكرر لدور الضحية يمنح صاحبه شعورًا مؤقتًا بالراحة والقيمة، ويحفز إفراز مادة الدوبامين المسؤولة عن الإحساس بالمكافأة، وهو ما قد يتحوّل مع الوقت إلى إدمان للشهرة والرغبة في جذب التعاطف.

وأضافت استشارية العلاج النفسي، أن هذا السلوك قد يرتبط بسمات شخصية نرجسية أو هستيرية، حيث يسعى الفرد للظهور في صورة مختلفة عن واقعه الحقيقي، وهنا تنشأ فجوة بين الذات الافتراضية التي تقدمها عبر الفيديوهات، والذات الواقعية التي تعيشها يوميًا، ما يسبب قلقًا واكتئابًا عند المواجهة.

خطورة على الأبناء ونفسيتهم

ولا يتوقف الأمر عند حدود الفرد فقط، بل يمتد أثر ذلك على الأبناء أيضًا، فإظهار الأطفال في مقاطع استجداء، أو تقديمهم كضحايا أمام ملايين المشاهدين، قد يترك أثرًا  نفسيًا عميقًا ويؤثر على صورتهم أمام زملائهم.

جميلة تقدم فيديوهات ساخرة على “تيك توك”

خطورة الظاهرة

الدكتورة إيمان أكدت أن الخطر الأكبر يكمن في أن مثل هذه الوقائع تضعف التعاطف مع المحتاجين الحقيقيين، فعندما يكتشف الجمهور أن بعض القصص مبالغ فيها أو مفبركة، تترسخ حالة من الشك قد تحرم أسرًا فقيرة بالفعل من تلقي المساندة والدعم.

واختتمت الاستشارية النفسية حديثها قائلة: “القضية لا تتعلق بسيدة واحدة أو بمقطع فيديو بعينه، بل بظاهرة تتنامى على السوشيال ميديا، وهي استغلال المشاعر الإنسانية وتحويلها إلى وسيلة للشهرة والربح السريع”.

search