الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

01:27 م

محمد وفيق.. مسيرة فنية خالدة في ذكرى ميلاده

الفنان القدير الراحل محمد وفيق

الفنان القدير الراحل محمد وفيق

يُعد الفنان القدير الراحل محمد وفيق واحدًا من أبرز نجوم الدراما المصرية الذين تركوا بصمة قوية في وجدان الجمهور، بفضل أدواره المتنوعة وأعماله الخالدة التي جمعت بين الطابعين التاريخي والاجتماعي.

وقد نجح خلال مسيرته الفنية في المشاركة بأكثر من 220 عملًا بين السينما والتلفزيون، ليصبح من العلامات البارزة في عالم الفن.

 محمد وفيق

ذكرى ميلاد محمد وفيق

يوافق اليوم، 24 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان الراحل محمد وفيق، الذي غادر عالمنا في 14 مارس 2015، بعد رحلة فنية ثرية قدّم خلالها العديد من الشخصيات التي لا تزال عالقة في أذهان المشاهدين، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا يخلّد اسمه بين عمالقة الفن المصري.

النشأة والبدايات

وُلد محمد وفيق في مدينة الإسكندرية عام 1947، ونشأ في أسرة أكاديمية حيث كان والده أستاذًا جامعيًا.
تلقى تعليمه الثانوي في المدرسة المرقسية الثانوية بالإسكندرية، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1967 حاصلًا على درجة البكالوريوس.

وكان وفيق ضمن دفعة استثنائية في تاريخ المعهد، ضمّت لاحقًا أسماء لامعة مثل نور الشريف، مجدي وهبة، شاكر عبد اللطيف، وعبد العزيز مخيون.

وخلال سنوات دراسته الأولى، بدأ يشق طريقه الفني بالتدريب في معهد التلفزيون، حيث تعلّم أصول الأداء وقواعد الوقوف على خشبة المسرح، ليؤسس قاعدة صلبة لانطلاقته في عالم التمثيل.

بداية المشوار الفني

استهل محمد وفيق مشواره الفني من خلال مشاركته في عدد من الأعمال المسرحية، من بينها مسرحية "سندباد" من إخراج أحمد زكي، والتي لفتت أنظار المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي قرر منحه فرصة للانضمام إلى أحد مشاريعه، إلا أن التجربة لم تكتمل.

في ذكرى ميلاده.. محمد وفيق أبرز من قدّم الأدوار التاريخية في التليفزيون |  صور - بوابة الأهرام

ورغم ذلك، اعتبر وفيق تلك المرحلة محطة انطلاق مهمة فتحت أمامه الأبواب للانتقال إلى عالم الدراما.

وجاءت انطلاقته الحقيقية عبر تجسيده شخصية الظاهر بيبرس في مسلسل "الكتابة على لحم يحترق"، ثم مشاركته في مسلسل "المرشدي عنتر"، ليؤكد موهبته كأحد أبرز الوجوه الصاعدة آنذاك، قبل أن يثبت حضوره القوي في الأعمال التاريخية والاجتماعية.

أدوار صنعت مجده

ارتبط اسم محمد وفيق بعدد من الأدوار التي رسخت في ذاكرة المشاهدين، أبرزها تجسيده شخصية عمرو بن العاص في الفيلم العالمي "الرسالة"، ليحجز لنفسه مكانًا بارزًا في قائمة نجوم الأعمال التاريخية.

"رأفت الهجان"

من أبرز محطاته الفنية، تجسيده لشخصية عزيز الجبالي، ضابط المخابرات في الملحمة الشهيرة "رأفت الهجان"، وهو الدور الذي أصبح أيقونة في تاريخه الفني وبقي محفورًا في ذاكرة الجمهور.

حضور سينمائي مميز

شارك محمد وفيق في عدد من الأعمال السينمائية المهمة، أبرزها فيلم "الهروب" مع النجم أحمد زكي، ومن إخراج عاطف الطيب، حيث أكد قدرته على التنوع في اختيار أدواره.

آخر المشوار

ظل محمد وفيق نشطًا فنيًا حتى سنواته الأخيرة، إذ شارك عام 2015 في مسلسل "ألف ليلة وليلة"، الذي كان آخر أعماله قبل وفاته، ليترك وراءه إرثًا فنيًا خالدًا.

قصة حب خالدة

عاش محمد وفيق واحدة من أندر قصص الحب في الوسط الفني مع ابنة خالته الفنانة كوثر العسال.

بدأت مشاعرهما منذ الطفولة، وظل وفيًا لها رغم زواجها الأول الذي استمر لأكثر من عشرين عامًا. وبعد انفصالها، جمعهما القدر مجددًا ليتزوجا في أواخر الثمانينيات.

محمد وفيق وكوثر العسال.. قصة حب بدأت بـ الخجل وانتهت بالعطاء

وصف وفيق علاقتهما في أحد لقاءاته بأنها كانت نموذجًا لـ "الزواج السعيد"، قائلًا: "أنا وكوثر ملناش غير بعض في الحياة".

استمرت العلاقة حتى رحيل كوثر العسال في نهاية عام 2013، وهو الحدث الذي ترك أثرًا بالغًا في نفسه، إذ كان يعتبرها سند حياته الأقرب والأغلى، رغم فارق العمر الذي تجاوز العشر سنوات بينهما.

كوثر العسال في ذكرى وفاتها.. عشقها محمد وفيق وانتظرها 20 عاما ليتزوجها -  الوطن

الرحيل بعد صراع مع المرض

في 14 مارس 2015، أسدل الستار على مسيرة محمد وفيق، حيث توفي بالقاهرة عن عمر ناهز 67 عامًا، عقب خضوعه لعملية قلب مفتوح.

وبرحيله، فقد الوسط الفني أحد أبرز وجوهه، ممن تميزوا بالقدرة على تجسيد الأدوار المركبة والتاريخية، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ضخمًا، يضم ما يقرب من 220 عملًا متنوعًا بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، يظل شاهدًا على موهبته وحضوره الاستثنائي.

search