الخميس، 25 سبتمبر 2025

10:03 ص

العين تبكي دمًا.. العراق يكافح مرضًا خطيرًا أنهى حياة 42 شخصًا

ارتفاع وفيات الحمى النزفية في العراق

ارتفاع وفيات الحمى النزفية في العراق

أعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم، ارتفاع عدد ضحايا الحمى النزفية منذ بداية العالم الحالي إلى 42 وفـاة من أصل 296 إصابة مؤكدة في عموم البلاد.

ودعت الوزارة المواطنين، خصوصًا العاملين في تربية المواشي والجزارة، إلى الالتزام بالتدابير الوقائية والابتعاد عن أي ممارسات قد تؤدي إلى انتقال العدوى، مؤكدة أن المرض الفيروسي لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، حسبما أوردت صحيفة “الصباح” العراقية.

وأعلن العراق في 21 يوليو الماضي تسجيل 30 وفـاة من أصل 231 إصابة منذ مطلع العام، ما يشير إلى زيادة ملحوظة في عدد الحالات والوفيات خلال الأشهر الأخيرة.

كيفية انتقال المرض وأعراضه

وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية إلى الإنسان عبر لدغات القراد الذي يعيش على أجسام الحيوانات، أو عبر ملامسة دم أو أنسجة حيوانات مصابة أثناء الذبـح أو بعده مباشرة، ويعرف المرض بسرعة انتشاره في البيئات الريفية والزراعية التي تفتقر إلى أنظمة مكافحة الحشرات والتعقيم.

وتبدأ أعراض الإصابة عادة بارتفاع الحرارة وآلام شديدة في العضلات والمفاصل وآلام البطن، ثم قد تتطور إلى نزيف دموي من العينين والأذنين والأنف، وصولًا إلى فشل في وظائف أعضاء الجسم الرئيسية. 

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الوفيات بين المصابين يتراوح بين 10% و40%، ما يعكس خطورة الفيروس على حياة الإنسان.

ذي قار في صدارة الإصابات

تصدرت محافظة ذي قار جنوبي البلاد قائمة المناطق الأكثر تضررًا، إذ سجلت هذا العام 114 إصابة بينها 11 وفاة، وفق أرقام وزارة الصحة. 

وتُعرف هذه المنطقة بانتشار تربية الأبقار والأغنام والماعز والجاموس، وهي الحيوانات التي تشكل بيئة حاضنة للقراد الناقل للمرض، ما يجعل سكانها في مواجهة أكبر مع خطر العدوى.

عدم توفر لقاح والتوصية بالوقاية

أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، أن المرض لا يميّز بين الفئات، وأن جميع المواطنين معرضون للإصابة ما لم يلتزموا بإجراءات الوقاية الفردية، وعلى رأسها ارتداء القفازات والملابس الواقية عند التعامل مع الحيوانات أو ذبحها، واستخدام مواد مكافحة الحشرات لتعقيم الحظائر، وفحص المواشي بانتظام.

ولفت البدر إلى أن مربي الماشية والعاملين في محلات الجزارة هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسبب تواصلهم المباشر مع الحيوانات ودمائها، إلا أن انتقال الفيروس ممكن أيضًا لأي شخص يلامس حيوانات مصابة أو يتعرض للقراد.

مقارنة مع السنوات الماضية وأسباب انتشار المرض

يأتي هذا الارتفاع في الإصابات بعد أعوام من التقلب في معدلات انتشار الحمى النزفية بالعراق، ففي عام 2022، سجلت السلطات الصحية ما لا يقل عن 212 إصابة و27 وفاة خلال الفترة بين يناير ومايو فقط، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

وأرجع مسؤولون في المنظمة حينها ارتفاع الإصابات إلى عدة عوامل، أبرزها غياب حملات التعقيم ورش المبيدات الخاصة بمكافحة القراد خلال عامي 2020 و2021، نتيجة الإغلاق والإجراءات المرتبطة بجائحة كوفيد-19، ما ساعد على زيادة أعداد الحشرات الناقلة للفيروس في الحظائر والمزارع والمناطق الريفية.

تحذيرات وتوصيات مستقبلية

أكدت وزارة الصحة العراقية أنها تواصل متابعة الوضع الوبائي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، مع تكثيف حملات التوعية في المناطق الريفية وإطلاق برامج إرشادية للأهالي حول طرق الحماية الشخصية والتعامل الآمن مع الماشية. 

كما شددت على ضرورة تطبيق إجراءات النظافة وتعقيم أماكن تربية الحيوانات، وفحصها قبل الذبح أو البيع في الأسواق.

من جانبها، أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم التهاون في السيطرة على أعداد القراد، وتوسيع نطاق الفحوصات الميدانية للمواشي، إضافة إلى تدريب الكوادر الطبية في المناطق الأكثر تضررًا على الاكتشاف المبكر للحالات وعزل المصابين لتقليل فرص الانتقال.

search