الجمعة، 26 سبتمبر 2025

02:26 ص

توني بلير.. مهندس "خراب العراق" مرشحا لإدارة غزة

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير

كشفت تقارير إسرائيلية، أن الإدارة الأمريكية وافقت على ترشيح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، لرئاسة حكومة مؤقتة في قطاع غزة ضمن خطة اليوم التالي في غزة التي بموجبها، لن تشارك السلطة الفلسطينية في الإدارة الأولية للقطاع، حسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

بعد مغادرته منصب رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة عام 2007، تحوّل توني بلير إلى العمل الدبلوماسي الدولي، حيث شغل منصب المبعوث الرباعي للشرق الأوسط، وهو الدور الذي جعله جزءًا من الجهود الدولية لإعادة تأهيل الحياة المدنية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة. 

خلال هذه الفترة، ركّز بلير، على دعم مبادرات تنموية في غزة وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي فيها، رغم التحديات السياسية والأمنية الكبرى التي واجهت هذه الجهود.

من هو توني بلير؟ 

توني بلير، المولود في 6 مايو 1953 في إدنبرة، اسكتلندا، هو سياسي بريطاني بارز وزعيم حزب العمال من 1994 حتى 2007، ورئيس وزراء المملكة المتحدة من 1997 إلى 2007، وفقا للموسوعة البريطانية.

ويعتبر بلير، أحد أبرز الشخصيات التي غيّرت ملامح السياسة البريطانية في العقود الأخيرة، حيث قاد حزب العمال نحو "الطريق الثالث"، وهو نهج وسطي مزج بين السياسات الاجتماعية التقليدية والاقتصاد الليبرالي.

السياسة الداخلية والنجاحات الاقتصادية

خلال فترة حكم توني بلير، شهدت المملكة المتحدة، نموًا اقتصاديًا مستقرًا، وزيادة في الاستثمار في قطاعي التعليم والصحة، بالإضافة إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية شملت الحد الأدنى للأجور، وتحسين نظام الرعاية الاجتماعية. 

كما أعاد بلير تشكيل صورة حزب العمال، مبتعدًا عن الخطابات الاشتراكية التقليدية نحو خطاب عصري يلائم مرحلة ما بعد الحرب الباردة.

السياسة الخارجية والجدل حول حرب العراق

ورغم نجاحاته الداخلية، فإن توني بلير واجه انتقادات حادة بسبب دعمه القوي للولايات المتحدة في حرب العراق عام 2003، استنادًا إلى ادعاءات امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل – وهي مزاعم لم تثبت لاحقًا. وقد أثّرت هذه الحرب على سمعته السياسية، وتسببت في تراجع شعبيته، ما دفعه في نهاية المطاف إلى الاستقالة في 2007، حسب صحيفة "اندبندنت" البريطانية.

الدور الدبلوماسي بعد رئاسة الوزراء

عقب خروجه من السلطة، عُيّن بلير مبعوثًا خاصًا للجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط (التي تضم الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا). خلال هذه الفترة، زار غزة عدة مرات، وكان له دور في دعم مشاريع اقتصادية، والبنية التحتية، وتحسين مستوى المعيشة في القطاع، خاصة بعد حرب 2008-2009.

كما سعى بلير، إلى التوسط بين الأطراف المختلفة، رغم التوترات السياسية، خصوصًا في ظل سيطرة حركة حماس على القطاع منذ عام 2007.

الإرث والتقييم العام

يُنظر إلى بلير كشخصية سياسية مثيرة للجدل، فقد أحدث تغييرات كبيرة في الحياة السياسية البريطانية، وترك بصمة واضحة على سياسات حزب العمال. 

في المقابل، لا يزال بلير، يتحمل مسؤولية سياسية وأخلاقية عن قرارات الحرب في العراق، أما في الشرق الأوسط، فقد قوبلت جهوده الدبلوماسية بتقدير من بعض الأطراف، وانتقادات من أخرى، خاصة بسبب عدم تمكنه من إحداث اختراق حقيقي في عملية السلام أو تحقيق نتائج ملموسة في غزة.

ورغم خروجه من الحكم منذ سنوات، لا يزال توني بلير، شخصية فاعلة في السياسة الدولية. وتبقى مساهماته في غزة، رغم محدوديتها، جزءًا من محاولات المجتمع الدولي لاحتواء الأزمات المتكررة في المنطقة، وتجسيدًا للدور الذي يمكن أن يلعبه القادة السابقون في العمل الدبلوماسي والإنساني بعد مغادرتهم المناصب الرسمية.

search