الإثنين، 29 سبتمبر 2025

02:25 ص

ارتفعت 9% خلال أسبوع.. الفضة تسجل أعلى مستوياتها منذ 2011

الفض

الفض

ارتفعت أسعار الفضة في مصر بنسبة 9% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مدعومة بتقلبات الأسواق العالمية وتراجع الدولار الأمريكي، بحسب تقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث.

سعر الفضة في مصر

ووفقًا للتقرير، ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 بنحو 5 جنيهات، ليغلق الأسبوع عند 60 جنيهًا مقارنة بـ55 جنيهًا في بدايته، بينما سجل عيار 999 نحو 75 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 70 جنيهًا، كما استقر سعر جنيه الفضة (عيار 925) عند مستوى 560 جنيهًا.

سعر أوقية الفضة

على الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 7% لتغلق الأوقية عند 46 دولارًا مقابل 43 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2011، بسبب زيادة الطلب الصناعي، وارتفاع الإقبال على الملاذات الآمنة، فضلًا عن تنامي التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو مزيد من تيسير السياسة النقدية.

مكاسب منذ بداية العام

وأوضح التقرير أن الفضة حققت مكاسب قوية منذ مطلع 2025، حيث ارتفع السعر محليًا بنسبة 46.3%، أي ما يعادل 19 جنيهًا للجرام، ليصعد من 41 إلى 60 جنيهًا. أما عالميًا، فقد قفزت الأسعار من 29 دولارًا إلى 46 دولارًا للأوقية، بزيادة 59% تعادل 17 دولارًا، لتصبح الفضة من أفضل الأصول أداء بين المعادن النفيسة خلال العام الجاري.

وأشار التقرير إلى أن تضاعف أسعار الفضة خلال أربع سنوات يعد حدثًا استثنائيًا، لم يحدث سوى ست مرات منذ 1973. وغالبًا ما يشير هذا النمط إلى بداية اتجاه صعودي طويل الأجل، حيث سجلت الفترات التي تجاوزت فيها المكاسب 100% متوسط عائد سنوي تراكمي يقترب من 19.5%. 

ومع ذلك، حذر التقرير من أن الأسعار لا تحافظ دائمًا على مكاسبها، مستشهدًا بما حدث في 2006 حين تراجعت الفضة 33% بعد موجة صعود قوية.

واستعرض تجربة يناير 1980 عندما لامست أوقية الفضة 50 دولارًا، مدفوعة بعوامل متشابهة مع الوضع الحالي، مثل التضخم المرتفع الذي تجاوز 13% في أمريكا، وصدمة أسعار النفط عقب الثورة الإيرانية، وضعف الدولار، والمضاربات المكثفة من جانب عائلة "هانت"، مؤكدًا أن الظروف الاقتصادية في 2025 تحمل أوجه شبه كبيرة بتلك المرحلة.

هل تكسر الفضة حاجز 50 دولارًا؟

وحدد التقرير أربعة عوامل رئيسية وراء الارتفاع الحالي، أبرزها: استمرار التضخم رغم رفع الفائدة، الطلب الصناعي القوي في قطاعات مثل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، تصاعد المخاطر الجيوسياسية وضعف الثقة في العملات الورقية، وأخيرًا تأثير صعود الذهب الذي تجاوز 3700 دولار للأوقية.

وأشار إلى أن تجاوز مستوى 50 دولارًا سيكون نقطة تحول رمزية تؤكد عودة الفضة إلى صدارة الأصول الاستثمارية، ورغم أن اختراق هذا المستوى قد يتبع بتصحيح سعري، فإن الاتجاه طويل الأجل يظل مدعومًا بعوامل أساسية، مستشهدًا بموجات 1979–1980 و2011، حيث ارتفعت الأسعار بوتيرة سريعة تجاوزت 20% في فترات زمنية قصيرة.

وتوقع مركز “الملاذ الآمن” أن تواصل الفضة اتجاهها الصاعد خلال ما تبقى من 2025 والعام المقبل، مرجحًا تجاوزها مستوى 50 دولارًا للأوقية بحلول 2026.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار قد يدفع بعض الصناعات، خاصة الطاقة الشمسية، إلى البحث عن بدائل لتقليل الاعتماد على الفضة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن زخم السوق الحالي يعكس مرحلة صعود طويلة الأجل.

الاقتصاد العالمي

وأكد التقرير، أن خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة مؤخرًا عزز جاذبية الفضة والذهب، إذ يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد، كما أن ضعف الدولار والمخاوف من الركود التضخمي يدفعان المستثمرين إلى المعادن النفيسة كملاذ آمن.

ورغم الطفرة الحالية، أشار التقرير إلى أن السوق لا تزال تواجه تحديات أبرزها تأجيل بعض الطلبات نتيجة الرسوم الجمركية وعدم اليقين التجاري، خصوصًا في الصين، إلا أن الاستخدام الواسع للفضة في الصناعات التكنولوجية والطاقة النظيفة يضمن استمرار الطلب الهيكلي عليها.

search