الإثنين، 29 سبتمبر 2025

05:01 م

من الزفارة إلى العمارة.. طريق المليونيرات يبدأ بـ"فسيخ أم مكة"

صناعة الفسيخ في مصر

صناعة الفسيخ في مصر

حقق بيع الأسماك المملحة “الفسيخ” للبلوجر "أم مكة"، مكاسب فلكية بلغت 70 ألف جنيه خلال أسبوع واحد، بحسب اعترافاتها أمام جهات التحقيق بتهمة نشر محتوى غير أخلاقي وغسل الأموال، ما أثار تساؤلات حول مدى صحة هذه الأرباح وإمكانية الاستثمار في هذا النشاط لتحقيق مثل هذه العوائد.

وقال عضو شعبة الأسماك، محمد عبدالحليم، إن مصدر الأسماك يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الأسعار، مشيرًا إلى أن الأسعار تختلف بحسب كمية ونوع الأسماك التي يشتريها التجار من المنتجين.

وأضاف عبدالحليم في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن طريقة البيع والشراء بين التجار والمستهلكين تؤثر بشكل مباشر على هامش الربح، ما يتيح إمكانية تحقيق مكاسب متفاوتة من صفقة إلى أخرى. 

وأوضح أن عوامل مثل الموسم وجودة الأسماك وتكاليف النقل، إضافة إلى الطلب المحلي، تلعب دورًا مهمًا في تحديد السعر النهائي، مؤكدًا أن سوق الأسماك ديناميكي ومتغير باستمرار، ويحتاج إلى متابعة دقيقة من التجار لضمان الاستفادة القصوى.

وفيما يتعلق بتحقيق “أم مكة” لمكاسب كبيرة في تجارة الفسيخ، أكد عبدالحليم، أن أي شخص يمكنه أن يحقق هذه المكاسب من التجارة في الفسيخ، خصوصا أنها صناعة ضخمة في مصر.

وقالت أم مكة في اعترافاتها أمام جهات التحقيق، إنها تقوم بشراء بضاعة بـ500 ألف جنيه من التجار، وتقوم ببيعها خلال أسبوع وتحقق مكاسب تقدر بنحو 70 ألف جنيه، وفي المواسم قد يتجاوز دخلها المليون جنيه، خصوصا في شم النسيم.

وبحسب شعبة الأسماك، فإن سعر الفسيخ تراوح ما بين 280 و400 جنيه للكيلو الواحد، سواء للمحلي أو المستورد، بينما بلغ سعر كيلو الرنجة بين 135 و190 جنيهًا، بحسب النوع.

 تراوح سعر كيلو الفسيخ ما بين 280 و400 جنيه (بحسب شعبة الأسماك)

تاريخ وصناعة الفسيخ في مصر

تعود صناعة الفسيخ في مصر إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية (1882–1954)، بعد أن استولى الإنجليز على معظم أراضي مدينة نبروه الزراعية، فاضطر عدد كبير من سكانها للبحث عن مصادر رزق بديلة، فكان الصيد وتمليح الأسماك وبيعها للمدن والقرى المجاورة، حتى اكتسبت المدينة شهرتها تحت وصف "نبروه مدينة الفسيخ".

وتعتمد صناعة الفسيخ على أنواع أسماك تربى في مزارع سمكية بمدينة بورسعيد الساحلية شمال شرق البلاد، أبرزها البوري والسردين البلدي، حيث يتم تغذيتها بأعلاف عالية الجودة صنعت خصيصًا لها.

ويتم تصنيع الفسيخ من سمك البوري بعد تعتيقه في الملح الخشن داخل براميل خشبية لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، حسب حالة الطقس، فيما يصنع السردين المملح بنفس الطريقة، وهما النوعان الأكثر انتشارًا في نبروه.

ويشهد موسم شم النسيم والأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية، وخاصة عيد الفطر وعيد القيامة، إقبالًا على أنواع أخرى من الأسماك، أبرزها الرنجة المدخنة، ومنها ما يعرف شعبيًا باسم “المبطرخة” والكافيار، إلى جانب "الملوحة" المصنوعة من أسماك نهر النيل، والتي تحظى بشعبية خاصة في محافظات صعيد مصر.

وبحسب مؤسسة “ماعت جروب”، تخطى حجم استهلاك الأسواق المحلية من الفسيخ، نحو مليون طن بقيمة تسعة مليارات جنيه. 

ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، نمت واردات مصر من الأسماك، بما فيها المحفوظة خلال يناير 2025، بنسبة 59% لتسجل 68.038 مليون دولار مقابل 42.794 مليون دولار خلال يناير 2024.

search