السبت، 04 أكتوبر 2025

11:17 م

بعد رفع اسمه من قوائم الإرهاب.. على حسين مهدي يكشف كواليس الضبط والحبس والعفو الرئاسي

علي حسين مهدي

علي حسين مهدي

في أول ظهور إعلامي له بعد عودته إلى مصر، كشف الناشط علي حسين مهدي، في حوار حصري أجراه معه رئيس تحرير "تليجراف مصر"، الكاتب الصحفي سامي عبد الراضي، تجربته المثيرة التي امتدت من مغادرته البلاد بعد أحداث يناير 2011 إلى عودته المفاجئة، وما واجهه من ضغوط في الغرب، وصولًا إلى صدمته في مطار القاهرة وتجربته مع العفو الرئاسي، مُسلطًا الضوء على زيف الشعارات الغربية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان.

“تليجراف مصر” تنشر حوارًا مع  الناشط علي حسين مهدي بعد صدور قرار قضائي نشر بالجريدة الرسمية اليوم برفع اسمه من قوائم الكيانات الإرهابية. 

مهدي تحدث عن الأسباب التي دفعته إلى مغادرة مصر، قائلًا: “هربت من مصر مش سيبتها، كان عندي مشاكل كتير جدًا زي أي شاب بعد 2011، فقررت إني أسيب البلد”، وأوضح أن تجربته في الولايات المتحدة بدأت بحماس للدفاع عن القيم التي نادى بها مثل الديمقراطية وحرية التعبير، لكنه سرعان ما اكتشف تناقض الغرب في تطبيق هذه القيم.

وأعرب عن دهشته قائلًا: "القيم إللي إحنا كنا بننادي بيها من ديمقراطية وحقوق إنسان وحرية تعبير، إذا كانت أمريكا الدولة إللي مطلعة المصطلحات دي ضربتها في أول تهديد حقيقي لأمنها القومي، يبقى المصطلحات دي أساسًا تسقط".

حيلة الغرب واستغلال المعارضة

وانتقد مهدي ما وصفه بـ"حيلة الغرب" التي تستخدم مصطلحات الديمقراطية وحقوق الإنسان كأدوات لتحقيق مصالح سياسية، موضحًا: “هو ياخد المعارضة عنده بره يعمل لهم شكل وقوة وكيان، وييجي عند لحظات معينة يضغط بيهم عشان ياخد مصلحة معينة”، وأشار إلى تجاهل منظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش" لقضايا جوهرية مثل حرب غزة، متسائلاً: "يعني إنتو سايبين غزة وبتتكلموا على التيك توكرز؟".

اضطهاد العرب بعد “طوفان الأقصى”

كانت أحداث 7 أكتوبر 2023، التي أطلقت شرارة عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على غزة، نقطة تحول في حياة مهدي، وروى لـ "تليجراف مصر" كيف تعرض العرب والمسلمون في أمريكا لاضطهاد شديد بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية، حيث تم فصل الطلاب من الجامعات، وسُحل الأساتذة في الشوارع، وطُرد العاملون من وظائفهم. 

وأوضح أنه شخصيًا تعرض للطرد من الجامعة وفقدان عمله، إضافة إلى اتهامه بدعم جماعات إرهابية بسبب مساعداته المادية لليمن وغزة، مما أدى إلى سجنه لستة أشهر، ووصف كيف استُهدف بالقوانين الأمريكية: "اللعب هناك على أصوله، لو إنت عامل أي مشكلة بيدخلوا عليك بالضرائب، أو يزقوا عليك اتهامات ملفقة، أو يروحوا الشغل بتاعك بلبس FBI ويفصلوك".

علي حسين مهدي وقرار العودة إلى مصر

في ظل هذه الضغوط، قرر مهدي العودة إلى مصر دون تردد، قائلاً: “أخدت الطيارة من غير تفكير ورجعت مصر، لأن المحامية بتاعتي قالت لي الأمريكان مش هيسيبوك تسافر دولة أوروبية تانية، فقلت طالما كده مطارد وكده مطارد، أرجع مصر وأشوف إيه اللي هيحصل”، وأضاف: "طالما هنا سجن وهناك سجن، فأنا أتسجن في بلدي، هنا قاعد مع مصريين وعرب فاهمينك، حتى السجن يتهون عليك".

صدمة المطار ودستة القضايا

عند وصوله إلى مطار القاهرة، فوجئ مهدي بوجود اسمه على قوائم ترقب الوصول، حيث كان يتوقع قضية واحدة بالسجن المؤبد، لكنه اكتشف وجود "دستة قضايا" ضده، وروى موقفًا غريبًا: “فيه قضية من واحدة ست راحت قدمت بلاغ في الوادي الجديد إن ابنها بيتكلم بكلامي، ابنها صغير وكل ما تناقشه يقول لها علي قال لنا كذا، فالست راحت تبلغ عني في القسم، والله العظيم أنا اتفاجئت من الكلام ده”، وأضاف: "كنت فاكر إن عليّا قضية واحدة بالمؤبد، طلع عليّا قضايا بالهبل، يعني كنت فاكر 25 سنة، طلع 70 سنة؟".

العفو الرئاسي ومفاجأة غير متوقعة

بعد قضائه قرابة العام في الحبس، تقدم مهدي بطلب للعفو الرئاسي دون أمل كبير، مشيرًا إلى شكوكه: “كنا بنسمع بره عن لجنة العفو الرئاسي، ومكنتش مصدق خالص، وبالأخص معايا أنا مستحيل، لأن مفيش حد بره قال اللي أنا قلته”، لكنه فوجئ بالموافقة على طلبه، وعبر عن ذهوله: "مصدقتش نفسي، وقولت لهم الريس وافق؟ طب هو عارفني؟ طب إنتم متأكدين؟ ولحد دلوقتي مش مصدق، بحاول أستوعب إني وصلت مصر".

اعتذار علي حسين مهدي للرئيس السيسي

في سياق الحوار، قدّم مهدي اعتذارًا علنيًا للرئيس عبد الفتاح السيسي عن انتقاداته السابقة عبر فيديوهات بثها من أمريكا، حيث اتهم القيادة المصرية بالمشاركة في "صفقة القرن" وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأوضح: "أنا بعتذر للرئيس السيسي لأني كنت بقول إن القيادة في مصر مشاركة في صفقة القرن وتهجير الغزاوية لسيناء، لكن اكتشفت إن مصر هي أكتر دولة رافضة التهجير، والناس عارفة إني مش بطبّل لحد".

search