تصب في مصلحة نتنياهو.. محلل فلسطيني يفند مخاطر خطة ترامب بشأن غزة

أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، جدلا واسع داخل الأوساط الفلسطينية أو على الصعيدين العربي والدولي، فبينما رحبت عواصم عربية وإسلامية بالمبادرة الأمريكية باعتبارها مدخلًا لإنهاء الحرب الدامية المستمرة منذ شهور، يرى محللون فلسطينيون، أن هذه الخطة تُمثل انقلابًا على الحراك السياسي الدولي الداعم لقيام الدولة الفلسطينية، وتمنح إسرائيل مكاسب استراتيجية سعت لتحقيقها منذ اندلاع الحرب.

خيارات حماس “صفرية”

في هذا السياق، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة القدس والعضو السابق في حركة “فتح”، الدكتور أيمن الرقب، إن خيارات حركة حماس في مواجهة خطة ترامب قد تكون “صفرية” خاصة في ظل الترحيب الذي قوبلت به الخطة من جانب عدد من الدول العربية والإسلامية، ما يعني أن الرفض الفلسطيني سيبقى معزولًا وغير مدعوم.

ورأي الرقب لـ“تليجراف مصر”، أن خطة ترامب تمثل انقلابا على الانتفاضة الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وانقلابًا على الحراك السياسي الذي قادته فرنسا والسعودية، مؤكدًا أن الخطة لا تتضمن أي اعتراف بالدولة الفلسطينية ولم يُشر إليها ترامب في مؤتمره الصحفي.

وأشار الرقب إلى أن جوهر الخطة يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتحقيق أهدافه الخمسة التي يرددها مرارا؛ تجريد حماس من السلاح، وإبعاد حماس عن الحكم في غزة، وإبقاء غزة خالية من أي سلاح، وإبقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع، وإقامة نظام حكم بديل في غزة لا يخضع للسلطة الفلسطينية وإنما لقوة تابعة لإسرائيل.

وأضاف المحلل السياسي، أن هذه البنود تُجسد رؤية الاحتلال الإسرائيلي بدقة وقد تحققت بشكل كبير بعد تحييد الموقف العربي والإسلامي، الأمر الذي جعل الخيارات أمام حماس “محدودة إلى درجة الصفر”.

وحول مستقبل الحكم في غزة بعد تنفيذ الخطة، يرى الرقب، أن القطاع سيتحول إلى ساحة تُديرها ميليشيات محلية تحت إشراف دولي، مشيرًا إلى أن هناك توجهًا لتشكيل “لجنة تكنوقراط” تقودها لجنة دولية برئاسة ترامب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

غياب الدور الأمني للسلطة الفلسطينية في غزة 

كما توقع أن يتم فصل غزة عن الضفة الغربية بشكل كامل بحيث تتحول إلى كيان منفصل، فيما يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتشكيل ميليشيات مسلحة محلية تشبه “ميليشيات ياسر أبو الشباب” التي أُنشئت سابقًا في رفح لتتولي السيطرة الأمنية، مضيفا أن لن يكون هناك دورا أمنيا للشرطة أو السلطة الفلسطينية في غزة في ظل حكم الميلشيات.

الاحتلال يخطط للسيطرة على ثلث قطاع غزة

وفيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة جغرافيا بعد الخطة، لفت الدكتور الرقب، إلى أن الاحتلال يخطط للتعامل مع غزة كمناطق منفصلة عن بعضها، حيث ستبقى له سيطرة أمنية على “مناطق عازلة” واسعة النطاق وفقًا للخارطة التي نشرتها واشنطن، بحيث تمتد بعض هذه المناطق حتى 1500 متر في خان يونس ورفح، وأخرى بعمق 500 متر، مما يعني اقتطاع نحو ثلث مساحة القطاع وبالتالي حصر الكتلة السكانية في مساحة ضيقة جدًا.

القبول بالخطة أو مواجهة العزلة الكاملة

وأضاف أن هذا التوجه سيقود إلى تقليص عدد السكان تدريجيًا عبر تشجيع الهجرة القسرية، مشيرًا إلى أن البيان الدولي المُرحب بالخطة يعكس محاولة لتجريد حماس من أي غطاء عربي أو إسلامي، ووضعها أمام خيارين أحلاهما مرّ؛ القبول بالخطة أو مواجهة العزلة الكاملة.

تفاصيل خطة ترامب

في المقابل، عرضت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، تفاصيل ما وصفته بـ”خطة ترامب للسلام في غزة”، مؤكدة أنها جاءت للإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسية؛ كيف يُمكن إنقاذ الأرواح فورًا، من سيحكم غزة غدًا، وكيف نمنع عودة حركة حماس إلى المشهد، وفقا لما نقلته “ذي تايمز أوف إسرائيل”.

وجاء في تقرير صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، أنه وفقًا للخطة سيتم تشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية لإدارة غزة بشكل مؤقت تحت إشراف “مجلس سلام دولي” برئاسة ترامب مع مشاركة شخصيات دولية أبرزها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وذلك في اليوم التالي مباشرة تنفيذ الخطة. 

وأوضحت أن الهدف بحسب الخطة، هو منع عودة حماس للحكم وتهيئة الأرضية لإصلاحات سياسية وأمنية قبل أي انتقال للسلطة.

وأكد تقرير الصحيفة العبرية، أن مصالح إسرائيل واضحة وهي إعادة الأسرى، إنهاء الحرب دون إعادة حماس، منع نفوذ إيران، وضمان تمويل دولي لإعادة الإعمار ضمن شروط صارمة.