الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

10:37 م

سقط من الطابق 22.. تفاصيل حادث رحيل سفير جنوب أفريقيا في باريس

سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا، نكوسيناثي إيمانويل "ناثي" مثيثوا

سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا، نكوسيناثي إيمانويل "ناثي" مثيثوا

شهدت باريس، اليوم، حادثًا مؤسفًا، حين لقي سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا، نكوسيناثي إيمانويل "ناثي" مثيثوا، البالغ من العمر 58 عامًا، حتفه بعد سقوطه من الطابق الثاني والعشرين في فندق "حياة- لو باريسيان" الفاخر الواقع في منطقة بورت مايو.

وكشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن العثور على جثمان الدبلوماسي جاء بعد يوم كامل من الإبلاغ عن اختفائه، حيث عثرت السلطات على جثته ملقاة خارج الفندق بعد أن تم فتح نافذة غرفته بالقوة.

تفاصيل الاختفاء والرسالة المقلقة

بحسب مكتب المدعي العام في باريس، فقد أُبلغ عن اختفاء مثيثوا مساء أمس، حينما تقدمت زوجته ببلاغ رسمي بعد أن تلقت منه رسالة وصفتها بـ"المقلقة"، وعلى إثر ذلك، بدأت الشرطة عملية بحث موسعة في غرب باريس، تحسبًا لاحتمال انتحاره.

وأضافت التحقيقات الأولية أن هاتف الدبلوماسي استُخدم لآخر مرة حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر الإثنين قُرب حديقة بولوني الشهيرة في العاصمة الفرنسية، قبل أن ينقطع أي اتصال به.

فتح نافذة الغرفة بالقوة

وأكدت النيابة العامة أن مثيثوا كان قد حجز غرفة في الطابق الثاني والعشرين بالفندق، وأن النافذة المؤمنة للغرفة جرى فتحها بالقوة قبل سقوطه.

وتشير التقديرات الأولية إلى أنه ألقى بنفسه من الطابق المرتفع، غير أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن الملابسات الحقيقية وراء الحادثة وما إذا كانت هناك أي شبهة جنائية.

غياب مفاجئ عن الاجتماعات الرسمية

وبحسب ما نقلته صحيفة “ذا سيتيزن” الجنوب أفريقية، فإن السفير شوهد آخر مرة يوم الجمعة، قبل أن يتغيب عن عدد من الاجتماعات الدبلوماسية المقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أثار قلقًا متزايدًا لدى زملائه في البعثة الدبلوماسية وأفراد أسرته.

مع تلقي بلاغ الاختفاء، قامت السلطات الفرنسية بنشر فرق بحث في غرب باريس، خاصة في محيط الفندق والحدائق المجاورة، وسط مخاوف من احتمال إقدامه على الانتحار. 

وبعد العثور على جثته، فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقًا رسميًا لكشف جميع التفاصيل، مع تأكيد أن النتائج الأولية لا تستبعد فرضية الانتحار.

مسيرة سياسية ودبلوماسية بارزة

يحظى ناثي مثيثوا بسيرة سياسية طويلة داخل جنوب أفريقيا، حيث عُرف كأحد أبرز الشخصيات المنتمية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وقد بدأ نشاطه السياسي من خلال الانخراط في الحركات النقابية المناهضة لنظام الفصل العنصري.

في عام 1994، تولى منصب السكرتير المنظم لرابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 2001.

في عام 2002، أصبح عضوًا في الجمعية الوطنية لجنوب أفريقيا، ليلعب دورًا مؤثرًا في الساحة التشريعية.

بين عامي 2004 و2008، ترأس اللجنة البرلمانية الخاصة بالمناجم والطاقة، حيث أشرف على سياسات محورية مرتبطة بالاقتصاد والموارد الاستراتيجية.

في سبتمبر 2008، عُين وزيرًا للسلامة والأمن في حكومة الرئيس كجاليما موتلانتي، قبل أن يحتفظ بالمنصب تحت مسمى "وزير الشرطة" في حكومة الرئيس جاكوب زوما.

لاحقًا، تولى منصب وزير الفنون والثقافة بعد إعادة انتخاب زوما، وهو المنصب الذي رسخ حضوره كأحد الأسماء اللامعة في الحياة السياسية بجنوب أفريقيا.

في فبراير 2024، تسلم منصبه الجديد كسفير لبلاده لدى فرنسا، في خطوة اعتُبرت تتويجًا لمسيرته الطويلة في العمل العام.

search