الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

10:46 ص

"جيل زد" يرسم واقعا جديدا بالمغرب.. احتجاجات إصلاحية بلا انتماء سياسي

احتجاجات "جيل زد"

احتجاجات "جيل زد"

في مشهد جديد من التعبئة الشبابية غير المسبوقة، يشهد الشارع المغربي موجة احتجاجات متصاعدة تقودها مجموعة تُدعى "جيل زد 212"، في مدن كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، أكادير، وطنجة، رافعةً شعارات تطالب بـ تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، ومحاربة الفساد، وتوفير فرص العمل.

غضب واسع من أوضاع المستشفيات

وانطلقت هذه الاحتجاجات عقب غضب واسع من أوضاع المستشفيات، وتحمل طابعًا سلميًا وشعارات اجتماعية صرفة، دون أي انتماء حزبي أو سياسي معلن، وتعتمد الحركة في تحركاتها على الفضاء الرقمي كمنصة أساسية للتنظيم والدعوة إلى النزول إلى الشارع، وفقًا لـ "قناة فرانس 24".

احتجاجات "جيل زد" تعبر عن مطالب واقعية ومقبولة

وقال رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إدريس السدراوي، في حوار مع القناة، إن حركة "جيل زد 212" تمثل "جزءًا من شرارة غضب شعبي" تفجرت بسبب تدهور الخدمات الصحية.

وأضاف أن الحركة ترفع مطالب اجتماعية صرفة وواقعية ومقبولة، داعيًا السلطات إلى ضمان الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير، بدلًا من الاعتماد على المقاربة الأمنية في التعامل مع المتظاهرين.

قوات الأمن تفرق التظاهرات لليوم الثالث

واصلت قوات الأمن المغربية، مساء الإثنين، تفريق احتجاجات شبابية في عدة مدن، من بينها الرباط، الدار البيضاء، أكادير، وجدة، وطنجة، للّيلة الثالثة على التوالي.

وبحسب مصادر إعلامية محلية، تم توقيف العشرات من الشبان لفترات قصيرة، بعد منعهم من التظاهر، في ظل غياب أي بيان رسمي من الحكومة أو السلطات القضائية بخصوص هذه التحركات.

من الفضاء الرقمي إلى الشارع

تعرف المجموعة نفسها باسم "جيل زد 212"، وتستخدم منصات مثل إنستجرام، وتيك توك، وديسكورد للتواصل والتنظيم، وتصف نفسها بأنها "فضاء للنقاش حول قضايا تهم كل المواطنين، مثل التعليم، الصحة، ومحاربة الفساد".

وتُشدد الحركة على رفض العنف والتأكيد على سلمية التحرك، كما تعلن حبها للوطن والملك، ما يشير إلى حرصها على تجنّب الصدام السياسي المباشر، والتركيز على مطالبها الاجتماعية.

لسنا منتمين لأي تيار سياسي

قال أحد المشاركين في وقفة احتجاجية بالرباط، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه شارك في التظاهرة للمطالبة بـ إصلاح التعليم والصحة العمومية وتوفير فرص عمل للشباب، بعدما اطلع على دعوة "جيل زد 212" عبر إنستجرام، مؤكدًا أنه لا ينتمي لأي حزب أو تيار سياسي.

كما ندد مشارك آخر بما وصفه بـ "توقيف الشبان الذين جاؤوا فقط للتعبير عن رأيهم"، مشددًا على سلمية المجموعة وطابعها الاجتماعي.

أوضاع المستشفيات تحت المجهر

انطلقت شرارة الاحتجاجات من مدينة أكادير، حيث خرجت مظاهرات شبابية تندد بـ تدهور أوضاع المستشفيات، بما في ذلك نقص الكوادر الطبية، وضعف الرعاية، وقلة الموارد، وسرعان ما انتقلت موجة الغضب إلى مدن مغربية أخرى.

غياب إطار قانوني واضح يضع "جيل زد" في موقف صعب

أشار موقع Medias24 المغربي إلى أن الاحتجاجات تقودها مجموعات شبابية متفرقة، لا يتجاوز عدد أفراد كل منها بين 40 و50 شخصًا. 

كما أشار إلى أن مجموعة "جيل زد 212" تفتقر إلى إطار قانوني واضح أو قيادة معلنة، ما يجعلها في وضع هش رغم مشروعية مطالبها.

وأضاف التقرير أن دعوات التظاهر يومي 27 و28 سبتمبر بدأت من مجموعة تُدعى "صوت الشباب المغربي"، لكنها اختفت من المنصات بتاريخ 22 سبتمبر، لتأخذ "جيل زد 212" زمام المبادرة، وقد وصل عدد متابعيها إلى نحو 90 ألفًا على منصة ديسكورد.

توقيف متظاهرين ومنع تغطية إعلامية

قال شاهد عيان لوكالة رويترز إن عناصر أمن بزي مدني اعتقلوا شبانا حاولوا رفع شعارات أو الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، خلال وقفة احتجاجية في العاصمة الرباط.

search