الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

12:02 م

بين الحصار والقلق على حياة جنينها.. معاناة امرأة فلسطينية حامل في غزة

امرأة فلسطينية حامل

امرأة فلسطينية حامل

في ظل الحرب الدائرة في غزة وما خلفته من دمار وتشريد، تتجسد المعاناة اليومية في قصص إنسانية صادمة، من بينها قصة امرأة فلسطينية حامل وجدت نفسها بين الخوف على حياتها وحياة جنينها، ونقص الغذاء والرعاية الصحية، وفقدان الأمان والمأوى.

لم تتمكن من الشعور بالفرح

تقول هذه السيدة، وهي أم لطفلين يبلغان من العمر ست وأربع سنوات، إنها لم تتمكن هذه المرة من الشعور بالفرح الذي صاحب حمليها السابقين، أو حتى التفكير في مستقبل مولودها المنتظر، من مدرسة وغرفة خاصة به، كما كانت تفعل في السابق.

في غزة اليوم، أصبح شغلها الشاغل هو تساؤلها اليومي: هل ستجد ما يكفي من الطعام لتبقى بصحة جيدة وتضمن سلامة جنينها؟ وهل ستكون ولادتها في خيمة بدلًا من مستشفى؟ وفقًا لما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وتضيف أنها تغلبت في الماضي على مخاوفها الطبيعية أثناء حملها الأول والثاني بفضل لحظات الفرح التي صاحبت ولادة طفليها السابقين، لكن هذه المرة يسيطر القلق والخوف والاكتئاب وسط الإبادة الجماعية المستمرة.

سيدة فلسطينية مع ابنها الرضيع في غزة

سيدة فلسطينية مع ابنها الرضيع في غزة

النزوح أفقد كل مقومات الحياة

أوضحت السيدة الفلسطينية أن النزوح أفقد أسرتها كل مقومات الحياة، حتى نفد الطعام وأصبحت حالتها الصحية حرجة بسبب الحمل، وقالت إنها تعاني من نزيف داخلي بسبب تكوّن الدم داخل الرحم نتيجة الإرهاق وسوء التغذية. وبعد مراجعتها لمنظمة "أطباء بلا حدود" تم تصنيف حالتها كمريضة تعاني من سوء التغذية، وتم نقلها إلى عيادة متخصصة لفحص حملها، حيث أُبلغت أن حملها شديد الخطورة وأنها قد تفقد جنينها، ومع ذلك، أكدت أن المستشفى لا يتسع لها رغم حاجتها للبقاء فيه.

وتتابع السيدة الفلسطينية حديثها بأسئلة مؤلمة: أين ستلد طفلها؟ هل سيكون بصحة جيدة؟ هل ستحصل على الرعاية الصحية اللازمة والغذاء الضروري له؟ وإن لم تجد منزلًا، هل سيبقى طفلها على قيد الحياة في خيمة؟ وتقول إنها تعاني من الدوار المستمر بسبب الجوع والضعف، وتنام أغلب الوقت وتعاني من رعشة ناجمة عن نقص الطعام.

ذكريات ما قبل الحرب

وتستعيد السيدة ذكريات حياتها قبل الحرب، حين كان زوجها يعمل طبيب عيون في أحد المستشفيات الرائدة، وكانت الأسرة تعيش حياة مستقرة وتفكر في مستقبل أبنائها، غير أن الحرب دمرت منزلهم وعمل زوجها، فتشردت الأسرة واضطرت للعيش أسابيع في مناطق محاصرة بالقصف الإسرائيلي، وتقول إن أطفالها لا يأكلون ما يكفي وأصبحوا يعانون سوء التغذية، ما زاد من ضعفهم الجسدي وجعلهم عرضة للأمراض.

وتصف كيف انتقلت أسرتها لاحقًا للعيش في شقة بالطابق التاسع، بلا ماء ولا كهرباء، بتكلفة بلغت ألف دولار شهريًا، وكيف كانت تضحي بوجباتها وتعتمد على التبرعات لتوفير الطعام وسط ارتفاع الأسعار عشرة أضعاف عما كانت عليه، بالإضافة إلى دفع عمولة تصل إلى 50% عند استبدال النقود بسبب إغلاق البنوك، بحسب الصحيفة.

وتروي السيدة أن الجيش الإسرائيلي أمرهم بمغادرة مدينة غزة، لكنها وزوجها لم يجدا مكانًا آخر يذهبان إليه، فظنا أن البقاء والموت في المنزل أفضل من العيش بلا مأوى، لكنهما في النهاية اضطرا إلى الانتقال إلى وسط غزة قرب بلدة النصيرات حيث يعيشان الآن في خيمة.

كيفية تأمين لقمة العيش

وتختتم السيدة الفلسطينية قصتها بالقول إنها قبل الحرب كانت تفكر في مستقبل أطفالها، أما الآن فقد تغيّر كل شيء وصار تفكيرها منصبًا على كيفية تأمين لقمة العيش ليوم واحد، وتضيف أنها تدرك احتمال موتها أثناء الحمل أو بسبب سوء التغذية، أو فقدان جنينها قبل الولادة، لكنها تحاول التركيز على اللحظة الراهنة فقط لتتمكن من الصمود في وجه هذه الظروف القاسية.

search