الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

03:24 م

البابا تواضروس الثاني يدشّن كاتدرائية مار مرقس في رزقة الدير بأسيوط

قداسة البابا تواضروس الثاني

قداسة البابا تواضروس الثاني

دشّن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم كاتدرائية القديس مار مرقس الرسول بقرية رزقة الدير التابعة لإيبارشية الدير المحرق، بمشاركة 20 من الآباء المطارنة والأساقفة.

كان قداسته قد وصل الدير المحرق في ساعة متأخرة من مساء أمس، في إطار زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط التي بدأها أمس بزيارة إيبارشية ديروط وصنبو، واستقبله نيافة الأنبا بيجول أسقف ورئيس الدير ومجمع رهبانه، بالألحان، على بوابة الدير التاريخية المعروفة باسم "بوابة البطريرك" والتي لا تُفتح سوى لاستقبال البابا البطريرك. وتوجه مباشرة إلى الكنيسة الأثرية حيث صلى الشكر.

وفي صباح اليوم تحرك موكب قداسة البابا إلى قرية رزقة الدير المحرق، وهي ثاني محطات زيارته الرعوية لأسيوط، وقدم طفلان باقة ورد لقداسته وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتدشين الكاتدرائية، ثم دخل إلى الكنيسة وسط ألحان خورس الشمامسة وزغاريد النساء وكلمات الترحاب المشحونة بمشاعر المحبة من الرجال.

وبدأت صلوات التدشين، حيث تم تدشين ثلاثة مذابح في الكنيسة الرئيسية، أولها على اسم القديس مار مرقس الرسول، وثانيها (البحري) على اسم الشهيد مار مينا، والمذبح القبلي على اسم القديسين الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا. 

ودُشِّن ثلاثة مذابح أخرى في الكنيسة الكائنة في الطابق السفلي، المذبح الرئيس دُشِّن على اسم السيدة العذراء مريم والدة الإله، والمذبح البحري على اسم الشهيد أبي سيفين، والمذبح القبلي على اسم القديسة مهرائيل، كما تم تدشين أيقونات حضن الآب (البانطوكراتور) بالمذابح الستة وكافة أيقونات الكنيستين.

وفي عظة القداس قال قداسة البابا: "نسعد في هذا اليوم بتدشين هذه الكنيسة الجميلة، وتزداد فرحتنا بوجود السيد المحافظ اللواء الدكتور هشام أبو النصر، ومجيئه علامة على محبته واهتمامه الذي يمتد إلى كل ربوع محافظة أسيوط، ودليل عملي على المشاعر الطيبة التي نعيشها معًا في مصر".

الكنيسة ركن من أركان الوطن

وأضاف: "الكنيسة بوصفها ركنًا من أركان الوطن لها مسؤوليتان: إعداد المواطن الصالح، وإعداد الإنسان لملكوت السموات، وعليه فإن بناء كنيسة أمر يساهم في خدمة الوطن، ولا سيما أن الكنيسة هي أقدم كيان شعبي يشهد له التاريخ بالخدمة والمحبة والعطاء".

ولفت قداسة البابا إلى ثلاثة أمور تميز الكنيسة المُدشّنة اليوم، واتخذها قداسته موضوعًا لتأمله، وهي:

  • أنها كنيسة متسعة: والقصد هنا ليس مجرد اتساع المكان وإنما القلب المتسع بالمحبة للأسرة وللمجتمع وللجميع، وحينما تدخل الكنيسة المتسعة تذكّر أن قلبك يجب أن يكون متسعًا.
  • أنها كنيسة ذات سقف عالٍ: والعلو تعبير عن الإنسان المصلي، الإنسان الذي يرفع قلبه بالصلاة دائمًا، لذا نحن في صلواتنا نبدأ دائمًا بصلاة الشكر، نشكر الله على كل حال، وفي كل حال، ومن أجل كل حال. وحينما ترى السقف العالي، تذكّر أنك يجب أن ترفع قلبك إلى الله دائمًا بالصلاة.
  • أنها كنيسة جميلة في كل تفاصيلها: وهي دعوة لحياة جميلة، ونفس جميلة، وما يجعل النفس جميلة هي التوبة التي تجعل قلب الإنسان نقيًا يعاين الله.

ورحب نيافة الأنبا بيجول بقداسة البابا وبالسيد المحافظ، ودعاه لإلقاء كلمة أعرب فيها عن بالغ سعادته بزيارة قداسة البابا لمحافظة أسيوط، مثمنًا دور قداسته الوطني، مؤكدًا أن مصر ستظل قوية بتكاتف شعبها معًا، وبالالتفاف حول قيادتنا الحكيمة متمثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي لفتة طيبة، قدّم اللواء المحافظ هدية تذكارية لقداسة البابا، عبارة عن أيقونة للعائلة المقدسة، بريشة أحد أبناء أسيوط يُدعى مصطفى. بينما قدّم له قداسته، ولقيادات المحافظة، هدايا تذكارية.

وتعد قرية رزقة الدير المحرق إيبارشية يرعاها نيافة الأنبا بيجول، وتخدم حوالي 16 ألف نسمة من الأقباط الأرثوذكس، وتضم كنيستين إلى جانب كاتدرائية القديس مار مرقس، المؤسسة عام 2005، وبدأت الصلاة بها عام 2007. وتبلغ مساحتها الإجمالية 4200 متر مربع، وتحوي بالإضافة إلى الكنيسة الرئيسية، ثلاث كنائس أخرى، ومبنى إداريًّا وخدميًّا تبلغ مساحته 700 متر مربع.

search