الجمعة، 03 أكتوبر 2025

05:11 م

هل يتأثر إنتاج كهرباء السد العالي بعد فيضانات النيل؟

إنتاج الكهرباء من السد العالي

إنتاج الكهرباء من السد العالي

ارتفع إنتاج السد العالي من الكهرباء بنسبة 100% مع فيضان نهر النيل، وفق مصدر حكومي لـ"الشرق بلومبرج"، وهو ما أعاد إلى الأذهان تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي بأن الحكومة لن تقلق إلا في حال حدوث جفاف ممتد، فهل يمكن أن يؤثر سد النهضة على إنتاج الكهرباء في مصر إذا ضرب الجفاف نهر النيل؟.

أكد خبير الموارد المائية حسام عبد العزيز، أن دور السد العالي في إنتاج الكهرباء لم يعد كما كان عند افتتاحه، موضحًا أن مساهمته في شبكة الكهرباء المصرية لا تتجاوز 5% فقط بقدرة تقدر بنحو 1900 ميغاواط سنويًا، في حين أن استهلاك مصر الحالي يتجاوز 40 ألف ميغاواط.

وأوضح عبدالعزيز لـ"تليجراف مصر"، أن اعتماد مصر على السد العالي كان كبيرًا في السابق، إلا أن التوسع في إنشاء محطات كهرباء غازية ومتجددة قلل من دوره بشكل ملحوظ.

وعن تأثير سد النهضة الإثيوبي، أشار خبير المواد المائية إلى أن الخطر الرئيسي كان يتمثل في احتمال تزامن عمليات الملء مع فترات جفاف ممتدة، وهو ما كان قد يضغط على مخزون السد العالي، لكن الواقع أظهر العكس، إذ تزامنت سنوات الملء الرئيسية مع فيضانات كبيرة ساعدت في الحفاظ على مستوى بحيرة ناصر عند طاقتها التخزينية الكاملة، البالغة 162 مليار متر مكعب.

وأكد الخبير أن حصة مصر السنوية من مياه النيل، البالغة نحو 55 مليار متر مكعب، تأتي بالدرجة الأولى من النيل الأزرق بنسبة تتراوح بين 60 و65%، إضافة إلى روافد أخرى مثل السوباط وعطبرة والنيل الأبيض. 

وأضاف أن التهديد الحقيقي يكمن في حدوث جفاف ممتد في النيل الأزرق، إذ سيؤثر ذلك بشكل مباشر على كمية المياه المتدفقة إلى بحيرة ناصر، وبالتالي على الأمن المائي.

إنشاء السد العالي

وأنشئ السد العالي في مصر خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960، واستغرق بناؤه نحو ثماني سنوات قبل أن يُفتتح رسميًا في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1971، بتكلفة تقدر بحوالي مليار دولار.

ويمتد السد بطول 3600 متر، بعرض قاعدة يبلغ 980 مترًا، وعرض قمة يصل إلى 40 مترًا، في حين يبلغ ارتفاعه 111 مترًا. ويحتوي جسم السد على نحو 43 مليون متر مكعب من الخرسانة والحديد والمواد الأخرى.

عملية إنشاء السد العالي في مصر خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960

ويستطيع السد تمرير تدفق مائي يصل إلى 11 ألف متر مكعب في الثانية، وأسفر عن تكوين أكبر بحيرة صناعية في العالم، يبلغ طولها المتوسط 500 كيلومتر، ويصل عرضها إلى 10 كيلومترات.

من جانبه يرى خبير الطاقة والموارد المائية تامر البيومي، أن مساهمة الطاقة المائية في توليد الكهرباء في مصر محدودة جدًا، إذ لا تتجاوز نسبتها 7% من إجمالي الإنتاج الكهربائي الوطني.

وأشار البيومي في تصريحات خاصة إلى أن السد العالي يمثل المصدر الرئيسي للطاقة (الكهرومائية) في البلاد، إذ تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 2100 ميغاواط، مضيفًا أن الاعتماد على السد في ظل النمو الكبير للاستهلاك الكهربائي أصبح محدودًا مقارنة بالمحطات الغازية والمتجددة المنتشرة في أنحاء مصر.

وبحسب الشركة المصرية لنقل الكهرباء، المشرفة على شبكة الطاقة في البلاد، فإن الحكومة تخطط لاستثمار نحو 11 مليار جنيه خلال الفترة المقبلة، بهدف إنشاء محطات جديدة للكهرباء وتعزيز البنية التحتية للكابلات الكهربائية في المناطق التي تعاني من ضعف الأحمال.

وأوضح مسؤول حكومي لـ"الشرق بلومبرج" أن هذه المشاريع ستدخل الخدمة قبل صيف 2026، لتوفير طاقة كهربائية مستقرة وتلبية الطلب المتزايد في مختلف أنحاء البلاد.

وبحسب وزارة الكهرباء، فإن الحكومة حققت خطوة جديدة نحو تعزيز تصدير الطاقة إلى أوروبا، من خلال توقيع اتفاق تعاون لإتمام الدراسات الفنية والاقتصادية لمشروع كابل بحري ضخم يربط مصر باليونان، لنقل 3 آلاف ميغاوات من الكهرباء.

وأوضحت وزارة الكهرباء أن تنفيذ الدراسات تم تكليفه لشركة كوبلوزيس اليونانية، بتمويل من منحة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بهدف إعداد البنية التحتية اللازمة للربط الكهربائي البحري.

ويُعد هذا الاتفاق امتدادًا لمذكرة التفاهم الموقعة في أكتوبر 2021، والتي تستهدف نقل الطاقة المتجددة المولدة من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مصر إلى الأسواق الأوروبية عبر اليونان، على أن يتم تنفيذ المشروع خلال 3 إلى 4 سنوات.

search