السبت، 04 أكتوبر 2025

10:00 م

تسليم غزة للتكنوقراط.. مناورة سياسية أم مسمار أخير في نعش حماس؟

قصف إسرائيلي على غزة

قصف إسرائيلي على غزة

قبل انقضاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للموافقة على خطته للسلام، أعلنت حركة “حماس”، مساء أمس، موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثامين القتلى، وفق ما ورد في المقترح الأمريكي.

وكان ترامب قد هدد الحركة الفلسطينية بأن أمامها حتى مساء الأحد للقبول بخطته التي وصفها بـ"الفرصة الأخيرة" لمستقبل غزة، وإلا فإن "الجحيم سيندلع" ضد عناصرها.

وأوضحت حماس في بيانها أنها مستعدة للانخراط فورًا في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة تفاصيل الخطة، مؤكدة كذلك قبولها تسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط تحظى بتوافق وطني ودعم عربي وإسلامي.

مناورة أم استعدادًا حقيقيًا 

هذا الإعلان فتح الباب أمام تساؤلات واسعة، أبرزها: هل يعكس استعدادًا حقيقيًا من الحركة للتخلي عن حكمها لغزة بعد أكثر من 18 عامًا من السيطرة، أم أنه مجرد مناورة سياسية لامتصاص الضغط الدولي والتهديدات الأمريكية؟

قال مستشار الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبد الواحد، في تعليقه على رد حركة حماس إن قبول حماس بتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط، قائم على توافق وطني فلسطيني مدعوم عربيًا وإسلاميًا، وهو ما يتم تفسيره كتراجع جزئي عن السيطرة، لكنه في الوقت نفسه رفض صريح لأي دور دولي مباشر، سواء عبر قوات دولية أو إدارة أممية أو حتى مجلس سلام دولي كما ورد في الخطة الأمريكية."

اللواء محمد عبد الواحد

وأوضح عبدالواحد لـ"تليجراف مصر": “بهذا الشكل، فإن موقف حماس يبدو كمناورة سياسية تهدف إلى إبعاد أي تدخلات دولية ومنع تدويل القضية الفلسطينية، بالتالي إغلاق الباب أمام أي أطماع في غزة”.

وأضاف: “في المقابل، يكشف الرد أن الحركة تتصرف كلاعب دبلوماسي ناضج، استطاع أن يحوّل خطة ترامب من صيغة إملاءات إلى مسار تفاوضي، خاصة أن الخطة الأمريكية في جوهرها كانت منحازة لإسرائيل وأمنها، متجاهلة تمامًا الحقوق الفلسطينية”.

رد حماس

وأعلنت “حماس”، مساء أمس، أنها سلمت ردها الرسمي إلى الوسطاء بخصوص المقترح الأمريكي، وأوضحت في بيان أنها أجرت "مشاورات معمقة داخل مؤسساتها القيادية، وواسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، وكذلك مع الوسطاء والأصدقاء" قبل صياغة موقفها.

وأكدت الحركة أنها تثمّن الجهود العربية والإسلامية والدولية، بما فيها مبادرة ترامب، الرامية إلى وقف الحرب، تبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية، مع رفض احتلال القطاع أو تهجير سكانه.

كما أعلنت موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، سواء أحياء أو جثـامين، وفق صيغة التبادل الواردة في المقترح، مع توفير الظروف الميدانية المناسبة لإتمام العملية.

وأشارت إلى استعدادها لنقل إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على توافق وطني ودعم عربي وإسلامي، بينما تظل القضايا المتعلقة بمستقبل القطاع وحقوق الفلسطينيين مرتبطة بقرار وطني جامع يستند إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.

موقف ترامب

وكان ترامب شدد بعد رد حماس على ضرورة وقف القصف الإسرائيلي فورًا، وقال عبر منصة "تروث سوشيال": “استنادًا إلى البيان الذي أصدرته حركة حماس للتو أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم”.

وأضاف أن إدارته تجري مناقشات حول التفاصيل المطلوب التوصل إليها بشأن خطة غزة، موضحًا أن المبادرة لا تقتصر على القطاع وحده، بل تتعلق بتحقيق سلام أوسع طال انتظاره في الشرق الأوسط.

ونشرت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت على منصة “إكس” صورة لترامب داخل المكتب البيضاوي، مؤكدة أن الرئيس "يرد على قبول حركة حماس بخطته للسلام" التي تحظى بدعم إسرائيل.

search