السبت، 11 أكتوبر 2025

01:29 ص

الصين تتفوق على أمريكا.. من يُهيمن على مستقبل الطاقة العالمي؟

الطاقة الشمسية

الطاقة الشمسية

تشهد الأسواق العالمية معركة اقتصادية محتدمة بين أكبر اقتصادين في العالم الولايات المتحدة والصين، للفوز بحصة أكبر من سوق تصدير الطاقة، ففي حين تراهن واشنطن على تصدير الوقود الأحفوري، تتصدر بكين المشهد في تصدير التقنيات النظيفة، لتصبح الفائز الأوضح حتى الآن.

الصين تتفوق في تصدير التقنيات الخضراء

وتواصل الصين تعزيز هيمنتها على صادرات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية والبطاريات وغيرها من التقنيات الصديقة للبيئة.

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز الأبحاث “إمبر” (Ember)، بلغت صادرات الصين من التقنيات النظيفة مستوى قياسيًا في أغسطس الماضي بقيمة 20 مليار دولار، رغم انخفاض أسعار تلك المنتجات عالميًا.

وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام، بلغت قيمة صادرات الصين من التقنيات الخضراء 120 مليار دولار، متجاوزة صادرات الولايات المتحدة من النفط والغاز التي بلغت 80 مليار دولار خلال الفترة نفسها.

الكميات ترتفع رغم انخفاض الأسعار

ورغم تراجع الأسعار، فإن كميات الصادرات الصينية في ازدياد مستمر، ففي أغسطس فقط، صدّرت الصين ألواحًا شمسية بقدرة 46 ألف ميجاوات، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

كما تشير البيانات إلى أن أكثر من نصف صادرات السيارات الكهربائية الصينية هذا العام وُجّهت إلى الأسواق الناشئة خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مما يعزز نفوذ الصين في الدول النامية.

واشنطن تراهن على الوقود الأحفوري

في المقابل، تواصل الولايات المتحدة تعزيز صادراتها من النفط والغاز، مدفوعة بسياسات التوسع في الإنتاج خلال ولايتي الرئيس الحالي دونالد ترامب والسابق جو بايدن.

ويخطط ترامب، في ولايته الثانية، لزيادة الإنتاج عبر تخفيف القيود التنظيمية وتقليص الدعم الفيدرالي لقطاع الطاقة النظيفة، ما يعزز موقع بلاده كمصدر رئيسي للوقود الأحفوري عالميًا.

سباق الإيرادات والنفوذ الجيوسياسي

يمتلك البلدان فائضًا في قدرات الإنتاج، لكن أهدافهما مختلفة، فالولايات المتحدة تركز على تحقيق عائدات مالية ضخمة من تصدير الوقود الأحفوري، بينما تسعى الصين إلى زيادة نفوذها الجيوسياسي من خلال نشر تقنياتها منخفضة الكربون في الأسواق الناشئة.

ويرى محللون أن نفوذ الصين العالمي مرشح للاتساع، إذ إن الدول المستوردة للتقنيات الخضراء ترتبط بعلاقات طويلة الأمد مع الموردين، بخلاف الغاز والنفط اللذين يستهلكان فورًا بعد الشراء.

خيارات الدول المستوردة بين الطاقة التقليدية والنظيفة

يقول جريج جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة “أوكتوبوس إنرجي” البريطانية، إن الفارق بين الخيارين واضح: “صادرات الطاقة النظيفة هي استثمار طويل الأمد في البنية التحتية، بينما الغاز والنفط موارد تنفد بمجرد استخدامها”.

وبينما تبيع الصين في أسواقها المحلية عددًا من السيارات الكهربائية يفوق إجمالي مبيعات السيارات في الولايات المتحدة بكافة أنواعها، تستمر واشنطن في تلبية كامل احتياجاتها من الوقود الأحفوري، لتبقى المنافسة مفتوحة بين أكبر اقتصادين في العالم على مستقبل الطاقة العالمي.

search