المصري إسماعيل سليم يحصل على أرفع وسام صيني للخبراء الأجانب

الدكتور إسماعيل سليم
حصل الدكتور إسماعيل سليم، مدير مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي (CRCICA)، ورئيس الاتحاد الدولي لمؤسسات التحكيم التجاري (IFCAI)، ونائب رئيس جمعية التحكيم الإفريقية (AfAA)، والأستاذ المشارك بجامعة باريس (السوربون)، على وسام الصداقة رفيع المستوى الذي تمنحه جمهورية الصين الشعبية، وهو أعلى تكريم تُقدّمه الحكومة الصينية للخبراء الأجانب الذين قدموا إسهاماتٍ متميزة في دعم مسيرة التنمية والتعاون الدولي مع الصين.
وتُعد جائزة الصداقة أرفع وسام وطني تمنحه الصين للأجانب الذين أسهموا بجهودهم في دعم مسيرة التحديث والإصلاح والانفتاح التي تشهدها البلاد، وفي تعزيز جسور التبادل والتعاون الدولي في المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية والقانونية والاجتماعية.

ويُعد الدكتور إسماعيل سليم من أبرز الخبراء العرب في مجال التحكيم التجاري الدولي، إذ أسهمت مسيرته الأكاديمية والمهنية في ترسيخ مكانة مركز القاهرة الإقليمي كواحدٍ من أهم مؤسسات التحكيم المستقلة عالميًا، وتعزيز التعاون بين مصر وشركائها الدوليين، وفي مقدمتهم الصين، بما يخدم بناء بيئة قانونية أكثر عدالة وتوازنًا لصالح التنمية والتعاون الدولي.
ومنحت الحكومة الصينية هذا العام الوسام لاثنين وأربعين خبيرًا أجنبيًا من سبعٍ وعشرين دولة، تقديرًا لما قدموه من إنجازات رائدة في دعم مسيرة الصين التنموية وتعزيز شراكاتها مع العالم. وفي احتفالية رسمية رفيعة أقيمت في العاصمة بكين، تسلّم الدكتور إسماعيل سليم الوسام من شين ييتشين (Shen Yiqin)، عضو مجلس الدولة الصيني، بحضور كبار المسؤولين في الدولة.
وأعقب ذلك دعوته لحضور الاحتفال بمناسبة العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية في قاعة الشعب الكبرى، بمشاركة فخامة الرئيس شي جين بينغ وأركان القيادة الصينية، في لفتة تعكس التقدير البالغ لدور الحاصلين على الوسام في دعم التعاون الدولي بين الصين وشركائها حول العالم.
ويجسد اختيار الدكتور إسماعيل سليم لنيل هذا التكريم المرموق تقديرًا عالميًا لمسيرته المتميزة، واعترافًا بدوره الريادي في تعزيز التعاون المؤسسي بين مركز القاهرة للتحكيم التجاري الدولي ونظرائه في الصين، فضلًا عن إسهاماته في بناء جسورٍ متينة من التفاهم والصداقة مع المؤسسات والهيئات الصينية في مجال التحكيم الدولي.
ومنذ توليه إدارة المركز عام 2017، وضع الدكتور سليم رؤية مؤسسية طموحة جعلت من مركز القاهرة الإقليمي نموذجًا يُحتذى في الاستقلالية والشفافية والتميّز، في وقتٍ كانت فيه الشركات الصينية تُبدي تحفظًا تجاه اللجوء إلى التحكيم على أرض الدولة التي تستثمر فيها.
وتغيّرت الصورة تدريجيًا بفضل المبادرات الجوهرية التي قادها، وشملت تحديث القواعد الإجرائية، وتطوير البنية التقنية، وتنمية الموارد البشرية، وتعزيز الانفتاح الدولي للمركز وتبادل الخبرات مع مجتمع التحكيم الصيني، ليغدو مركز القاهرة الإقليمي اليوم أحد أبرز مؤسسات التحكيم المستقلة في العالم العربي والإفريقي، طبقًا للتقارير الدولية المحايدة.
وفي العقد الأخير، تزايد حضور الشركات الصينية في مصر في مجالات البنية التحتية والطاقة والتصنيع واللوجستيات، مدفوعًا بالدبلوماسية الاقتصادية لمبادرة الحزام والطريق. وقد ارتكز هذا التوسع على إصلاحات قانونية ومؤسسية جعلت من التحكيم وسيلة رئيسية لتسوية المنازعات التجارية بين الشركاء الصينيين والمصريين.
وكان لمركز القاهرة الإقليمي، تحت قيادة الدكتور سليم، دور محوري في ترسيخ التحكيم التجاري كأداة موثوقة لتسوية النزاعات في المشروعات الكبرى والمشروعات المتوسطة على حد سواء.

وقاد الدكتور سليم عملية تحديث شاملة لقواعد التحكيم، التي دخلت حيز التنفيذ في يناير 2024، لتواكب أحدث الممارسات العالمية، متضمنةً إدخال نظام التحكيم الناجز لتقليل الوقت والتكاليف، واعتماد نظام محكم الطوارئ لإصدار التدابير الوقتية العاجلة، والتوسّع في استخدام التكنولوجيا الرقمية من خلال الجلسات الافتراضية والمراسلات الإلكترونية، وتعزيز التنوع والشفافية والحياد في تعيين المحكّمين بنظام القوائم الذي يتيح لطرفي النزاع المشاركة في اختيار رئيس هيئة التحكيم.
وقد أسهمت هذه الإصلاحات في رفع جاذبية المركز لدى المستثمرين المصريين والأجانب، ولا سيّما الشركات الصينية التي وجدت في مركز القاهرة منتدى موثوقًا ومحايدًا يوفّر بيئة قانونية متقدمة وآمنة.
كما تميزت فترة إدارته بنشاط مؤسسي مكثف في بناء علاقات تعاون وثيقة مع مؤسسات التحكيم الصينية، شملت لقاءات مع رؤساء هيئات التحكيم والمحاكم التجارية الدولية، وإبرام اتفاقيات تعاون في إطار تعزيز الاعتراف المتبادل بالإجراءات والأحكام.
وأعقب ذلك إعادة تعيينه عضوًا خبيرًا في اللجنة الدولية للخبراء التجاريين التابعة للمحكمة الشعبية العليا في الصين، في خطوة تعبّر عن التقدير الصيني العميق لشخصه ولدور مركز القاهرة كمؤسسة عربية مستقلة موثوقة.
وتُوّج هذا المسار المشرّف بمنحه وسام الصداقة، الذي يُعد شهادة رمزية على عمق العلاقات بين مصر والصين في المجال القانوني والتحكيمي.
وبفضل هذه الجهود، أصبح مركز القاهرة مصنفًا كأحد أهم المراكز التحكيمية الإقليمية والدولية.
وتجاوز عدد القضايا التي نظر فيها أكثر من 1820 قضية حتى الآن، تغطي قطاعات متنوعة تشمل المقاولات، والطاقة، والاتصالات، والمشروعات المشتركة، والسياحة، والاستثمار العقاري، والرياضة، مسهمًا في تحسين بيئة الاستثمار في مصر، وتعزيز ثقة المستثمرين المصريين والأجانب، وفي مقدمتهم الشركات الصينية، التي باتت ترى في مصر شريكًا قانونيًا موثوقًا وجسرًا استراتيجيًا نحو إفريقيا.
ولا يُعد وسام الصداقة الذي مُنح للدكتور إسماعيل سليم تكريمًا شخصيًا فحسب، بل هو أيضًا تكريمٌ لمركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي، الرائد في دعم التعاون القانوني الدولي.
فهو يجسّد رؤية الدكتور سليم في جعل التحكيم أداةً للتنمية وجسرًا حضاريًا يربط الشرق بالغرب، ويكرّس مكانة القاهرة كعاصمةٍ إقليميةٍ للتحكيم في العالمين العربي والإفريقي.

الأكثر قراءة
-
ظهرت خلال تأمين وفد حماس.. ما هي الفرقة G.I.S؟
-
ترويض الفيضان.. قصة عمرها آلاف السنين وأبطالها المصريون القدماء
-
السادات أفصح لمبارك بحقيقة أشرف مروان.. ماذا قال؟
-
رسميا.. الدنماركي ياس سوروب مديرا فنيا للأهلي لمدة موسمين
-
من هو ياس سوروب مدرب الأهلي الجديد؟
-
لقاء الحسم.. موعد مباراة منتخب مصر اليوم ضد جيبوتي
-
ابتسامة ودموع.. لقاء مؤثر يجمع بطلين من حرب أكتوبر بعد 52 عامًا
-
القيادة في زمن الإرهاق.. درس بيبو الأخير

أخبار ذات صلة
بشرى سارة لأهالي الأقصر بشأن وحدة صحة العديسات قبلي
08 أكتوبر 2025 05:36 م
أزمة في الوفد بسبب خطابي ترشح لـ"النواب" عن دائرة واحدة
08 أكتوبر 2025 04:49 م
أعضاء الهيئة العليا بحزب الوفد يطالبون عبد السند يمامة بتقديم استقالته
08 أكتوبر 2025 04:36 م
رسائل السيسي في احتفالية تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة
08 أكتوبر 2025 04:06 م
أكثر الكلمات انتشاراً