السبت، 11 أكتوبر 2025

12:08 ص

العيلة خلصت على بعض.. خلاف على الميراث يتحول إلى جريمة مروّعة بالأقصر

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

شهدت مدينة أرمنت غرب محافظة الأقصر واحدة من أبشع الجرائم العائلية في الصعيد، بعدما تحوّل خلاف قديم على الميراث إلى مذبحة دامية أودت بحياة ثلاثة من أفراد عائلة واحدة شاب وفتاتان في واقعة صدمت الشارع الأقصرى.

العثور على ثلاثة متوفين في واقعتين غامضتين

بدأت فصول المأساة حين عثرت الأجهزة الأمنية، في وقت متقارب، على الشاب محمود محمد رضا (30 عامًا – محامٍ) متوفيا داخل منزله بمنطقة أرمنت الحيط، مصابًا بطلق ناري في الرقبة، ثم بعد ساعات تم العثور على جثتين لفتاتين هما نورهان ج.م.أ (18 عامًا) ورحاب ج.م.أ (35 عامًا) داخل منزلهما في منطقة البقالة المجاورة، مصابتين بطلقات نارية في البطن.
في البداية، بدت الواقعتان منفصلتين وغامضتين، إلا أن فريق البحث الجنائي سرعان ما ربط بينهما بعد تتبع خيوط التحقيقات.

المفاجأة: المتهم أستاذ جامعي.. وتصفية حسابات عائلية وراء الجريمة

كشفت تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الأقصر أن وراء المذبحة أستاذًا جامعيًا يُدعى (أ.م.أ.ط)، بالاشتراك مع شقيقيه (ح.م) و(م.م)، وهما مزارعان، حيث قام الثلاثة بالتخطيط للانتقام من أبناء شقيقتهم بسبب نزاع طويل على الميراث ووجود “ثأر قديم” داخل العائلة.

وبحسب التحريات، توجه المتهم الأول إلى منزل المجني عليه محمود، وأطلق عليه رصاصة قاتلة في الرقبة أردته صريعًا في الحال، ثم انتقل مع شقيقيه إلى المنزل المجاور حيث تقيم ابنتا شقيقتهما نورهان ورحاب، فأطلقا عليهما النار داخل منزلهما، قبل أن يفروا من المكان.

الأمن يفرض طوقًا أمنيًا والتحقيقات تتوسع

انتقلت على الفور قوات من مباحث مركز شرطة أرمنت إلى موقع الحادثين، وجرى فرض طوق أمني مشدد حول المنزلين، فيما تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى حورس التخصصي بأرمنت التابعة لهيئة الرعاية الصحية، تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثث وبيان أسباب الوفاة.

كما تم تشكيل فريق بحث موسع بقيادة مدير المباحث الجنائية بالأقصر لتتبع الجناة وضبطهم، وجارٍ استجواب عدد من أفراد العائلة وجيران الضحايا، تمهيدًا لاستكمال ملف القضية.

الأهالي في حالة صدمة: “العيلة خلصت على بعض”

أثار الحادث المروّع حالة من الذهول والحزن بين أهالي أرمنت، الذين عبّروا عن صدمتهم من الطريقة الدموية التي قُتل بها الضحايا، خاصة أن الفتاتين كانتا يتيمتين ومعروفتين بحسن السمعة والسيرة الطيبة.
وقال أحد الأهالي: “العيلة خلصت على بعض بسبب شبر أرض.. ثلاثة أرواح راحت ضحية الطمع والثأر.”

النيابة تواصل التحقيق.. والأمن يطارد الجناة

وتواصل النيابة العامة بأرمنت تحقيقاتها الموسعة في القضية، بينما تواصل الأجهزة الأمنية عمليات التمشيط لضبط المتهمين الثلاثة بعد تحديد هويتهم وخط سيرهم.

وتشير المؤشرات الأولية إلى أن الجريمة تمت بدافع الميراث والثأر العائلي، في مشهد مؤلم يعكس استمرار بعض العادات القديمة التي ما زالت تحصد أرواح الأبرياء في صعيد مصر.

search