زعيم كوريا الشمالية يهدد أمريكا بـ"صاروخ باليستي" ويعد شعبه بـ"الجنة"

في أجواء احتفالية ضخمة شهدتها عاصمة كوريا الشمالية بيونج يانج، جدّد الرئيس كيم جونج أون تأكيده على المضي فيما وصفه بالنضال ضد التهديد العسكري الأمريكي، متعهدًا بتحويل بلاده إلى “أفضل جنة اشتراكية في العالم”.

وجاءت تصريحات الزعيم الكوري الشمالي خلال كلمته في الفعاليات الرسمية التي أقيمت بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الدولة، بحضور وفود رفيعة المستوى من الصين وروسيا وفيتنام ودول أخرى.

الذكرى الـ80 لتأسيس حزب العمال

خطاب كيم يأتي بالتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الحاكم، في وقت تسعى بلاده إلى تعزيز تحالفاتها مع القوى المناهضة للغرب، بالتوازي مع إبداء اهتمام محتمل باستئناف الحوار الدبلوماسي مع الولايات المتحدة، وفق ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".

عرض عسكري وصاروخ باليستي جديد

ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم، أشرف كيم جونج أون على عرض عسكري كبير عُرض فيه صاروخ باليستي عابر للقارات جديد أمام كبار الشخصيات الدولية الزائرة.

وخلال العرض، استعرضت بيونج يانج صاروخها الباليستي الأحدث "هواسونج-20"، الذي وصفته الوكالة بأنه "أقوى نظام أسلحة نووية استراتيجية في البلاد".

قدرات متقدمة ورسائل ردع

وبحسب التقارير، فإن سلسلة صواريخ هواسونج منحت كوريا الشمالية القدرة على استهداف أي موقع في البر الرئيسي للولايات المتحدة، رغم استمرار التساؤلات حول دقة نظام التوجيه ومدى قدرة الرؤوس الحربية على مقاومة العودة إلى الغلاف الجوي.

وقال الخبير أنكيت باندا من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن صاروخ "هواسونج-20" يمثل "ذروة طموحات كوريا الشمالية في تطوير قدرات إطلاق نووية بعيدة المدى"، متوقعًا أن يتم اختبار النظام قبل نهاية العام الجاري.

ويرجح محللون أن يكون النظام الجديد مصممًا لحمل رؤوس حربية متعددة، ما من شأنه زيادة الضغط على أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية وتعزيز ما يراه كيم ضرورياً لتحقيق ردع فعال ضد واشنطن.

كلمة الزعيم الكوري الشمالي

وخلال كلمة ألقاها أمس الأول أمام عشرات الآلاف من المواطنين في استاد عيد العمال بالعاصمة، قال كيم إن بلاده تمضي قدمًا في تطوير قدراتها النووية واقتصادها الوطني لمواجهة ما وصفه بـ"تهديدات الحرب النووية المتصاعدة من الإمبرياليين الأمريكيين".

وأضاف الزعيم الكوري: "لا يزال حزبنا وحكومتنا يتعاملان مع التحركات السياسية والعسكرية العدوانية للأعداء بسياسات صارمة ومبادئ ثابتة، وإجراءات مضادة شجاعة لا تعرف التردد"، لافتًا إلى أن هذه السياسات تسهم في تقوية "المعسكر التقدمي" المناهض للحرب والهيمنة.

كما أعرب كيم عن ثقته بقدرة كوريا الشمالية على تخطي الصعوبات الاقتصادية قائلًا: "سأحوّل هذه البلاد إلى أرض أكثر رخاءً وجمالًا، وإلى أفضل جنة اشتراكية في العالم".

مشاهد احتفالية وحضور دولي بارز

وأظهرت مشاهد بثتها وسائل الإعلام الرسمية كيم واقفًا بين رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج والأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام، وهو يلوح للحشود التي شكلت، باستخدام بطاقات ملونة، عبارة "نحتفل بالذكرى الـ80 لحزب العمال الكوري"، بينما أضاءت الألعاب النارية سماء العاصمة بيونج يانج.

وشهدت الاحتفالات حضور وفود أجنبية بارزة، من بينها لي تشيانج رئيس الوزراء الصيني، وديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق، إلى جانب تو لام الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، وأفادت "أسوشيتد برس" بأن كيم عقد لقاءات منفصلة مع كل من لي وتو لام لبحث العلاقات الثنائية، بينما التقى جو يونج وون، أحد أبرز مساعديه، بالرئيس الروسي السابق ميدفيديف.