الأحد، 12 أكتوبر 2025

10:51 ص

أمل جديد لمرضى الفصام.. السر في الحديد والميالين

انفصام الدماغ

انفصام الدماغ

قد لا يكون السر وراء مرض الفصام في الجينات أو المواد الكيميائية العصبية وحدها، بل ربما في عنصر بسيط مثل الحديد ومادة حيوية تسمى الميالين.

وكشفت دراسة جديدة صادرة من جامعة كينجز كوليدج لندن، وجود علاقة لافتة بين اضطراب مستويات هذين المكونين في الدماغ والإصابة بالفصام، ما قد يفتح الباب أمام أساليب جديدة لتشخيصه وعلاجه ويمنح أملًا جديدًا للمرضى.

الاضطرابات النفسية 

ويعد الفصام من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وتأثيرًا على حياة الإنسان إذ يؤثر في طريقة تفكير المصاب وإدراكه للواقع، فيعاني الهلوسة السمعية أو البصرية، والأفكار غير المنطقية، إضافة إلى اضطرابات في الكلام والتركيز والعاطفة.

الفصام ـ موضوعية

تقنيات تصوير متقدمة بالرنين

غالبًا ما يبدأ ظهور المرض في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة الشباب، وتستمر أعراضه مدى الحياة إن لم تتم السيطرة عليها بالعلاج النفسي والدوائي.

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Molecular Psychiatry، إذ استخدم فريق البحث تقنيات تصوير متقدمة بالرنين المغناطيسي لقياس تركيز الحديد والميالين في أدمغة 85 مريضًا بالفصام و86 شخصًا سليمًا.

انفصام الدماغ 

وأظهرت النتائج وجود انخفاض واضح في مستويات الحديد والميالين في مناطق دماغية رئيسية مثل النواة الذنبية والبطامة والكرة الشاحبة، وهي مناطق تتحكم بالعمليات العصبية والحركية الدقيقة، كما تحتوي على خلايا دبقية تعرف بـالخلايا قليلة التغصن المسؤولة عن إنتاج الميالين الذي يحمي الألياف العصبية.

انفصام الشخصية 

أسباب" الفصام"

وأوضح الدكتور لوك فانو، قائد الفريق البحثي، أن الحديد عنصر أساسي في عمل الدماغ، لكن أي خلل في مستوياته يمكن أن يؤدي إلى تلف عصبي، موضحًا أن التفاعل بين الحديد والميالين قد يساعد في تفسير التباين بين الدراسات السابقة حول أسباب الفصام.

وتكمن أهمية النتائج في أنها تسلط الضوء على الدور الحيوي في صحة الدماغ، إذ تعتمد هذه الخلايا على الحديد لإنتاج الميالين، وأي خلل في هذه العملية قد يؤدي إلى اضطراب الاتصال العصبي، ما قد يكون أحد جذور المرض.

مرضى الاضطراب ثنائي

ويخطط باحثو الدراسة لتوسيع نطاق دراستهم لتشمل مرضى الاضطراب ثنائي القطب وأشخاصًا معرضين للإصابة بالفصام، من أجل معرفة ما إذا كان اختلال الحديد والميالين يمكن أن يكون مؤشرًا مبكرًا لتطور المرض.

ويأمل الفريق أن تساهم هذه النتائج في تطوير علاجات مستقبلية تركز على إصلاح الميالين وتنظيم مستويات الحديد في الدماغ، وهو ما قد يُحدث نقلة نوعية في علاج الفصام ويمنح المرضى فرصة أفضل للحياة المستقرة.

search