الأحد، 12 أكتوبر 2025

07:49 م

احذر.. روبوتات الذكاء الاصطناعي قد تضر بصحتك النفسية

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

حذر عدد من الأخصائيين النفسيين من خطورة الاعتماد المفرط على روبوتات الدردشة المعززة بالذكاء الاصطناعي كبديل للعلاج النفسي المهني، مؤكدين أن هذا الاتجاه قد يُعرّض الأشخاص الأكثر هشاشة نفسية لمضاعفات خطيرة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة The Guardian.

الاعتماد العاطفي والتشخيص الذاتي.. مخاطر متصاعدة

وأوضح الخبراء أن اللجوء إلى هذه التقنيات قد يعزز الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي، ويؤدي إلى تفاقم أعراض القلق، وتشجيع التشخيص الذاتي الخاطئ، بل وتضخيم أنماط التفكير الوهمية والأفكار الانتحارية.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ليزا موريسون كولثارد، مديرة المعايير المهنية والسياسات والأبحاث في الجمعية البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي، إن استطلاعًا حديثًا أجرته الجمعية كشف عن قلق واسع بين أعضائها من استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال العلاج النفسي.

الذكاء الاصطناعي 

وأضافت: "بدون إشراف وفهم كافٍ، قد نفقد بعض أهم عناصر العلاج الإنساني، ما يترك الأشخاص المعرضين للخطر في عزلة نفسية عميقة". وأشارت إلى أن البعض قد يتلقى نصائح مفيدة من هذه الأنظمة، بينما يتلقى آخرون معلومات مضللة أو غير دقيقة حول حالتهم، مما قد يؤدي إلى نتائج مدمرة.

وأكدت أن العلاج النفسي لا يقوم فقط على تقديم النصائح، بل يرتكز على علاقة إنسانية آمنة يشعر خلالها المريض بأنه مسموع ومفهوم.

الذكاء الاصطناعي 

"روبوتات الدردشة ليست بديلاً عن الرعاية النفسية"

من جانبه، شدد الدكتور بول برادلي، مستشار المعلوماتية في الكلية الملكية للأطباء النفسيين، على أن روبوتات الدردشة "ليست بديلاً عن الرعاية العقلية المهنية"، ولا يمكن أن تحل محل العلاقة الضرورية بين الطبيب والمريض.

وأشار برادلي إلى الحاجة لوجود ضمانات ومعايير صارمة عند دمج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن الرعاية السريرية، موضحًا أن التقنيات الرقمية المتاحة حاليًا لا تخضع لنفس آليات التقييم والرقابة التي تُطبق على الخدمات الصحية الرسمية، مما يجعل استخدامها محفوفًا بالمخاطر.

كما طالب بزيادة التمويل الحكومي لتوسيع الوصول إلى خدمات الصحة النفسية المقدمة من أخصائيين معتمدين، بدلًا من اللجوء إلى الحلول الرقمية المجانية.

إجراءات رسمية للحد من دور الذكاء الاصطناعي في العلاج

وفي خطوة استباقية، أصبحت ولاية إلينوي الأمريكية في أغسطس الماضي أول حكومة محلية تحظر استخدام روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كمقدمي علاج نفسي مستقلين، بعد تزايد المخاوف من تأثيرها السلبي على المستخدمين.

الذكاء الاصطناعي 

وجاء القرار استنادًا إلى دراسة أولية نُشرت في يوليو الماضي، أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضخم المحتوى الوهمي لدى المستخدمين المعرضين للذهان.

وقال هاميلتون مورين، من معهد الطب النفسي بكلية كينجز لندن، إن الاستخدام المتزايد لهذه الروبوتات في دعم الصحة النفسية أدى إلى طمس الحدود بين الدعم الرقمي والعلاج المهني، ما يُسبب اعتمادًا عاطفيًا غير صحي، ويُسهم في تفاقم القلق والاضطراب بدلًا من الحد منه.

تشخيصات خاطئة وتأثيرات على الهوية النفسية

كما أشار المعالج النفسي مات هوسي إلى أن بعض المرضى أصبحوا يعتمدون على روبوتات الدردشة لتشخيص أنفسهم باضطرابات مثل فرط الحركة ونقص الانتباه أو اضطراب الشخصية الحدّية، وهو ما يُؤثر سلبًا على نظرتهم لأنفسهم، ويؤدي إلى تغير في طريقة تعامل الآخرين معهم.

اقرأ أيضا 

سببان أساسيان.. هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟

search