السبت، 18 أكتوبر 2025

07:57 ص

فنزويلا تحشد الجيش والشعب مع تصاعد التوتر في الكاريبي

غارة جوية على البحر الكاريبي

غارة جوية على البحر الكاريبي

شهدت الساعات الأخيرة، تصعيدًا جديدًا بين أمريكا وفنزويلا هو الأشد منذ سنوات، وذلك عقب إعلان دونالد ترامب، تفويض وكالة الاستخبارات المركزية CIA، لتنفيذ عمليات سرية داخل الأراضي الفنزويلية، وهو الإعلان الذي وصفه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بمحاولة انقلاب علنية تهدد بإشعال حرب في منطقة الكاريبي، داعيًا الجيش والشعب للاستعداد للدفاع عن السيادة الوطنية.

تصريح ترامب يشعل نار الحرب

كان إعلان الرئيس الأمريكي بتفويض وكالة الاستخبارات المركزية بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، الأربعاء، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، إيذانًا ببدء صراع جديد لواشنطن. 

وبحسب رويترز، فقد أضفى ترامب، الشرعية على إعلانه عن ذلك التدخل تحت غطاء مكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، متهمًا حكومة كاراكاس، بأنها تفرج عن السجناء الأشد إجرامًا وترسلهم إلى الولايات المتحدة.

كما لمح ترامب خلال كلمته، إلى أن تلك العمليات ستشمل كافة الوسائل الضرورية، دون أو يوضح ما إذا كان ذلك التفويض يشمل استهداف رأس الدولة شخصيًا أو عمليات عسكرية على الأرض، ونقلت رويترز عن ترامب أنه لن يستطيع الكشف عن مزيد من التفاصيل "الأمنية الحساسة"، بحسب وصفه.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 

وتزامن إعلان ترامب مع تنفيذ ضربات جوية أمريكية في وقت مبكر من صباح اليوم، على قوارب في البحر الكاريبي، يشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات من فنزويلا، وأسفرت تلك الضربات عن مقتل ستة أشخاص كانوا على متن سفينة قرب السواحل الفنزويلية، بحسب ما نقلته رويترز.

وفي السياق ذاته، لم تعلن وزارة الدفاع الأمريكية ولا الرئيس ترامب، حتى الآن، أي تفاصيل أو تصريحات رسمية بشأن الضربة الجوية الأخيرة، وفي المقابل وصفت الحكومة الفنزويلية، تلك الهجمات، بأنها بمثابة إعدامات خارج نطاق القضاء.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، تقدمت فنزويلا، باحتجاج رسمي للأمم المتحدة تطالب بفتح تحقيق دولي بشأن تلك الضربات المتكررة ضد سفن تحت مزاعم صلتها بعمليات تهريب المخدرات.

وفي خضم الجدل المتصاعد، نقلت صحيفة "جارديان" البريطانية عن الأدميرال الأمريكي "ألفين هولسي"، أحد كبار الضباط المسؤولين عن عمليات البحرية الأمريكية في الكاريبي، اعتزامه التقاعد قريبًا، وهو التصريح الذي أثار تساؤلات حول توقيت الضربة وتأثيرها داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية .

مادورو يهدد برد شامل

وفي المقابل، شن الرئيس الفنزويلي، هجومًا حادًا على واشنطن، معتبرًا أن تصريحات ترامب تمثل إعلان حرب مفتوح ضد فنزويلا وشعوب أمريكا اللاتينية، قائلًأ: "لن نسمح بأن تتحول فنزويلا لساحة تجارب جديدة للمغامرات الأمبريالية.. هذه ليست مكافحة مخدرات بل محاولة لتغيير النظام تحت غطاء أمني"، حسب قوله في خطاب تلفزيوني نقلته وكالة رويترز.

كما دعا مادورو، الجيش والشعب للاستعداد للدفاع عن السيادة الوطنية، محذرًا من أن أي هجوم على بلاده سيقابل برد شامل، كما أعلنت الحكومة، مناورات عسكرية في المدن الساحلية تحسبًا لأي طارئ.

رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو

وفي ظل ذلك التوتر، تداولت بعض وسائل الإعلام الأمريكية، تقارير تفيد بعرض مسؤولين فنزويليين خطة انتقال سلمي للسلطة من مادورو لنائبة الرئيس دلسي رودريجيز، خلال ثلاث سنوات، لكن الإدارة الأمريكية رفضت تلك الخطة معتبرة إياها غير جادة، كما نفت "رودريجيز، تلك التسريبات المتداولة والتي وصفتها بأنها جزء من الحرب النفسية والإعلامية ضد فنزويلا.

يأتي ذلك التصعيد بينما تشهد منطقة بحر الكاريبي توترا متزايدا عقب نشر الولايات المتحدة  قاذفات " B-25" وسفن حربية قرب السواحل الفنزويلية، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة ضغط سياسية وعسكرية.

كما يرى خبراء، أن الأزمة بين البلدين دخلت مرحلة اللا عودة وسط مخاوف من الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، إذا امتدت العمليات الأمريكية داخل فنزويلا.

اقرأ أيضا:

ديلسي رودريغيز: "هذا كذب" لا مفاوضات مع واشنطن لإطاحة مادورو

ترامب: سنرعى تحركًا ضد "حماس" عند الضرورة

search